نظرا لأهمية طرائق التدريس في المجال الرياضي والذي فرض نفسه كعلم أو منهج مهم في غاية الأهمية لكونه المدخل او الباب الاول للدخول في اعماق العلوم الرياضية وماتحتويها من درر ثمينه ولآليء فاخرة يتزين بها الانسان لصقل الروح والبدن وتفعيلها عمليا لاجل الوصول الى غاية وتحقيق هدف لذلك اصبحت طرائق التدريس مهمة جوهرية وماهذا الموضوع الا مهمة لتقديم الواقع التطبيقي للمباديء والمعارف بين الموهبة والتفكير واثرهما في نجاح طريقة التدريس والسير قدما للامام لنواكب التطور الزمني والتقدم العلمي فكان بودي ان اكتب هذا الموضوع في الليل الدامس من الضلام مستنيرا بضوء الفانوس النفطي لكي اوظف قلمي وفكري خدمة لاختصاصي الشريف الذي لم يزل يحتل المرتبة المتميزة في التربية الرياضية . فهناك حوار بين ماهو الافضل الموهبة ام التفكير فالموهبة عبارة لها نوافذ عديدة واشعاعات اكثر تستمد قواها او طاقاتها من التفكير والسبب انه لو قلنا ان الموهبة تنشأ مع نشأة الانسان
لكان كل الناس موهوبين وهذا أمر خاطئ ولو قلنا أن الموهبة صفة يعطيها الله للإنسان لأعطاها الله لكل بني البشر بدليل ان الله عادل لايظلم الناس في استحقاقاتهم ولو قلنا أن الموهبة استعداد فطري ينمو ويكتمل مع نمو واكتمال التطور الحضاري والوسط البيئي أو المجتمعي لكان المجتمع الأوروبي أو الدول المتقدمة كلهم موهوبين ولكن أنا في اعتقادي ان الموهبة هي الساق الذي ينشأ ويكبر من جذور التفكير بغض النظر عن كمية ونوعية التفكير اي أن الموهبة هي صقل النفس بالنفس او الذات بالذات وترويضها وتجسيدها في مجال ما وبتعبير أدق إن الاستمرار الأمثل للعمل الأفضل من نتائج التفكير السليم المتأتي من العقل السليم تنشأ الموهبة وتكون هذه النشأة مميزة وواضحة وجلية كعين الشمس مثلا نلاحظ أشخاص موهوبين بحفظ القرآن والرسم والخط أو الرياضة . بينما التفكير هو استعراض لبرامج المركز الحسي في الدماغ وتوظيفها حسب نوعيتها للعمل المراد القيام به وبعبارة أخرى هي عملية دخول وخروج اي الدخول الى باطن العقل والخروج منه بحمل المعلومات وتفكيكها وتجزئتها وجمع مامراد جمعه وإرجاع الباقي الى مخزن العقل وهو المركز الحسي . لذلك فان التفكير والموهبة لهمل علاقة وثيقة جدا كعلاقة النخلة بالأرض
إذن طريقة التدريس تعتمد على التفكير المسبق قبل الخوض في غمار الدرس والموهبة تكتمل من خلال الدراسة او القراءة المستفيضة ومن ثم التطبيق والإبداع أي إعطاء الشيء بأجمل صورة وألطف شكل ثم البحث من خلال التفكير بإيجاد طريقة مثلى ونادرة ومرضية قادرة على ان تُستقبَل وتستساغ للمستمع وتجعل من الطالب متشوق إليها وهاضما لمفرداتها ومطبقا لتعاليمها أي أن الطالب يتأقلم مع هذه الطريقة المطروحة اذن الموهبة استعداد فطري وليس وراثي ينمو هذا الاستعداد من خلال الدراسة والمتابعة والممارسة والمشاهدة والبحث ومن ثم الخروج بحصيلة مثمرة وجيدة فطريقة التدريس تنظر للموهبة نظرة اشتياق ومحبة للدخول بها لتلد منها الفكرة الجديدة والمعرفة ولذلك أرى في اعتقادي ان طريقة التدريس تعتمد على الإبداع والابتكار أكثر ماتعتمد على الدراسة القديمة ولهذا فإنها تعاني من بعض مدرسي التربية الرياضية البكالوريوس من الجمود والبقاء على القديم مما يؤدي الى ركود المادة العلمية فالمدرس الجيد يكون قابل للتغيير والنمو المعرفي والعلمي لكي يكون قادرا على صناعة وطرح أفكار تدريسية جديدة تنسجم مع التطور العلمي والتكنولوجي بغض النضر عن استيعاب ونمو مدارك الطلبة واختم حديثي أن هناك نقطة جوهرية في إحداث التغيير او التبديل او التعديل في طريقة التدريس وهي ان طبيعة كل إنسان غنية بالممكنات والمواهب والقدرات التي عليه أن يكتشفها ويحسن استغلالها فان الذين غيروا طباعهم وطريقة تدريسهم فأنهم ثاروا على نقاط ضعفهم هم الذين وضعوا أيديهم على مكامن القدرة في شخصياتهم ووظفوها افظل توظيف وبإمكانك أيها المدرس ان تشق طريق التغيير لترى نتائج التغيير شريطة ان يكون التغيير قائم على أسس علمية لا على أساس التخبط والانقياد لأمور خارجة عن الهدف