لن أسهب في الحديث عن العنصرية والتمييز فلاشك أن الأمر برمته أمر جاهلي ونتن يعود بنا إلى تلك الرجعية الأولى الضاربة في أعماق التخلف البشري البشع ! ... وإذا كانت المنافسة الرياضية موئلا جميلا لالقتاء الشباب الرياضي تحت مظلة الحب والأخوة فإنها فيما يبدو خرجت في السنوات الماضية عن مسارها الصحيح وسارت في اتجاه مظلم يقود الأجيال الرياضية إلى البغضاء والفرقة بسبب الميول الذي تحول لدى بعض الجماهير إلى تطرف ممقوت وصل إلى حد خلط العقيدة الإسلامية بالتشجيع والرياضة التي وجدت أصلا لخلق أجواء من التنافس صوب جميل الإبداع وحسن الإمتاع0
كل ذلك لم يعد موجودا في عقلية بعض المشجعين المتطرفين وحل مكانه إحياء النعرات والقوميات الدخيلة على أخلاق مجتمعنا السعودي المعروف بمبادئه الدينية وأخلاقياته السامية المستقاة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم0
أيها الأحبة في الله تعالوا إلى كلمة سواء : لم يتحول الميول إلى سب وشتم وقذف ؟ وماهو وجه الحق في أن نتناسى تعاليم الدين الإسلامي في ضبط سلوكياتنا وجعلها سوية في القول والعمل ؟ لاشك أن الوسطية مطلوبة في كل شيء ومنها التشجيع والميل إلى أي فريق ، ولذا من المؤسف جدا بل من المخجل أن نتخلى عن الاعتدال في الحب والعشق الكروي ونستبدله بتعصب ظلامي مرعب يجعل المباريات الكروية موعدا للتجاوزات وتبادل الألفاظ السيئة بين جماهير كرة القدم !
وبحق فإن جميع العقلاء يؤيدون أن يكون الخلق القويم مقدما على الانفعال والتلسط بالقول أو الفعل ضد كل من يخالفنا الميول والرأي !!
إنها مصيبة كبرى ستقضي على الأخضر واليابس في سماء الكرة السعودية التي بنيت أصلا على أسس دينية وأخلاقية لامثيل لها في العالم كله ، وهذا من فضل الله على تلك البلاد التي شرفها الله تعالى بالمقدسات التي تضيء للبشرية كلها كل معاني التسامح والفضائل0
ومن المحزن حقا أن نذهب إلى مباراة كرة قدم بين فريقين عملاقين كالهلال والاتحاد وهما من فرق القمة في بلادنا لنشاهد أجواء مشحونة داخل الملعب وخارجه ! وبالتأكيد فقد لعب الإعلام الأصفر دورا في إشعال فتيل تلك التصرفات التي أفرزت جملة من المصادمات المحتقنة بين الهلاليين والاتحاديين ! والذي ركز في المباراة سيدرك حتما أن الضغط النفسي الإعلامي السلبي أثر في أداء لاعبي الاتحاد الذين دخلوا الملعب في حالة نفسية ملتهبة فقام الدوخي وكيتا والبقية بتبادل أدوار الضرب المتعمد لنجوم الهلال والمنتخب الموهوبين وعلى رأسهم ( سكر) الكرة السعودية اللاعب الفذ والخلوق محمد الشلهوب الذي تناوب الاتحاديون على ركله ورفسه حتى صار يأن من الألم ولم يبق أمامه سوى الهروب من الملعب حفاظا على موهبته الخارقة والمميزة0
إنه مشهد مخيف وأداء غريب من قبل لاعبي العميد الذين شحنهم الإعلام الأصفر وصور لهم الزعيم ( عدوا ) يجب القضاء عليه بشتى أنواع المخاشنات والاستفزازات ! كما كان العميد ضحية إدارته التي أعدته ليظهر بهذا المظهر النفسي المرتبك !!
