النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: للكبار فقط ؟

  1. #1

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180

    للكبار فقط ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    مدارسنا والإرشاد / الواقع والآمال
    لا يكاد يخلو كتاب من الكتب التي ألفت في مجال التوجيه والإرشاد من الإشارة إلى الإرشاد التربوي باعتباره أهم مجالات الإرشاد النفسي وتخصيص مساحات كبيرة له تتناوله بالتعريف ، وتوضح الأسس التي يقوم عليها، وأساليبه المختلفة ، وكل ما يتعلق بهوللإجابة على الإسئلة التاليه معاني كثيرة :
    1- هل تقدم في معاهد المعلمين وكليات التربية المناهج الخاصة بالتوجيه التربوي والإرشـاد النفسي؟

    2- هل يمارس مدرسونا دورهم الإرشادي ؟

    3- هل هم قادرون على القيام بهذا الدور ؟

    4- هل يمثلون قدوة يحتذى بها عند تلاميذهم ؟

    5- هل يشرف على تسيير معاهدنا المتوسطة والعليا وجامعاتنا تربويين أم لا؟


    تعتبر المدرسة المؤسسة التربوية التي أقامها المجتمع ، وسلم لها أعز وأغلى ما يملك " أبناءه " وذلك لتقم بعملية التربية والتعليم ولها في ذلك توفير الظروف المناسبة للنمو بجميع مظاهره الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، إن دور المدرسة لا يتحدد بمجرد تعليم الأطفال القراءة والكتابة وإنما يتعدى ذلك الدور التقليدي الجامد ليصل إلى تقديم الرعاية النفسية للتلاميذ ومساعدتهم في التغلب على مشاكلهم المختلفة ، والتي تتزايد في عصرنا الحالي – عصر القلق – عصر العولمة – عصر الفضائيات والمسلسلات المدبلجة .

