((أطع أميرك وإن جلد ظهرك وأخذ مالك))
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله؛(ولكنه ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل؛ أن يناصحه، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد، بل كما ورد في الحديث أن يأخذ بيده ويخلو به، ويبذل له النصيحة، ولا يذل سلطان الله وقد قدمنا في اول كتاب السير أنه لا يجوز الخروج على الأئمة، وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ، ما أقاموا الصلاة ولم يظهر منهم الكفر البواح، والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة، ولكن على المأموم أن يطيع الإمام في طاعة الله، ويعصيه في معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)،
قد يقول قائل إن حجة هؤلاء هو عدم السماح لهم من قبل ولي الأمر بالجهاد كما يزعمون بالعراق وأقول لكل ذي عقل .
إعلم وفقني الله وأياك إنني سمعت من بعض علماؤنا الأجلاء الذين نثق بعلمهم بأن ولي الأمر لو سمح لمن يريد الذهاب للعراق بحجة الجهاد أن ولي الأمر يأثم بهذا السماح وأنه إلقاء للنفس بالتهلكة لأنهم لايقاتلون تحت راية ولا مع إمام مسلم وأنه فتنة ولا يجوز على حد قول هذا العالم .
والله يقول في محكم التنزيل (وإن إستنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق )
وأهل العراق لم يطلبو نصرتنا . هذا أولا
وثانيا الله عز وجل يقول ( إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) وهذا فيما لوطلبوا نصرتنا
ولتعلم أخي أن هذه سياسات دولية ومعاهدات وأن المملكة من عادتها أن لاتتدخل في شئون الغير والمملكة العربية السعودية محضن الإسلام حيث يوجد الحرمان الشريفان فلا يريد حكامنا وعلماؤنا الزج بها في مشاكل لا أول لها ولا آخر.
ولتعلم ايضا أن هناك مواثيق دولية بعدم التدخل في شئون الغير وأن من شأن التدخل من قبل أشخاص سعوديين بإذن ولي الأمر يجر على البلد مشاكل لأن من سيقبض عليه من المواطنين السعوديين سوف تحاسب عليه الدولة إذا سمحت له وليس الأمر خاص بشخصة فالدولة له وجهات نظر والشباب المتحمس له وجهة نظر .
والنية تبلغ الأنسان ماكان يريد أن يعمل إذا لم يتمكن من العمل - وطاعة ولي الأمر واجبة مالم يأمر بمعصية
فيجب أن يكون الشباب شباب المملكة صفاً واحداً ضد من يريد زعزعة أمنه ونضع أيدينا بأيدى حكامنا وولاة أمرنا ضد هذه الشرذمة الباغية الطاغية الذين ينفذون أوامر أعداء الأسلام من حيث شعروا أو لم يشعروا.
فحسبنا الله ونعم الوكيل
فما مبرر أفعالهم وهذه الأيات والأحاديث يقرأونها ويسمعونها ثم يصموا أعينهم وأذانهم عن سماع الحق .
قال الله تعالى ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً )
وقال تعالى ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما)
قال عليه الصلاة والسلام) لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً )
وقال صلى الله عليه وسلم (لايروع مسلماً مسلماً ) فكيف بقتله
وقال عليه الصلاة والسلام ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل إمروء مسلم بغير حق )
وقال عليه الصلاة والسلام ( لو إجتمع أهل الدنيا على قتل رجل مسلم بغير حق لأكبهم الله بالنار)
وقال عليه الصلاة والسلام حين رأى الكعبة ( ما أعظمك وأعظم حرمتك وإن حرمة دم المسلم أعظم منك ).
وقال صلى الله عليه وسلم (إن الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن بمؤمن).
فإين هؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال من الأيمان نعوذ بالله من إنتكاس القلوب.