أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لن أضع الرابط حتى لا أساهم في نشر روابط مواقع أهل البدع
ولكن أنقل ما جاء فيها من كلام:
============================
يشيع الوهابية من أتباع القرنيين المتعصبين لابن تيمية بين الناس عامة والشباب المتدين المتحمس خاصة أن ابن تيمية كان من الأئمة المجاهدين وأنه حارب التتار الكفار بسيفه ! والحقيقة ليست كذلك !!

فهو في الحقيقة كان أداة بيد السلطة السياسية الحاكمة في مصر والمسيطرة على الشام في ذلك الزمن ، والتي كانت تتميز فترة حكمهم في مصر والشام ، بالفساد وبانتشار الخمارات ودور الخواطيء والفساد الأخلاقي وتعلية شأن الغواني ، كما سيأتي معنا ، ورغم ذلك ، فإن ابن تيمية كان ألف رسالة في الثناء على السلطان !!

وأيضا فابن تيمية لم يجاهد قط بسيفه ، وإنما كان يحرِّض على مقاتلة المسلمين التتار وكذلك من انضم تحت لوائهم من من أهل العراق وضواحي الشام! بالرغم من أن دولة التتار الحاكمة في العراق وخراسان في ذلك الزمان كانت دولة صالحة ، محافظة على أخلاق الإسلام العامة ، أكثر من الدولة التي كان ابن تيمية يدافع عنها.

وقد ذكر ابن كثير أن التتار وملكهم كانوا قد أسلموا ، فقد ذكر ابن كثير وهو تلميذ ابن تيمية في البداية والنهاية (13/249) معترفاً في حوادث سنة (665)(1) أن ممن توفي فيها من الأعيان : [ السلطان بركه خان بن تولى بن جنكيزخان ، وهو ابن عم هولاكو ، وقد أسلم بركه خان هذا ، وكان يحب العلماء والصالحين ومن أكبر حسناته كسره لهولاكو وتفريق جنوده ، وكان يناصح الملك الظاهر ويعظمه ويكرم رسله إليه ، ويطلق لهم شيئاً كثيراً ، وقد قام في الملك بعده بعض أهل بيته وهو منكوتمر بن طغان بن بابو بن تولى بن جنكيزخان ، وكان على طريقته ومنواله ولله الحمد ] هذا كلام ابن كثير ، وكان عُمُر وسنُّ ابن تيمية عندما توفي هذا الملك التتري العادل أربع سنوات !! وكان إذ ذاك قد أسلم ملك التتر وأسلم أكثر التتر كذلك كما سيأتي تأكيد ذلك إن شاء الله تعالى !
وقال أيضاً في (( البداية والنهاية )) (14/97) في حوادث سنة (720) : [ وفي هذا الشهر أراق ملك التتر أبو سعيد(2) الخمور وأبطل الحانات ، وأظهر العدل والإحسان إلى الرعايا ... ] .

وقال ابن كثير هناك (14/99) أيضاً في حوادث سنة (721) :
[ وفي جمادى الآخرة خرَّب ملك التتر أبو سعيد البازار وزوَّج الخواطىء وأراق الخمور وعاقب في ذلك أشد العقوبة ، وفرح المسلمون بذلك ودعوا له رحمه الله .... ] .

وقال ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (13/340) أيضاً في حوادث سنة (694) هـ : [ وفيها مَلَكَ التتار قازان بن أرغون بن أبغا بن تولى بن جنكيزخان ، فأسلم وأظهر الإسلام على يد الأمير توزون رحمه الله ، ودخلت التتار أو أكثرهم في الإسلام ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤوس الناس يوم إسلامه ، وتسمى بمحمود ، وشهد الجمعة والخطبة ] .
قال السيد العلامة حسن السقاف في رسالة له عن ابن تيمية: فمن هذه النصوص تعلم أن التتار ـ ملوكاً وشعباً ـ في حياة ابن تيمية كانوا مسلمين وأنهم كانوا يمنعون الخمور والحانات والزانيات من ممارسة الفاحشة بينما نجد ذلك كان رائجاً وموجوداً وكائناً في دمشق وهي البلدة التي يعتنق أهلها مذهب أهل السنة والجماعة والتي هي مقر ابن تيمية ! ومما يثبت ذلك أن ابن تيمية كان يذهب هو وبعض من معه من أصحابه لتكسير تلك الخمارات ! اهـ
فقد قال ابن كثير هناك في (( البداية والنهاية )) (14/10) أن قبجق وهو أحد الأمراء في دمشق :
[ ضمن الخمارات ومواضع الزنا من الحانات وغيرها ، وجعلت دار ابن جرادة خارج باب توما خمارة وحانة أيضاً .... ] .
وقال ابن كثير في الصفحة التالية هناك :
[ وفي بكرة يوم الجمعة المذكور دار الشيخ تقي الدين ابن تيمية ... وأصحابه على الخمارات والحانات فكسروا آنية الخمور وشققوا الظروف وأراقوا الخمور ، وعزروا جماعة من أهل الحانات المتخذة لهذه الفواحش ففرح الناس بذلك ](3) .

