أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المبحث السادس :علامـات تدبُّر القرآن:

1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة:

ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. يقول سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)الفرقان: 73.

2) البكاء من خشية الله :

يقول الله تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)المائدة: 83.

3) زيادة الخشوع :

يقول الله عزَّ وجلَّ (قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)الإسراء: 107,109.

4) زيـــادة الإيمان:

يقول تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الأنفال: 2.

5) الفرح والاستبشار :

قال تعالى (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)التوبة: 124.

6) القشعريرة خوفا من الله تعالى ولين الجلود والقلوب استبشارا بموعود الله:

يقول تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)الزمر: 23.

ومعنى الآية: الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث ، وهو القرآن العظيم ، متشابهًا في حسنه وإحكامه وعدم اختلافه ، تثنى فيه القصص والأحكام ، والحجج والبينات ، تقشعر من سماعه ، وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم ؛ تأثرًا بما فيه مِن ترهيب ووعيد ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم ؛ استبشارًا بما فيه من وعد وترغيب ، ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده ، والله يهدي بالقرآن من يشاء مِن عباده ، ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن ؛ لكفره وعناده ، فما له مِن هاد يهديه ويوفقه.

7) السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ :

يقول جلَّ جلاله (.. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)مريم: 58.

فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكــر، أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن ، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره .

إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب ورزق من هذه العلامات ، فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم ، ومن فاته ربح عظيم عليه أن يبكي على خسارته.

المبحث السابع :ثمار تدبر القرآن:

1- معرفة طريق الخير والشر وأسبابهما وغاياتهما وجزاء أهلهما:

فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن ، وإطالة التأمل ، وجمع الفكر على معاني آياته ؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما ، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ، ومآل أهلهما.

2- تضع في يد المرء مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة.

3- تثبت قواعد الإيمان في قلبه.

4- تحضره بين الأمم ، وتريه أيام الله فيهم ، وتبصره مواقع العبر.

5- التعرف على الله وتوحيده وجزاء الموحدين وجزاء المشركين:

فبالتدبر تشهد عدل الله وفضله ، وتعرف ذاته ، وأسماءه وصفاته وأفعاله ، وما يحبه وما يبغضه ، وصراطه الموصل إليه ، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه ، وقواطع الطريق وآفاتها ، وتعرفه النفس وصفاتها ، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم ، وأحوالهم وسيماهم ، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة ، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه ، وافتراقهم فيما يفترقون فيه.

6- التعرف على ما يدعو إليه الشيطان، والطريق الموصلة إليه ، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه.

 و معاني القرآن دائرة على أمور هي :

1- التوحيد وبراهينه ، والعلم بالله وما له من أوصاف الكمال ، وما ينزه عنه من سمات النقص.

2- الإيمان بالرسل ، وذكر براهين صدقهم ، وأدلة صحة نبوتهم ، والتعريف على حقوقهم.

3- الإيمان بالملائكته ، وأخبارهم.

4- الإيمان باليوم الآخر وما أعد الله فيه لأوليائه من دار النعيم المطلق ، التي لا يشعرون فيها بألم ولا نكد وتنغيص ، وما أعد لأعدائه من دار العقاب الوبيل ، التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح ، وتفاصيل ذلك أتم تفصيل وأبينه.

5- تفاصيل الأمر والنهي ، والشرع والقدر، والحلال والحرام ، والمواعظ والعبر، والقصص والأمثال ، والأسباب والحكم ، والمبادئ والغايات ، في خلقه وأمره.


من كتاب القرآن العظيم فضائل وأحكام


حمل الكتاب مرفق بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: القرآن العظيم فضائ وأحكام.pdf&rlm;
: 905.0 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf