بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع معكم سلسلة أشراط الساعة .. والتي توقفنا فيها عند :
المهدي والأدلة من السنة على ظهوره
معنى المسيح
ذكر أبو عبد الله القرطبي ثلاثة وعشرين قولاً في اشتقاق هذا اللفظ ، وأوصلها صاحب القاموس إلى خمسين قولاً
وهذه اللفظة تُطلق على الصِّديِّق ، وعلى الضِّلِّيل الكذاب .
فالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام : الصِّديِّق .
والمسيح الدجال : الضِّلِّيل الكذاب .
فخلق الله المسيحين ، أحدهما ضد الآخر :
فعيسى عليه السلام مسيح الهدى ، يُبريء الأكمه والأبرص ، ويُحيي الموتى بإذن الله .
والدجال ـ لعنه الله ـ مسيح الضلالة ، يفتن الناس بما يُعطاه من الآيات ، كإنزال المطر ، وإحياء الأرض بالنبات ، وغيرهما من الخوارق .
وسُمي الدجال مسيحاً ، لأن إحدى عينيه ممسوحة ، أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً .
والقول الأول هو الراجح ، لما جاء في الحديث : ( إن الدجال ممسوح العين ) . رواه مسلم .
معنى الدجال
أما لفظ [ الدجال ] فهو مأخوذ من قولهم : دَجَلَ البعير ، إذا طلاه بالقطران ، وغطاه به .
وأصل الدجل : معناه الخلط ، يقال : دجل إذا لبس وموَّه .
والدجال : المموِّه الكذاب المُمخرِق ، وهو من أبنية المبالغة ، على وزن فعال ، أي يكثر منه الكذب والتلبيس ، وجمعه [ دجالون ] ، وجمعه الإمام مالكـ على دجاجلة ، وهو جمع تكسير .
ذكر القرطبي أن الدجال في اللغة يُطلق على عشرة وجوه .
ولفظة [ الدجال ] : أصبحت علماً على المسيح الأعور الكذاب ، فإذا قيل : الدجال ، فلا يتبادر إلى الذهن غيره .
وسمي الدجال دجالاً : لأنه يغطي الحق بالباطل ، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم ، وقيل : لأنه يغطي الأمر بكثرة جموعه . والله أعلم .
اشراط الساعة / يوسف الوابل .
[align=right]بإذن الله في المرة القادمة نحن على موعد مع [ صفة الدجال والأحاديث الواردة في ذلكـ ] .[/align]