بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الغالي ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي بارك الله فيك ...
في هذه الأيام أيها الغالي ... أنت تصلي مع الجماعة في المسجد فكتب الله لك الأجر ، فإنه ثبت في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة ) رواه البخاري ( 609 ) ومسلم ( 1038 ) .
ـ بينما من قبل ...قد تصلي في البيت أو قد لا تصلي أحياناً وتلك هي الكارثة ... قال صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواة الترمذي ( 2545 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 4143 ) . أعاذني الله وإياك من ذلك .
في هذه الأيام أيها الغالي ... يدور في بالك الكثير من الأسئلة عن بعض الأمور التي قد تؤثر على صيامك فتفسده أو تنقص أجره ، وإن كانت هذه الأمور بسيطة جداً ( كبقية الطعام بين أسنانك ، هل يؤثر في الصيام إن بلعته؟، أو قطرات يسيرة من دم قطرت من إصبعك ، هل تؤثر على الصيام ؟ ، أو قطع من السواك عبرت إلى حلقك دون قصد ، هل تنقص أجر الصيام؟ ) فأنت حريص على عبادتك أن ترتكب من المحرمات ما يفسدها ، فزادك الله حرصاً ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) رواه البخاري ( 50 ) ومسلم ( 2996 ) .
ـ بينما من قبل ... قد تؤدي العبادة كيف ما اتفق ، وبدون أدنى حرص على كمالها ، تسعى لإلقاء همها عنك بأي طريقة قد لا تقصد أداءها عبادة لله لكن لكي يراك الناس أنك تصلي فلا يلحقك اللوم ، وتلك هي المصيبة ... فقد ثيت عنه صلى الله عليه وسلم : ... ( الشرك الخفي : أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل )رواه بن ماجة ( 4204 ) وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 2607 ) .
في هذه الأيام ... لوحدك في غرفتك أو مكان آخر قد أصابك العطش أو مسك شيء من الجوع ولكن لا تجرئ على الأكل والشرب والطعام والشراب بين يديك .. لماذا ؟ ... لأن الله يراك تخافه وتستحيي منه أن يراك مفطراً وقد أمرك بالصيام ، وفقك الله لخشيته في السر والعلن ... قال تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41} ) سورة النازعات .
ـ بينما من قبل ... قد تكون في غرفتك أو مع أقرانك أمام فلم خليع أو خلوة محرمة أو على شبكة الإنترنت مع موقع إباحي فاحش أو محادثة ماجنة...متبع لهواك مع أن الله يراك ومطلع عليك ، فكيف جعلته أهون الناظرين إليك ... ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ) النساء (108).
أخي الغالي ...
ما الفرق بين في هذه الأيام
وبين ما كنت فيه من قبل
اسمح لي أخي أن أجيبك
لقد شع في قلبك نور الفطرة والإيمان
حين أقبل رمضان
وصراف الله عنك الشيطان
هل رأيت أخي ... ؟
هل رأيت كم هي جميلة الحياة في ظل الطاعة .
أخي ...
وأنت تخرج من المسجد قد صليت الجماعة مع المسلمين هل شعرت بتلك بالطمأنينة تبسط ردائها على جسمك .. إنها لذة العبادة ، ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لبلال : ( يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها ) رواه أبو داود ( 4985 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 7892 ) .
أخي .... وأنت تجلس على مائدة الإفطار تسمع أذان المغرب وتتناول التمرات مع بداية إفطارك تحسب أنك قد أديت عبادتك صحيحة ، هل شعرت بتلك السعادة التي تغمر قلبك ، إنها لذة العبادة ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : ( للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) رواه البخاري (7054) ومسلم (1151).
أخي ... وأنت تجلس لوحدك تدافع نفسك وتغالبها حتى لا ترتكب من المنكرات ما يخل بصيامك أو يفسده وقد تغلبت على نفسك في هذا الصراع هل شعرت بذلك السرور الذي ينتابك ويتخلل جوارحك ، إنها لذة العبادة .
أخي الحبيب ...
إن ذلك الشعور العظيم الذي تشعر به هو حلاوة الطاعة ولذة العبادة التي سوف تتلذذ بها في كل أوقات حياتك إن استمريت على هذا المنهج وواصلت على هذا الطريق فاجعل هذه المحطة الرمضانية بداية الانطلاقة فقد جربت طريق الطاعة ووجدت النتيجة البراقة وتذكر أخي بارك الله فيك قول الله عز وجل :
( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ )سورة الحجرات(7). وقوله عز وجل : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) سورة الرعد(28).
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا )رواه مسلم ( 49 ) .
حفظك الله ورعاك ووفقك وهداك وسدد على طريق الخير خطاك
أخوك المحب
أخوك الصغير
راجي عفو ربه القدير
النذير