    فالمدرسة مسئولة عن النمو النفسي السوي والتنشئة الاجتماعية ومساعدة المتعلم في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته وحاجاته وميوله للوصول إلى النجاح التعليمي والنجاح الاجتماعي مقدمة له كل ما يمكنه من التكيف مع المجتمع وإعداد لحياة مستقبلية ، ومن هنا يلعب المدرس دوراً هاماً في عملية التربية وفي رعاية النمو النفسي وتحقيق الصحة النفسية للتلميذ ، فهو دائم التأثير في التلميذ منذ دخوله المدرسة حتى تخرجه وهو موجه سلوك يصحح سلوك التلميذ إلى الأفضل عن طريق وضعه في خبرات سلوكية سوية . ومن هذا أصبح على المدرس أن يمارس دوره الإرشادي وأن يساعد تلاميذه في التغلب على المشاكل التي تواجههم والتي من بينها :
    - مشكلة التأخر الدراسي – مشكلة الهروب من المدرسة – كراهية بعض المواد الدراسية – مشكلة الغياب وغيرها من المشاكل التي تواجه التلاميذ في مدارسنا ، ومن هنا يجب أن نتساءل :
    هل يمارس مدرسونا دورهم الإرشادي ؟ وهل هم قادرون على أداء هذا الدور ؟
    من المسلم به أن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى دراسة ولكنني هنا أردت فقط أن أجيب على هذا التساؤل بصفتي فرداً داخل المجتمع ألاحظ ما يحدث داخل مدارسنا من إهمال وتقصير في جميع الجوانب ، وان كل ما أذكره لا يتعدى كونه رأي شخصي قد يكون صائباً وقد يكون مبالغاً فيه، وللإجابة على هذا السؤال سوف أقتبس أولاً بعض الأسطر من كتاب التوجيه والإرشاد النفسي للدكتور حامد زهران : ( يقدم المدرس المرشد خدمات هامة حين يكون نموذجاً سلوكياً متوافقاً ومعلماً لمهارات التوافق ، يعلم العلم ويوجه النمو ويسهم في عملية الإرشاد بقدر ما يستطيع ويحيل مالا يستطيع إلى الأخصائيين ) .
    في حقيقة الأمر قليلون هم المدرسون الذين يهتمون بدورهم الإرشادي، والبعض منهم لا يكلفون أنفسهم السؤال عن أحوال تلاميذهم ، ومعرفة سبب غيابهم ، أو سوء تحصيلهم ، أو معرفة مشاكلهم الأسرية ، أو أسباب كرههم لمادة دراسية معينة .. إلخ والبعض منهم لا يتذكر أسماء طلبته وعلاقته بهم لا تخرج عن مدهم بالمواد " المنهج المقرر " وتقييمهم بالامتحان .
    وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب ، فالمدرس لا يأتي إلى المدرسة إلا عندما يحين موعد حصته التعليمية ، وأحياناً يأتي مهرولاً حتى يلحق بالموعد، ويحرص على مغادرة المدرسة عند انتهاء حصصه الدراسية ، والبعض منهم يشترط بأنه يريد الحصة الأولى ـــ لأنها لا تتعـارض مع موعد فتح المحل ــــ، والآخر يريد حصته بعد الاستراحة ـــ لأنه مرتبط في الصباح بنقل الطلبة إلى مدارسهم أو العمال لجهة أعمالهم ـــ … إلخ .
    من هنا نجد أن المدرس الذي تثقل كاهله هذه الأعباء ، ليس بحاجة إلى زيادة معاناته بمعاناة غيره، خاصة وإن الإرشاد والتوجيه يحتاج إلى علاقات إنسانية بين التلميذ وبين من يرشده .
    يعتبر المدرس القدوة الحسنة لتلاميذه ، فهم يقلدون سلوكه وتصرفاته وأخلاقه والتزامه وجديته في العمل ، فالإمام الغزالي يرى أن مثل المعلم المرشد من التلاميذ مثل الظل من العود ومتى استوى الظل والعود أعوج .
    إن بعض المعلمين حالياً قد لا يصلحون بأن يكونوا قدوة حسنة لتلاميذهم، وبالتالي لا يصلحون لأداء دورهم الإرشادي ، وهم في حاجة إلى الإرشاد والتوجيه أكثر من تلاميذهم ، فكيف يتقبل التلميذ النصح والإرشاد من مدرسه وهو يجده في مواقف كان من المفترض أن لا يكون فيها ، وهذه المواقف تقلل من هيبة المعلم وتهز صورته في نفوس تلاميذه ، المعلم الذي قيل فيه يوماً "قف للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً " فكيف ينظر التلميذ إلى مدرسه وقد ركب معه في سيارته التي يستعملها كسيارة أجرة ليوصله إلى وسط المدينة وعندما يصل يدفع إليه التلميذ أجرته ، وطالب آخر يشاهد معلمه يرقص في أحد الأعراس ، وآخر يلقي على تلاميذه محاضرة كل يوم يوضح لهم فيها أن مهنة التدريس لم يعد لها مكانة ، وأن هذا العصر عصر المادة ولا وجود للقيم والأخلاق .
    مثل هؤلاء المعلمين ينطبق عليهم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم قالوا وكيف يكون منافقاً عليماً ؟ قال عليم اللسان جاهل القلب والعمل ) .
    وقد لا يكون لبعض هذه التصرفات الأثر السيئ الكبير في نفوس التلاميذ خاصة التي تتعلق بعمل المدرس لتحسين دخله إلا أن التصرفات اللأخلاقية لبعض المعلمين تجعل منهم مثالاً سيئاً لا يحتدى به وقد لا نستغرب ذلك إذا قمنا بزيارة لكلياتنا التي تخرج وتعد المعلمين ، حيث تشاهد آخر تقنيات الغش وتجد ملخصاً لجميع المواد الدراسية فوق مقاعد الدراسة والعبارات اللأخلاقية على جدران قاعات الدراسة ، وسوف تستمع في نقل مباشر للعبارات اللأخلاقية في باحة الكلية وتشاهد آخر ابتكارات المجتمعات الغربية في الحلاقة، ثم نستغرب ونتساءل لماذا لا يحترم الطلبة معلموهم ، ولماذا ظاهرة الغش منتشرة في مدارسنا ؟... إن هذه السلوكيات في كلياتنا تعتبر مؤشراً لتردي التعليم في مدارسنا، حيث يتم تخريج معلمين ومعلمات غير مؤهلين تربوياً ونفسياً بل وحتى علمياً وهذا ينعكس سلباً على تلاميذ مدارسنا وإلى متى سيستمر السادة المدراء في المعاهد العليا والجامعات في تهميشهم لكل ما هو تربوي ونفسي وبالتالي إنساني؟... إلى متى يبالغون في فواتير النثريات والسيارات والاستضافات الخاصة …؟ إلخ .
    إن الغاية ليست بوضع مواد تربوية ونفسية تدرس بالكليات والمعاهد العليا ولكن الغاية هي كيف تتحول هذه الأشياء إلى نمط سلوك عند المعلم وما هو الأثر الذي تتركه في شخصيته وفي قناعاته . إن غياب المعلم المرشد له الأثر السيئ على نفوس التلاميذ ويسبب في اتساع الهوة بين التلاميذ والمعلم ، ويؤدي إلى تفاقم المشاكل التي يتعرض لها التلاميذ ، والتي كان من الممكن تلافيها وإيجاد الحلول لها لو وجدت من يهتم بها ويعمل على مساعدة التلاميذ في التغلب عليها ، إذاً يجب الاهتمام بإعداد المعلمين ليقوموا بدورهم على أكمل وجه ، وأن يتضمن الإعداد التربوي والنفسي ليمارسوا وظيفة المعلم المرشد بالإضافة إلى تعليم القراءة والكتابة، خاصة في مراحل التعليم الأساسي من الدراسة حتى يتمكنوا من مساعدة التلاميذ في التغلب على مشاكلهم الشخصية والاجتماعية وخلق جو من الاطمئنان النفسي لدى المتعلم يمكنه من مواصلة الدراسة التي تناسبه، وفي هذا الإطار اعتقد أنه من المفيد معرفة الكثير عن المدرسين واتجاهاتهم واستعداداتهم ونظرتهم إلى مهنة التعليم، واستبعاد من لا تتوفر فيه شروط المعلم الجيد من التدريس وتوجيهه لعمل آخر يناسب اتجاهاته، كذلك اعتقد أنه من المفيد جداً الاهتمام بتحسين الوضع المادي للمعلمين حتى يتمكن المعلم من تسخير وقته وجهده لخدمة تلاميذه .
    وأخيراً وليس آخراً تدعيم إدارات معاهدنا العليا وجامعاتنا بأساتذة أكفاء وأجلاء خبراء في التربية والتعليم وفي علم النفس وهم والحمد لله كثر في مجتمعنا الحبيب ، أما إذا أصر عشاق الكراسي من المدراء في المعاهد العليا والجامعات فإننا نقترح عليهم دورات متقدمة في التوجيه والإرشاد التربوي والنفسي وفي المعاملة اليومية مع زملائهم أعضاء هيئة التدريس ومع أبنائهم وبناتهم الطلبة والطالبات.

