[align=center]من مذكرات إنسانة
27 أبريل
- أبحث عن ثغرة صغيرة فجوة أحتمي داخلها أنسى العالم.. أنسى الكون وأكتفي بالتفرج وبمشاهدة المسرحية.. " مسرحية الحياة" أخاف أن أشارك بها لأني لن أختار الدور الذي سأقوم بأدائه بل سأجبر على دور ليست لي علاقة به.. ليست لي الجرأة لأتقنه وليست لي الخبرة لأءديه على أحسن وجه.
أخاف أن أسقط على الخشبة.. أتعثر في حركاتي..أتلعتم في إنتقاء كلماتي.. أرتدي تياب غيري.. أتجشم مشقة لن أحتملها.. أحتسي جرعات الألم والحسرة وأخاف أن أكتفي بالمشاهدة فأنسى أني فعلا داخل المسرحية ولا مجال للهروب منها أو الإختباء بين زواياها التي لا يراها المشاهد.
29 يوليوز
- أتأمل المستقبل.. أنتقل بين ذبذبات الحياة, أستلقي على حبيبات الحاضر, أشاهد من بعيد .. أحاول التغير .. لكني لا أجد الفرصة السانحة ويجتدبني شيء لا أعرف ما هو إلى القعر.. قعرالبركة الراكدة المخضرة التي تآكلت جنباتها.. آه ليتني أخرج من هذا المستنقع الذي ألفته حتى مللته.. صنعته بيدي كما تصنع العنكبوت الخيوط الرفيعة لتلتف حولها وتقتلها بسمومها التي هي صنعتها وأخرجنها للوجود.
16 مارس
-أحمل قلمي.. أجوب به أنحاء حياتي.. أحاول غرزه في أحداث يومي .. أتيه.. أدخل متاهة غامضة بلا مخرج.. ينتابني الضياع وأتوسد إيجاد مخرج, مخرج يطل على أي شيء لا يهم.. المهم أن أترك متاهة الخوف وأنسحب من جدرانها العالية.. أريد عالم نقي.. عالم الصفاء .. عالم بدون تيه.. بدون خوف .. عالم ملؤه الهواء الرطب والريح العاتية.. عالم لا تحيط به ألسنة اللهب ولا تحتك به رؤوس السيوف.
7 مارس
- أنتظر, حياتي كلها انتظار, أنتظر الإخلاص.. أنتظر الوفاء.. أنتظر الحب.. أنتظر الحنان.. أنتظر الألفة.. أنتظر الصداقة.. أنتظر الآمال.. أنتظر الأحلام.. وأنا أكره الإنتظار.. أكره الإنتظار في طابور الحياة, أحس أن علي اللحاق بها لا إنتظار حتى تأتي, لكن الإنتظار فيه نفحة من الأمل.. والأمل إن طال إنتظاره ينسحب رويدا رويدا كما ينسحب الماء وسط راحة اليد.
13 يوليوز
- آآآه يا حياة كم أنت كئيبة ومحبطة ومخيبة للآمال.. يقول المثل: تقع الطيور تباعا.. هذا المثل يستحق أن يدرج بين أيام حياتنا ويمكن أن نحوله ل: تقع المصائب تباعا, الواحدة تلو الأخرى لا تمنح متنفسا ولا تعطي فرصة استرداد التوازن والتمكن من نسيان التي قبلها, تقع وكأنها قطرات المطر في انسيابها.. لكنها تغرز جرحا مدويا على صفحة التجربة.. جرح لا تنفع معه كثرة الأيام.. ولا حتى كثرة التجارب
31 مارس
- مرة أخرى الموت نهاية كل مشوار.. نهاية حياة بكاملها.. نهاية عطاء.. نهاية حب .. نهاية دفىء.. نهاية عالم بأسره.. وبداية عالم آخر مختلف.. لكنه يبقى موجود, غريب.. لكنه سيضل, إختفاء مجموعة من الأحاسيس وتواري مجموعة من القيم والمكنونات, ظهور أحاسيس غامضة لم نعهدها: الألم.. الغربة.. الحزن المضني.. الإحتجاج.. الوحدة.. ثم الإستسلام.. , الإستسلام وتقبل إعادة وديعة لصاحبها بعد أن حرسناها وحرستنا سنين وسنين حتى ظننا أنها لنا ولن يأخدها منا أحد.. حتى صاحبها, ورغم الدموع نستسلم.. ورغم الألم نرضى.. ورغم الحزن والفقدان نستمر في حياة ليست حياتنا ونعدوا في نفق مظلم في انتظار بوابة المخرج هل تحمل ضوء؟ أم أنه ظلام مستمر؟؟؟
- حزن عميق يتغلغل داخل أعماقي .. غصة كبيرة تجوب حلقي لا تريد النزول لتحررني ولا تحتمل الصعود لتفرج عني , يختلط الأمل باليأس.. الحزن بالسرور والصبر بالقنط فينتج عن ذلك هذه الحدبة التي لا أظن أنها تسع أعماقي, أتساءل؟ كيف دخلت؟ ومن أين؟ لأني متأكدة أنها أوسع وأضخم من أن تحتل كياني.. لكنها احتلته.,. وملأته حتى تكاد تنفجر لكنها لا ولن تنفجر...
.
مقتطفات من مذكرات 2005[/align]