وهذا يثبت أن بلاد الشام ودمشق خاصة وهي بلاد أهل السنة كانت مليئة بالخمارات وأماكن الزنا بينما نجد ملوك التتر ـ الذين يرميهم ابن تيمية وابن كثير وغيرهم بالرفض ـ يغلقون الخمارات والحانات وأماكن الفاحشة !!

وقبجق هذا الذي تقدَّم ذكره والذي ضمن الخمارات قال عنه ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (14/60) :
[ والأمير سيف الدين قبجق نائب حلب مات بها ودفن بتربته بحماه ثاني جمادي الآخرة وكان شهماً شجاعاً وقد وليَ نيابة دمشق في أيام لاجين ثم قفز إلى التتر خوفاً من لاجين ، ثم جاء مع التتر وكان على يديه فرج المسلمين كما ذكرنا عام قازان ثم تنقلت به الأحوال إلى أن مات بحلب ثم وليها بعده استدمر ] .

وقد ذكروا أيضاً أن فريق ابن تيمية لما انتصروا في شقحب، قام السلطان بإقامة احتفالات كبرى في الشام ( وكتب بإحضار سائر مغاني العرب من أعمال مصر كلها ) كما ذكر المقريزي في السلوك (2/360) !!

أما الملك قازان التتري فلم يكن ظالماً وإنما كان عادلاً يقبل كلام الناس ولا أدل على ذلك من أن ابن تيمية لَمَّا كلَّمه بكلام شديد لم يقتله ولم يسفك دمه أو يحبسه على عادة الظلمة والطغاة من الجبابرة ! قال ابن كثير في (( البداية )) (14/7) :
[ فاجتمع أعيان البلد والشيخ تقي الدين بن تيمية في مشهد علي ، واتفقوا على المسير إلى قازان لتلقيه ، وأخذ الأمان منه لأهل دمشق ، فتوجهوا يوم الإثنين ثالث ربيع الآخر فاجتمعوا به عند النبك ، وكلَّمه الشيخ تقي الدين كلاماً قوياً شديداً فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين ولله الحمد ] !!
وهنا كما تلاحظون يصوِّر ابن كثير أن المسلمين هم أهل السنة والجماعة فقط أما الشيعة الذين يلقبهم بالروافض فهم ليسوا مسلمين !!!

ابن تيمية كان يحارب المسلمين بالتحريض وليس الكفار


قال ابن كثير في (( البداية )) (14/12) :
[ وفي يوم الجمعة العشرين منه ركب نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشق إلى جبال الجرد وكسروان ، وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسب فساد نيتهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتر وهربوا حين اجتازوا ببلادهم وثبوا عليهم ونهبوهم وأخذوا أسلحتهم وخيولهم وقتلوا كثيراً منهم فلما وصلوا إلى بلادهم جاء رؤساؤهم إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستتابهم وبين للكثير منهم الصواب وحصل بذلك خير كثير وانتصار كبير على أولئك المفسدين والتزموا برد ما كانوا أخذوه من أموال الجيش ] .

وقال ابن كثير في (( البداية )) (14/35) أيضاً :
[ خرج نائب السلطنة بمن بقي من الجيوش الشامية وقد كان تقدَّم بين يديه طائفة من الجيش مع ابن تيمية في ثاني المحرم فساروا إلى بلاد الجرد والرفض والتيامنة فخرج نائب السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروج الشيخ لغزوهم فنصرهم الله عليهم وأبادوا خلقاً كثيراً منهم ومن فرقتهم الضالة ووطئوا أراضي كثيرة من صنع بلادهم ](4) .
وهذا يثبت أن السلطان في ذلك العصر كان يستخدم ابن تيمية لتحقيق مآربه السياسية ! إذ كان هناك نزاع بين دولتين مسلمتين ؛ الأولى دولة شيعية يحكمها التتر ومقرها بغداد والثانية دولة سنية يحكمها المماليك ومقرها في مصر !!

