لماذا يشيب الشعر ؟؟...
لقد عرف العلماء الكثير من المعلومات عن شيب
الشعر لكنهم لم يتوصلوا حتى الآن إلى معرفة
سبب ذلك....
الشعر مادة معقدة جدا , و لم تظهر الأبحاث حول بنيته و طريقة تكوينه إلا مؤخرا
و يتكون الشعر من ألياف رقيقة مركبة من
البروتينيات التي تسمى " الكراتين ". و هي مادة تدخل
في تركيب الشعر و الأظافر , و الحوافر و القرون عند الحيوانات.
و عند فحص شعرة تحت مجهر قوي , تبدو مغطاة بأشكال كالحراشف....
و هي طبقة تسمى
البشرة الميتة أو الإهاب.....
و ينمو الشعر من حفر في الأدمة , الطبقة
الخارجية من البشرة , و يمتد داخل الطبقة الداخلية من
البشرة......
و في نهاية الشعرة توجد بصيلة تحتوي
على الأوردة الدموية الصغيرة التي تمد الشعر بالغذاء.
حين ينمو الشعر يكون محاطا بطبقة
واقية مصدرها الجذور , و كلما ابتعدت الخلية عن الشعرة ,
كلما جف الشعر و ازدادت فساوته , و مات في بعض الأحيان.
تستمر عملية نمو الشعر نحو أربع
سنوات عند الرجال و ست عند النساء. حتى يبلغ طول الشعر
نحو 80 سنتم فتصبح الشعرة قادرة على حمل 80 غرام.....
أي أن ألف شعرة ملتفة حول بعضها
البعض , كافية لتعلق شخص متوسط الحجم.
و عملية النمو ليست دائمة إلى الأبد , فبعد النشاط
الحاد تبدأ البصيلة بمرحلة الراحة التي تستمر
من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تبدأ بالعمل ثانية..........
فتكون شعرة جديدة و تدفع القديمة خارجا
فتسقط. و يقدر العلماء أن الإنسان يفقد يوميا نحو مائة شعرة.....
و هو معدل طبيعي , لأن 90
بالمائة من هذه الكمية تعود لتنمو من جديد.
و يعتمد لون الشعر على صبغة خاصة تسمى الميلانين ....
يتم إنتاجها في خلايا خاصة تسمى
ميلانوسايتس , و الميلانين نفسه بني اللون ....
سواء كان لون الشعر أشقرا أو داكنا , لأن اللون
نفسه يعتمد على كمية الميلانين المنتجة و طريقة توزيعها.
أما الشعر الأحمر فيحتوي على صبغة إضافية.......
غنية بالحديد... و يبدأ الشعر بفقدان لونه حين يخمد
نشاط الميلانوسايتس....
و في الواقع , لا يوجد شعر رمادي و آخر أبيض....
فالمظهر الرمادي ينتج من الشعر الأبيض الذي
يتخلله الشعر الذي ما زال يحافظ على لونه الأساسي.
أما سبب تعب خلايا الميلانوسايتس فما زال مجهولا....
و عندما يحدث الأمر عند المسنين , فلا بد أن
يكون لذلك علاقة ببطء عملية الأيض بشكل عام.
و إلى الآن لا يزال غامضا إن كان الشعر الأبيض وراثيا ....
و كذلك إن كان فقدان خلايا الميلانوسايتس
لقدرتها الطبيعية نتيجة صدمة أو ضغط عصبي أو نفسي.....
و يوجد الكثير من الوثائق التي تشير إلى
أن بعض الأشخاص فقدوا لون شعرهم بين ليلة و ضحاها......