أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الترتيب والاحتياج المعنوي في آية الكرسي
قال تعالى" الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم " (البقرة 255)
آية الكرسي وأسماء الله وصفاته تترتب من العام إلى الخاص ، فقد بدأ الله تعالى هذه الآية باسمه الأعظم "الله" فهو الإله الجامع لكل الصفات التي تجعله الإله الوحيد المعبود بحق ، ثم جاء بما هو أخص منه وهو" الحي " تلاه بالخاص وهو "القيوم" لأن الحياة سبب ووسيلة للقيام بتدبير شؤون الخلق وحفظه ،فيجب أن تسبقه ، ثم تلا " القيوم " مظهر من مظاهره ولازمة من لوازمه ألا وهي عدم النوم ،لأن من وُكّل بأمر الخلق وحفظه لا بد أن يتصف بهذه الصفة ، وتقدمت السِّنة على النوم بالطبع والعادة والزمن لأن السِّنة عادة تأخذ الشخص قبل النوم ، وهذا الترتيب من الخاص إلى العام لإفادة الشمول ،قال تعالى "ما لهذا الكتاب لا يغادرصغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " ثم قال تعالى" له ما في السموات وما في الأرض" بدأ بالسموات لأنها أعظم من الأرض ،وللتناسب مع لفظ الجلالة "الله" ثم قال تعالى "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم "بدأ بما ينتظرهم من الآخرة وهو أعظم وثنّى بما وراءهم من الدنيا وهو أقل ، ثم قال تعالى"وسع كرسيه السموات والأرض" فعلمه يتسع للسموات والأرض ،وبدأ بالسموات للدلالة على العظمة، ثم قال تعالى"وهو العلي العظيم" فبدأبالعلي ،وهو الأعظم ،قال تعالى"وهو القاهر فوق عباده "أي العالي عن خلقه بارتفاعه عنهم وقدرته عليهم وهو الغالب القاهر،فاللغة تقوم على الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.