وقال ابن كثير في (( البداية )) (14/56) :
[ وفيها أظهر ملك التتر خربندا(5) الرفض في بلاده وأمر الخطباء أولا أن لا يذكروا في خطبتهم إلا عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل بيته ولما وصل خطيب بلاد الازج إلى هذا الموضع من خطبته بكى بكاءاً شديداً وبكى الناس معه ونزل ولم يتمكن من إتمام الخطبة فأقيم من أتمها عنه وصلى بالناس وظهر على الناس بتلك البلاد من أهل السنة أهل البدعة فإنا لله وإنا اليه راجعون ]

وقال ابن كثير هناك في (( البداية )) أيضاً (14/125) في ابن المطهر الحلي رحمه الله تعالى :
[ ولد ابن المطهر الذي لم تطهر خلائقه ولم يتطهر من دنس الرفض ليلة الجمعة سابع عشرين رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة توفي ليلة الجمعة عشرين محرم من هذه السنة وكان اشتغاله ببغداد وغيرها من البلاد واشتغل على نصير الطوسي وعلى غيره ولما ترفض الملك خربندا(6) حظيَ عنده ابن المطهر وساد جداً وأقطعه بلاداً كثيرة ] .
ومختصر الكلام في هذه المسألة أن الناس في تلك الوقعة المسماة بوقعة ( شقحب ) ـ ( التي تحارب بها المسلمون فيما بينهم وهم فريقان ؛ فريق التتر ويمثلون من ينبزهم ابن تيمية وحزبه بالروافض ، والفريق الآخر أمراء مصر ومن معهم من أهل مصر والشام ) ـ كانوا متعجبين كيف يحاربون التتر وهم مسلمون وابن تيمية يقنعهم بأن مثلهم مثل الخوارج ! والحقيقة أنه نزاع سياسي بين حكام طائفتين من المسلمين ! قال ابن كثير في (( البداية )) (14/23) :
[ وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو ؟! فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام ، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه ؟! فقال الشيخ تقي الدين هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك ](7) .
وهذا النص يبين بكل وضوحٍ أيضاً أن الناس كانوا لا يرون قتال التتار ويتعجبون من الإصرار على قتالهم لأنهم مسلمون وابن تيمية يحاول أن يقنعهم لتحقيق الإرادة السياسية للحاكم إذ ذاك مع موافقة ذلك هوى في نفسه وهو بغض الشيعة وأتْبَاعِ مدرسة آل البيت عليهم سلام الله تعالى .

فيظهر لنا مما سبق ، أن ابن تيمية كان مجرد أداة إعلامية يستعملها النظام الحاكم في مصر في ذلك الوقت لمحاربة أعداءه الحاكمين في بغداد ، حرصا على سلطانهم لا غير ، ويستعمل الأداة المذهبية ، والشحن ضد الشيعة ، باستخدام ابن تيمية ، لتحريض الناس على قتال أهل العراق المحكومين من قبل المغول ذاك الوقت . تماما كما تستعمل الأنظمة الحاكمة في أيامنا هذه مشائخ الفضائيات وعلماء السلاطين لتثبيت أقدامهم ومحاربة خصومهم.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) وكان عُمُر ابن تيمية إذ ذاك أربع سنوات !
(2) أبو سعيد هو خدابندا ( أي عبد الله ) بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولى بن جنكزخان المتوفى سنة (736) هـ كما في البداية والنهاية (14/173) .
(3) مع أن علماء أهل السنة كانوا ينكرون على ابن تيمية أن يجمع بعض الناس ويذهب بهم ضمن عصابات ليخرب أماكن الفجور لأن ذلك لم يكن بإذن السلطان أو الحاكم وهذا يجر إلى مفاسد وفتن واضطرابات في الأمن والمجتمع ، قال ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (14/19) : (( وفي هذا الشهر ثار جماعة من الحسدة على الشيخ تقي الدين بن تيمية وشكوا منه أن يقيم الحدود ويعزر ويحلق رؤوس الصبيان )) . إنما أنكر عليه العلماء لأنه غير مسؤول عن ذلك وليس هو من القضاة وهو معترف بأن السلطان عادل وله رسالة بالثناء عليه . وهو عين فعل طائفة من الوهابية في عصرنا هذا .
(4) لاحظ أننا ننقل نصوص كلام ابن كثير المتعصب لابن تيمية وهو يحاول أن يصوِّر ابن تيمية بصورة الإمام المعصوم ويزين أفعاله على أنها بطولات خارقة !
(5) هكذا وقع اسمه عند ابن كثير واسمه في الحقيقة ( خُدابندا ) أي عبد الله ، أو خادم الله بالتترية والتركية القديمة !
(6) الصواب : ( خُدابندا ) أي : عبد الله .
(7) مع أن التتر ـ كما مرَّ ـ كانوا مسلمين موحدين !