دور اللعب في تربية الطفل ما قبل المدرسة .
إن الميل للحركة هي من أهم واشد ميول الطفل الفطرية ولابد من بقائها في مراحل نموه فمن خلالها يكتشف ما حوله ويعرف بيئته . وهذا يعني أن لجزء الاكبر من تعلمه يأتي من خلال الحركة وإن أكبر فترة للتعلم الحركي هي من سن 1-6 سنوات ويجد الطفل المتعة في أدائه الحركات التي تعمل فيها العضلات الكبيرة مثل الركض ، القفز ، الرمي ، … الخ .
ان الاعداد الثقافي والاجتاعي للطفل يأتي من خلال اللعب كذلك يعرف الكثير عن جسمه وكيفية أستخدامه ، ويتعلم كيف يكتسب قوة تفوق زملائه ، ومن خلال اللعب يبتعد عن أمه ويترك الالتصاق بها كذلك يمد اللعب الطفل بالكثير من العواطف والمشاعر . ومن خلال اللعب يستطيع الطفل أستيعاب او استبعاد الآخرين . يستفيد أيضاً من اللعب مع الجماعة ليبتعد عن الانانية كذلك يستطيع الطفل من تعلم أستخدام استعمال الكلمات فتنمو لديه اللغة ، كما يتعلم من خلال اللعب القيادة حيث يبرز الطفل ليقود ويوجه مجموعته خلال الالعاب الجماعية .
أشاد (فروبل) باللعب ورأى انه أكثر المهارات أهمية في تحقيق النمو الامثل للطفل ، لذا أبتكر بصورة فنية منسقة . في سبيل توجيه حركة اللعب واستغلالها (الالعاب التربوية) وتجلت عبقريته في كونه لم يتخذ كسابقه ، الألعاب وسائل للتشويق فقط . بل عدّها عوامل تساعد على تفتح الطفل بكل ما يحمل في داخله من قوى واستعدادات وتنمية وتقوية عضلاته وتربية قوة الملاحظة والحواس واكتساب معرفة الأشياء وكيفية أستعمالها.
وكان اهتمام فروبل بدور اللعب في حياة الطفل نابعاً من رأيه في ان الطفل فيه مجموعة من الغرائز واهمها غريزة الحل والتركيب وتبدأ بعملية التقليد واذا ما أستغلت أستغلالاً تربوياً سليماً أدت الى الابداع والابتكار ، ومنها غريزة حب الاستطلاع ، ويرى ضرورة تشجيعها واشباعها، كما أن حواس الطفل هي قوى غريزية تحتاج كل واحدة منها الى تدريب خاص ، كما ان الدافع الفطري للنشاط واللعب من أهم خصائص الطفولة ، لذلك فلابد أن تنطلق تربية الطفل من هذه الخاصيه.
وأكد فروبل أهمية العاب الحركة عند الطفل ، فعن طريقها ينمو الطفل ، ومن خلال اللعب يضع الطفل كل أمكاناته للوصول الى هدف معين وبالتالي يتهيأ عقله ويكون لديه هدف محدد يضع فيه طاقاته أثناء اللعب ويتعلم الالتزام ببعض القوانين الخاصة باللعب وهكذا يعد نفسه للالتزام بقوانين الحياة فيما بعد .
ومن أهم الألعاب التي دعا اليها فروبل بالنسبة للأطفال العاب المشي والتجوال والجري والتمثيل.
ويضيف حامد زهران أن اللعب يفيد في النمو العضلي ، ويطلق الطاقة العصبية التي اذا لم تصرف تجعل الطفل متوتراً ومتهجياً ، ويساعد اللعب في النمو الاجتماعي للطفل ويفيد في إشباع حاجات الطفل النفسية مثل الحاجة الى التملك ، حيث يمتلك لعبه ، ويشعر بأن هناك أجزاء من بيئته يستطيع السيطرة عليها .
وأوضحت ماري بولاسكي (Pulaske 1970) أن اللعب يتوقف أيضاً على نوع وتركيب اللعبة او أدوات اللعب وعلى خيال الطفل ومدى حريته في اللعب .
وترى ان من الافضل تزويد الطفل بأدوات كثيرة وغير محددة ليلعب فيها حتى تنمي لديه الابتكار والخيال ، وذلك أفضل من اللعب المعروفة والمحددة( ) .
أن اللعب والتدريب ينمي الذكاء لدى الاطفال وتتفق بذلك مع ابراهيم كاظم العضماوي الذي رأى (( أن ذكاء الطفل ملَكَة موروثة من الابوين (الاب والام) بنسبة 80% وما تبقي من قدرته الكلية 20% يمكن أن يكتسبه عن طريق التدريب وشحذ الحواس والمقدرة الذهنية)) .
لمياء الديوان