    والله ولي التوفيق

    من بريدي الألكتروني

  2. #2
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية اذكر الله
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    مكة
    المشاركات
    12,664
    [grade="8B0000 FF0000 8B0000"]أخي المحترم جميل

    موضوع رائع ونقل هادف ومميز

    بالفعل أخي الفاضل نفتقد للمعلم الواعي والمعلم المرشد الذي يفهم تلاميذه ويأخذ بأيدهم ويقدم لهم العون ..

    هناك معلمون ومعلمات قمة في العطاء وروعة في التنوع لتوصيل المعلومات ولكن الكثير منهم لا يعرفون فن التعامل مع طلابهم وكيفية جذبهم وإحتوائهم بطرق تربوية

    وهنا تكمن أغلب مشاكل الطلاب

    والمعلم المرشد والموجه موجود ولكن بقلة ونادراً ما تجده ذلك المعلم والمربي ..

    كثير ما نعاني منه في الإرشاد فقدان المعلم الأب والمعلمة الأم ..

    وخاصة في أصعب المراحل وهي مرحلة المراهقة

    ونحن نعلم مدى خطورة هذه المرحلة ومدى التغيرات التي تحدث لهم

    وعندما يفتقد المعلم المربي معرفة تلك الخصائص لهذه المرحلة بالتالي يصعب عليه التعامل معهم..

    شكراً أخي على الطرح المهم جداً وأتمنى أن يستفاد منه وأرجوا أن يكون هناك وعي من الجميع للرقي بالعملية التعلمية


    تقديري وفائق إحترامي لجهودك الطيبة[/grade]

  3. #3

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180
    شكراً أخي على الطرح المهم جداً وأتمنى أن يستفاد منه وأرجوا أن يكون هناك وعي من الجميع للرقي بالعملية التعلمية
    وا حسراتاه أخيتي ماحدن قراه إلى فضلكم
    وين التربويين ؟

    اذكر الله اشكرك على المرور وجميل التعليق وفيض الكلام
    سلمك الله

  4. #4
    ~ [ مستشار إداري ] ~

    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    7,511
    الله يعطيك الصحة والعافية

  5. #5

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180
    أ. منصور

    الله يعافيك

  6. #6

    مراقبة

    الصورة الرمزية لمياء الديوان
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العراق -
    المشاركات
    10,059

    إعادة : للكبار فقط ؟

    الاستاذ جميل




    الشكر لا يفي الكريم حقه من الثناء ولكن جزاك الله كل خير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رعب حقيقى للكبار فقط
    بواسطة znatory1001 في المنتدى منتدى الألعاب
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 31-07-2009, 12:43 AM
  2. للكبار فقط من 18 وفوق
    بواسطة **رمانه** في المنتدى منتدى الصور والسياحة
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 13-12-2008, 07:43 PM
  3. للكبار فقط
    بواسطة هلالي^الشرقية في المنتدى منتدى الرياضة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-04-2008, 11:07 AM
  4. لعبة للكبار فقط
    بواسطة عضو مميز في المنتدى منتدى الألعاب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-06-2007, 07:08 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •