[align=center]
هناك في غرفتي الرفيقة
وعلى سريري بأحضان مخدتي الأنيقة
كنت وصديقي الليل ..
الظلام كامل حولنا لا يكسره سوى
ضوء خافت انبعث من نافذتي الصغيرة
والسكون مستبد فينا!!
هو : متملل
أنا : متألمة !!
ساكنة ممدةً ..شابكةً يدي
على عاتقهما ملقيه حمل المتعب رأسي
انظر ولا أعلم فيما انظر ...
مجمدة النظر ..شاردة الفكر بمكان آخر
"مابكِ ... لما أنتي هكذا ؟؟"
قطع صوت ليلي المبحوح ذاك الشرود لأجيب
مفزوعة :" هااااااااه ؟!!"
وبالكثير من ألم :
"أحدثكِ ما بالك مالي أراكِ شاردةً حزينة والأدهى أنك
تسكتين ....أنا معكِ أمللتي اللجوء لي ؟؟!! "
أقفز جالسة وفي شي من المرح المصطنع :
" ما لذي تقوله يا صديقي ..تعلم كم أحبك
فلما كل هذا الآن؟؟ "
ينظر إلي والدمع يحول بينه وبيني :
"لما ؟؟؟ تسألينني لما؟؟"
يحملني بكل قوته يمسك بكتفي
ليوقفني أمام مرآتي ويقف خلفي
بشده ينهرني :
" انظري إلى وجهك تعلمين لما كل هذا"
أشيح وجهي عن وجهي وأتجاوز ليلي :
" وما هذا ؟؟ وجهي ما عساه يكون
أعرفه حسناً ماذا بعد؟؟"
أبعده عن طريقي وأعود لأتمدد
على يمين سريري تاركةً له
اليسار منه مدارية عنه سري!!
ولكن ...ما هذا؟؟
عن ماذا يبحث ؟؟
ولما كل هذه الضجة يحدث ؟؟
ومن مرآتي أراه يبحث عن.....
اسطوانة؟؟
نعم ولكن ماذا يريد بها؟؟
قديمة جداً هذه الألحان
حسناً علة يبحث عن هدوووء
يناسب جو المكان !!
يبدو أنه وجد ضالته ..
يتجه وبخطوات جد سريعة
ويدير الاسطوانة ويعود ليجاورني !!
تدور هي وتبدأ الأغنية ..
أحاول التعرف عليها ..على ما يبدو
ذاك العندليب الأسمر ...لا أتذكر أنه غنّــى
ما يهديه صديق لصديقه في موقف كالذي نقفه!!
وبينما أنا كذلك في محاولة جادة لتفسير
ما يحصل والتكهن بمقصده...تبدأ القصة:
[align=center]
" جبار في رقة جبار
جبار في أسوته جبار
خدعتني دحكته
وخانتني دمعته
ما كنتش أعرف أبل النهارده
إن العيون دي تعرف تخون بالشكل دا
ولا كنت أسدق أبل النهارده
إن الحنان يأدر يهون بالشكل دا !!"[/align]
حتماً لست المقصودة ...ولكن لما أتذكرك الآن ؟؟
نعم أنت يا حبي والكامن سري..
يامن كنت بالأمس معي واليوم
أنا بدونك والليل بدوني ؟؟
نعم أنت أراك بوضوح
وكأنك المقصود ..وكأنك "الجبــــــار "
تتعقد الأمور ويدور ذهني و.....
الأسطوانة تدوور!!
"عرفته أد ما عرفته ولا عرفتوش
وشفته أد ماشفته ولا فهمتوش
كان بيئول لي بحبك ايوه كان بيئول
وأنا من لهفة ألبي سدقته على طول
كنت أشوف واسمع واحس بألبه هو
كنت عايش مش عشاني عشانه هو !!"
نعم أنت...أنت ذاك الجبار وهذه قصتي معك !!
نفس البداية ..ولكن كيف هي النهاية؟؟
كنت أعرفك ..ومن الأعماق
إلا أني لا أتذكر ملامح وجهك !!
أعرفك وأترنم بصمتك ولكن..
ما كان لون بشرتك وعينك ؟؟
أحفظ صورتك نعم أحفظها
ولكن على جدار قلبٍ مشروخ !!
وأسمّع وأسمــع كلماتك
"أحبك" !!!
كنت تحلف لي بأنك تحبني وأنك لم تعش قبلي ..
ولازلت أقسم لك أن لاحياة لي بدونك
وأني لن أعيش بعدك ..
ها أنا أبر بقسمي
فإلى أين انتهى الحال بيمينك؟؟
لأجلك كنت أصحو ...
فلا تلومني إن عاقرت النوم بعدك
بكفك كنت أنام ..
البرد يغسلني بغربتي عنك!!
لأجلك كنت أكتب ..
فلا تلومني إن أضعت أبجدية الحروف
وتعلمت البكم لغة أنادي بها هجرك!!
مزعج صوت صمتي الجديد
والمعاكس إتجاهك!!
