مع سكون الليل ..وهدوء البشر...ونوم الطيورفي أعشاشها على الشجر
هبت عاصفة هوجاء على جدار ذكرياتي...ففتحت ثغرة دخلت خلالها نسمة
دافئة شحنت جسدي برعشة دافئة.
ارتسمت بسمة كتلك البسمة التي حدثتني عنها....حين كنت أنت المتكلم
وأنا المصغية الصامتة.
لقد حاولت جاهدا لأرغامي على الكلام....بعد أن رددت تحيتك بالسلام.
استرسلت بحديثك وسألتني:أمن طبعك الصمت؟
وبإيماءة ايجاب من رأسي كان الجواب.ألا تعلمين أن الصمت لغة المجهول؟!
اصغِ إلي:أنا كاتب شاعر ورسام
أعشق المفردات...ولأجلك سأكتب ما لا يحتويه أي قاموس
من كلمات...فأنتِ تحملين في ثغرك ابتسامة تتكلم...وتجيدين قراءة ما
هو مكتوب في العيون....فتجددين ركام الذكريات...وبناء حطام ماضي السنوات.
هنا تفجر صمتي....وقلت:لكن الحطام كبير..والردم كثير
وهنالك من يسمع صمتي ....ويفهم سكوت حرفي.إذن..ربما يسعفك ضياء صمتك....وينير لكِ طريق الكلام.
سأكتب بتنهدات صارخة الأشواق....عاصفة بالحنين.لا عليكِ:فنور حروفك ستجعلنا نحلق فوق ذاك الركام والحطام...
وسأرسم لكِ الكلمات وألونها بألوانك الوردية...معبرة عن فحواها وتألقها.
إن حرفك سر وصمتك بحر....وسأغوص في أعماقك وأصارع أمواجك.
هل أنت غواص ماهر؟
ألا تخشى أمواجي العالية ورياحي العاتية؟!لا تأبهِ...فلدي شراعي...به أتحداها وأبحر إليك...وسأرسم لك
الشواطيء بالقرب من شفتيك...لتكون بسمة كبيرة...وسأغوص بأعماق
الكلمات من بحورك الجميلة...وأصل إلى أعماقك الأصيلة.
وسأبحث في التيه وفي المجهول واللامجهول...عن بسمتك ووجدانك
وتأملاتك...لأضع بسمتي بين مقلتيكِ.
اّاّاّاّاّه ثم اّاّاّاّاّه
تنهيدتي الصامتة...صرخت وتحولت بصوت عالٍ صداه.
ودي لكم.