السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أحبتي أعضاء المنتدى الشامخ ..... أيها الغراباليون الكرام :
شيء ما في خاطري أخذ جل تفكيري.... و أزاح النوم عن جبيني
لا أعلم لماذا ؟ !!
و لكن أحسست بثقل الأمانة (أمانة النصح )التي أعييت كواحلي،
خصوصا و أنا أرى استعدادَ الناس هذه الأيام لخوض عام دراسي جديد،
فالكل أخذ يجهز عدته ويربط حقيبته
ويدعو ربه أن يوفقه ( هذا إن دعى!!)، فالأب يعلق على ولده الكثير من الأحلام و التطلعات و الإنجازات التي سوف يساعده ابنه /ابنته في تحقيقها.
والأم التي طالما تأمل من أولادها الكثير، تزجي الترنمات والأهازيج فرحاً بذهاب أبناءها إلى طلب العلم بل وتنتظرهم يوميا (هذا إن لم تكن الخادمة ) لتقبل على رؤؤسهم قبلة المساء.
إن حديثي اليوم عن " أمانة المعلم" .....
نعم كتب عنها الكثير و الكثير ... من أهل الاختصاص ....
لكننا أيضا تحاط علينا بعض المسئولية في تذكير أخواننا الأساتذة ( المربين والمربيات )
وذلك أن نهمس في أذن كل واحد منهم بالنصح المستطاع البعيد عن التكلف، بالنصح الذي يخرج من القلب إلى القلب.
نعم هناك الكثير من الأساتذة من يحمل هم هذه الرسالة الشريفة.....
تراه مشعلَ نورٍ أينما حل أضاء،
و أينما سار احترم،
و أينما قال أفاد،
نبراسٌ يمشي على الأرض،
همه الأهم توجيه هذا الجيل فيما يحبه الله ويرضاه ( لاسيما أن الطالب يتقبل من معلمه أكثر من والديه، خصوصا في المرحلة الابتدائية) ،
وتراه صديقا لهذا و مرشدا لهذا ، سائلا عن هذا
باختصار.... قريب من الكل يعرف دافع عمله هذا.
هناك نقطة يجب أن ننبه لها وهي:
((ربما يكون بعض المعلمين به بعض هذه الصفات، لكن من طبيعة اكتسبها (سجيته هكذا ) و ليست من دافع هم أو رسالة يؤديها ;) ،فالفرق موجود و واضح ))
أحبتي /
إن الناظر اليوم إلى أساتذة أولادنا أو إخواننا يجد العجب العجاب من بعضهم ،
فمنهم المدخن .....
ومنهم من ألفاظه قبيحة
ومنهم من يسهر الليل و يأتي لينام بالمدرسة
ومنهم اللا مبالي بما يقول ويفعل ،
ومنهم من يعقد الصفقات المربحة – على حد زعمه- من بيع أسئلة ونحوها،
ومنهم من يضرب الضرب الأليم،
و منهم المستعلي عن القوم،
ومنهم ..... ومنهم.... من يقشعر الجلد لذكر صفاته – أتركه إكراما لكم –
إلى متى الاستخفاف بفلذات الأكباد ؟! بل والاستغلال ؟!
عجبي والله من مدرس للقرآن الكريم لا يتقن مخارج حروفه،
أو مدرس للرياضيات إذا خرجت معه بمسألة ما أخذ يزبد يرعد.
أحبتي/
الكثير من طلابنا اليوم يفتقد إلى أنموذج (القدوة الحسنة) و لست هنا بصدد تعريف هذا الأنموذج، و ذكر بعض صفاته.
فإذا افتقده الطالب في البيت – وكثير منهم كذلك – لماذا لا يعوض ذلك بالمدرسة ؟
فيجد المربي الصادق الذي عنده وعنده فقط يرفع عينيه إليه ويقول " أنت قدوتي".
أساتذة أبنائنا الكرام /
كونوا أذكياء في أسلوب التقرب للناس والتحبب إليهم بالكلمة الطيبة والهدية الصغيرة والخدمة المتكررة الحانية والزيارة والاستزارة،
كونوا من يحمل هم الرقي بهذا المجتمع من سفاسف الأمور الى أعاليها،
استعلوا فقط قليلا و تنفسوا الصعداء، و اخذوا معكم أبناءنا ليكونوا بعد غد علماء في جميع الفنون.
اغرسوا فيهم حب هذا الدين والعلو به في أقطار المعمورة.
اغرسوا فيم القيم و الأخلاق المحمدية و ما أكثرها.
اغرسوا فيهم حب هذا الوطن والتفاني في خدمته.
اغرسوا فيهم التفاؤل و الأمل والنظرة المستقبلية المنتجة.
اغرسوا فيهم حب العمل و خدمة المجتمع.
اغرسوا فيهم حب العلم والتعلم.
أحبتي /
لنصنع من المستقبل أنموذجا مغايرا عن واقعنا في التعليم و التعلم، و لتكونوا أنتم رواده ..... فأنتم الأمل.
بانتظار اضافاتكم و نصحكم .
محبكم / الفراس ..... (^_^)