خَضْراءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي

اَلبَدْرُ عَنْكِ إِذا تَبَدَّى ، وَ الْياسَمِينُ إِذا تَنَدَّى
وَ الْماءُ خَصْراً وَ الْمَها مُقَلاً وَ فَرْعُ الآسِ قَدَّا
تَحْوِينَ أَسْرارَ الْجَمالِ فَما لَها أَنْ تَسْتَجِدَّا
بِكِ تُنْظَمُ الزُّهْرُ الْحِسانُ وَ تَحْتَفِي بِالْبَدْرِ عِقْدا
يا بَدْرُ قَدْ غَنَّيْتُها ، إِنْ كُنْتُ لَمْ أَظْلِمْكِ جِدَّا
ما الْجَزْرُ يَحْفِزُني وَ نُورُكِ يُؤْنِسُ الْإِبْحارَ مَدَّا
أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا
تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
خَلُصَتْ إِلَيْكِ دُرُوبُهُ ، فَعَسَى يَتِمُّ الْوَصْلُ رَغْدا
مَغْنايَ أَنْتِ فَما أَعَفَّ شَذاكِ ما أَصْفاكِ وِرْدا
قَدْ يَحْسُنُ الإِقْصارُ عَنْكِ فَكُلُّ مَنْ ناجاكِ أَكْدَى
وَ إِذا أَبُوحُ بِما أَكُنُّ تَنَمَّرُوا عَنَتاً وَ حِقْدا
وَ إذا أُتِيحُ لَكِ الزُّلالَ أَقامَتِ الْبَغْضاءُ سَدَّا
لِمَ هكَذا تَقْسُو الْقُلُوبُ وَ تَنْقُضُ الْأَخْلاقُ عَهْدا ؟
يا شِعْرُ لَيْتَ قُلُوبَنا ، تَسْمُو بِنا صِدْقاً وَ وُدَّا
يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
فَتَطِيبُ جَنَّةُ رَحْمَةٍ ، تَجْرِي بِها الْأنْهَارُ بَرْدا
خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا

شعر
زياد بنجر