العالم العاجي
في تلك المناسبة داهمتنا الصدفة فتركنا الغالي والنفيس لنلتقي في سلام ودي محبب.. كان ذلك سلام الروح للروح
يا الصداقة .. أو تذكرين شموخ الأشجار .. عجرفة القمم .. هيمنة المحيط .. وتسلق الجبال
ألا تشتاقين لاعتراف الطبيعة .. لاغتراف الشذى والندى والورد والحياة
ألا تغلقين حدود العينين حينها.. تستشعرين اللحظة وتنطقينها من أعماقك بصراخ يزلزل غياهب نفسك
" يا اللحظة ....... توقفي ما أجملك ....... يا الساعة يا العقارب السامة توقفا .. لا تتحركا فثمة لحظة يجب أن تعاش وتحس وترتشف بكل ذراتها الدقيقة
يااااه أترين الصفحة البيضاء في نفسك تلك التي وارتها غبار الحياة والطريق ..
ألا تداهمك الآن .. فتجرف كل ما مر في دنياك لتعيدك للحظة الولادة حيث المثالية .. البياض .. منتهى الصفاء ..
حيت عنقود متلألئ يخرق بشعاعه البصر الثاقب .. ويخمد جميع الظلام فلا تشعرين بشيء سوى صفاء روحي يمتد ..و روح ترفرف بالفرح
يا الصداقة .. أتذكرين الاتفاق الصاخب بيننا .. بناء العالم العاجي حيث تضيع معالم الحياة ..
وتغيب مجريات الأحداث لنرتقي صوبه .. إليه .. للعالم السحري العاجي ..
عالم الأفكار والمشاعر والتواصل الروحي الأمثل .. هناك حيت لا بنايات .. ولا مساكن ..
هناك حيت لا فولاذ ولا حديد .. فقط حلم جديد يحاول أن يسطع للأفق البعيد
أو بعد كل هذا تتساءلين من أنا ؟
أمن جهل أم أنه من معرفة سحيقة تجاوزت حدود المعقول ..
نعم .. يحدث غالبا أن نقترب من ذلك الواقف اقتراب عفوي غريب ..
وفي النهاية نكتشف بعد مسيرة عشب أنه لم يعد يقف هناك .. بل بمكان آخر
نكتشف أنه أصبح يسكن ................... الأعماق
من أنا ؟
أولا تدرين ؟ .. أنا حلم صغير سكن جناح فراشة .. فأبى إلا أن يغزو القلوب .. ليجعلها تطير بكل بساطة
أنا روح سكنتكِ أنتِ
.
.
.
فمن أنتِ
إليها ....
نسمة الربيع .. لروح تسكنني