صوتك وحده المسموع وكل ما دونه ما هو إلا
موجات فوق مسموعة أو تحتها..لايهم
المهم أني لا أسمع إلاك
ولا أحدث إلا طيفك عن ذكراك !!
لأجلك تعلمت أن أعيش وعلى يديك تعلمت الحب !!
"يامعلمني الحب يارتني ما تعلمته معاك ولا شفته
ليه تخدعني ليه خلتني أنسى الدنيا وأعيش بحلاوته ؟؟
دا ما كانش في اتنين زينا
شافوا اللي شفناه فحبنا
الحلم كنا بنحلمه ونكمله من بعضنا
ليه تصحيني بوسط الجنه بنار ودموع
كنت ارحمني وسيبني شويه أعيش مخـــــــدوع !!"
نعم أنت المذنب ...
أنت من أوهمني أن الحياة جميلة
وأنها ليست كما أظن وأن..
الأبيض سيد الألوان !!
أخبرتني بأني لم أكن أعرفها
وخططت لموعد لتلاقيني بها ...
لستَ أفضل حالٍ منها ألا أنها أصدق منك
رغم الأقنعة !!
دفعتني نحوها وكسرت نظارتي السودا ..
وتركتني عندها ورحلت
فلا أنا قادرة على النظر للنور
وقد اعتدت الظلام ولا أنت عدت !!
أوا يعقل ؟؟ نسيت ؟؟
كيف نسيت؟؟
ألم تقف كثير الذكريات بوجهك ؟؟
كيف من جنون حبي لك أفلت ؟؟
وكيف تقبّل هو رحيلك ؟؟
بما أقنعت قلبك ورشوت عني عواطفك؟؟
كيف كلهم يسكتون عن ظلمك
وغيابي عنهم لا أقول عنك؟؟!!
ألم تطفئ تلك الأحلام لهيب الضالة الظالمة يقظتك ؟؟
كانت غزيرة ..
ظننتها ستحميني إن شبت نار غدرك
وتطفئها ولي تعيدك!!
كم حلمنا بالصغرى موتتنا وحين نبعث بصباحنا
كنا نكمل مانقص من أمانينا
ونواصل في اليقظة جنوننا ..حنيننا!!
أنا ...أنت ..بيت يملؤه الحب وهم ..
ألا تذكر؟؟
أين ولمن تركتنا؟؟
بالكثير من قسوة ..
وبعد أن أنهيت أنت حلمك
تصحو لتنظر إلي
وأنا غارقة في الحالي حلمي والقادم أملي
سائلة المولى والبسمة على شفتاي أن لا أنجو !!
لتأتي أنت صارخاً بوجهي
راشاً علي دلو من الوداع البارد الحقيقي
مستكثراً علي حتى أن تطول كذبتي وأسعد !!
لليوم لازالت مريضة مشاعري
متجمد كل شعوري!!!
تخنقني عبراتي وتندفع
في ضجر خارجةً للحياة بعد موتي
فلا يعد مني سوى أن استسلم
لنوبة بكاء عارمة ملقيةً رأسي
على حجر الصديق ليلي
طالبةً الأمـــــــــان والهدوء من ربي !!
ليبدأ هذا الأخير بمداعبة خصلات شعري
علّة يخفف عني
غير مدركٍ أن صغيرات من عينيه
رحن يضربني بلطف خدي
ندي يامسائي!!
وتدور الأسطوانة:
"ألبي أول للحب يبعد عن طريئي
أي حب جديد يا ويله من حريئي
لو حصادف ألب مخلص مش حآمن له وأصونه
وإن ضحك في عنيه حضحك وأخدعه ويمكن أخونه !!
زي غيرنا ما باع نبيع عمر الهوى وعهده ...
زي ألبي ما ضاع تضيع كل الألوب بعده !!"
أرفع رأسي والشرار يتطاير من عيني
ماسحة دموعي بظهر المرتجفة يدي
"هذا ما سأفعله "
ليجيبني صديقي المسكين :
"لا ..لستي أنتي
انتظري ..اسمعي "
"وألا أأولك ...لا ااا يا ألبي
ليه نلوم عالحب ليه ؟؟
دا اللي خانك خان شباب الحب
خانه وجار عليه !!"
"نعم هذه أنتي وهذه هي الحقيقة "
لأجيب ..لأسأل :
"يعــــــــني ؟؟؟"
"يعني أنا والحب وأنته
كنا لعبه ..
كنا لعبه بين
إيديه !!"
أعلق ناظري بناظريه
وتغلق أبواب الكون بمقلتي
وتموت الكلمة على شفتاي
لينطق ذاك الآخر
لينطق الأسمر :
"ما كنتش أعرف أبل النهارده إن العيون دي
تعرف تخون بالشكل دا !!!"
وأتمتم :
"ولا أنا "
وأعود لأرتمي بين أحضان الليل
وأعود لإنهياري!!
تعقيب :
(سامحني أيها العندليب ..
سامحيني يا مصر ..
الشرهة على اللغة
والركة عالنية !!)
[/align]