وفي المقابل كان الجمهور الاتحادي ( المجمع ) الذي توشح بأعلام لاتمت لعلمه الأصلي بصلة البادئ بإطلاق صيحات العنصرية السوداء القادمة من صوت قديم اعتاد أن يقدم في أهازيجه ألحان الشماتة في الخصوم وتحديدا ( شامخ العريجاء ) فعبارة ( نيفيا ) دوت في أرجاء ملعب الأمير فيصل بن فهد قبل أن يرد الجمهور الهلالي بعبارة لا أحد ينكر أنها مرفوضة ! ولكن هنا يأتي الكلام والخصام فأين لجنة الانضباط ممن بدأ بالتلفظ ... وأينها ممن ضرب وركل وهشم الحافلات وأدمى أعقاب الجماهير في حوادث مختلفة ؟ أين كانت من ممارسات عنصرية سابقة ارتكبت بحق الجمهور الهلالي في ملاعب أخرى ؟
ياله من قرار عاجل بحق الهلال وبطيء جدا ويمشي بقدمين مشلولتين إن كان بحق غيره !! العدل في الظلم عدل والكيل بمكيالين عمل يخلق حالة من الازدواجية والخلل في اتخاذ أي قرار..!
الهلال بات في الآونة الأخيرة ( جدارا ) قصيرا يسهل امتطاؤه ؛ ومن السهل أن تقوم أي لجنة بالتلذذ في صعقه بالقرارات التي باطنها الرحمة وظاهرها الانحياز والجور0
نعم : لا أحد يكره العدل والإنصاف وتطبيق النظام بحذافيره منعا لأي تجاوز صغر أم كبر ، لكن من غير المنصف أن يكون الهلال ونجومه الهدف والمستهدف في كل قرار وعقاب !
يتواصل مسلسل حرمان الهلال من نجومه في الملاحم الخارجية بينما ينعم غيره بالمساندة والدعم ! يترك وجه الهلال عاريا في مواجهة الريح العاصفة فتسلب ألقابه القارية على مرأى ومسمع من بني جلدتنا في حين يدفع غيره إلى المحافل العالمية دفعا يصعب وصفه ( وهنا لا يستكثر الدعم على أي ناد وطني مهما كان اسمه وتأريخه ) !
إذن عجائب الدنيا السبع تتحقق لغير الهلال؛ أما الهلال فهو ناد من كوكب آخر يجب على أي رياضي إذا أراد أن يثبت حياديته أن يحارب الهلال ليتخلص من داء التعصب الذي يوصف به الهلاليون بينما غيرهم مثاليون ورائعون !! أي مثالية تلك التي وصفت الهلال بالعقيم ! وأي انضباطية في نعت الهلال بـ ( الزعيق ) وأي روح رياضية جميلة في إطلاق عبارات البذاءة كلفظة ( نيفيا ) وما شابهها من ألفاظ خطيرة جدا وصلت إلى حد يتنافى مع الأخلاق والقيم وتعاليم الدين أيضا !
في فمي ماء والقول غيض من فيض فلاحول ولاقوة إلا بالله ، وأرجو ألا يقال بأنني ضد معاقبة كل من أخطأ ولكنني أستغرب ازدواجيية المعايير وسرعة القرارات والقوانين التي تطبق بحق الهلاليين دون سواهم اللهم إلا إذا استثنينا بعض الحالات0
أيها الإخوة : يعلم الله أنني كتبت حرصا على بقاء الرياضة جميلة الوجه والوجهة، ولأذكر بأنها ليست عقيدة أو مذهبا فالله الله في حسن القول والعمل ولنجعل من التنافس قيمة رائعة تسمو على كل التفاهات والمهاترات المفضية إلى التعصب الأعمى والخطير على رياضة الوطن التي ولاشك تعتز بعميدها وفارسها وقلعتها وزعيمها الكبير كما تعتز بكل أندية الوطن وشبابه الذين رفعوا الرأس وشرفوا الأوطان في منازلات دولية رفرف فيها العلم مجملا بشعارالتوحيد الذي سيقول ويؤكد للعالم أجمع أننا وطن التفوق الرياضي بروح سامية وعالية0
هذه المرة لتكن مدوية في حائل الكرم والرجولة :
فقولوا معي :
سيبقى الهلال شامخا في عريجائه برغم أنوف حساده ومبغضيه !!!
[email protected]