* [ احتياج ونداء أم لابنتها ] *
يا بنيتي تكفين خلك بقربي ، لا تقطعي وصلك ، أنا احتاجك حيل يوم فات عمري لاجلك ، وانزرع الشيب في راسي ، دخيلك يا بنيتي ، لا تتركيني مغتربة في دنيا صعيبة ، لا تتركيني بالوحدة أسيرة ، صحتي ما عاد تقوى ، وجلستي بدونك ما تسوى ، أنا الحين بين يدينك ، ومفتاح عمري بين فعلك ، وش بتسوين لي ؟ بتحضني راسي على صدرك ، و بتسهري الليل علي مثل ما سهرت عليك ، بتحطين اللقمة بفمي وتطعميني من يدينك ؟ مثل ما كنتِ صغيرة واطعمتك ، بتطوي حزن الكبر بدربي ؟ بتشعلي السعادة في قلبي ؟ أنا الحين ملك برك لي واحسانك ، صدق يا بنيتي أبيك مبسوطة و حيل مستانسة ، وما أبي أزعجك بإهتمامك فيني ، ولا أبي أفرض عليك كل يوم تجيني ، أنا يكفيني إذا شفت الضحكة في شفاتك كأن الدنيا ضحكت لي ، يا بنيتي هذا شعوري يوم احتياجي لك ، أنا أمك ، وانت همي ، ودمي يا وصلة من لحمي ، وهذا شعوري يوم كبرت ، يا بنيتي أنا احتاجك حيل طلبتك اسقيني من اهتمامك ، واعطيني وقت من بعض أيامك ، ولا تتركيني أرجوك ، وعمري أصبح ينقص ويفوت ، وبقي القليل لاجل اندفن وأموت ، هذي الرسالة في صندوقي ، إذا مت افتحيها ، واقريها ، بس تكفين لا تبكين لاجلي ، دمعتك تذبحني ، لا تبكين لاجل ارتاح وانا ميتة إنك حيل فرحانة وبخير ، أحبك يا بنيتي .
* [ صرخة أسير مظلوم في سجنه ] *
أنا أسير وحيد بين جدران وقضبان من حديد ، وين إللي يسمعني ؟ وين إللي يحضني ؟ غير جدران تشهد وحدتي ، منهو يشوفني غير اللي معي مثلي من ورى القضبان ؟! أنا مظلوم يا ناس ، ياللي راح عمري ، وعيالي ينتظروني ، وزوجتي كل ليل على المخدة تنوح و تبكي ، تبي حضني ، تبي قربي ، تبي أشاركها هم مسؤوليات عيالي ، وكدر الليالي ، آه يا دنيا ، آه يا دمعة تحرق اثيابي ، وجمر عيوني أحرق خدي من كثر ما أعاني ، يا حظ الطليق ! يا حظ سرب الطيور يوم أناظرها من ورى القضبان تطير في السما وكلها فرحة وهنا ! تروح لعشها ، وتهتني بأجنحتها ، يا حظها ! ، آهـ يا ظلمة دنيتي يوم أناظر صورة زوجتي ، وصورة عيالي ، وصورة وانا معهم ، الحين صرت صورة بلا وجود ، وأب مفقود ، بين سجن يقود ، آه متى أشوفهم ؟ متى يعلنوا افراجي ؟ متى يشعروا بقمة احتياجي ؟ متى أرجع لدياري ، واكمل مشواري ؟ بس أخاف أرجع ويصيبني الجديد من الهلع ! وتصبح سيرتي بين الناس هنا وهناك ! هذا فلان إللي انسجن وكان ، واصبح منهم مشغول البال حيران ، أخاف يهربون ما يوظفون ! أخاف ارجع من جديد أسير وحيد بلا وظيفة بلا علاقة بلا مساندة انسانية ! لكن الفرق إني بين أهلي وهناك بين جدران تسمعني ، والحين لقيت اثنين يسمعوني جدران واهلي وطرف ثالث ضيعني وينهم ؟ هم [ لسان المجتمع ] .
* [ صوت ذوي الإحتياجات الخاصة ] *
أنا وش فيني شي ناقص ؟ أنا جسم كامل بس مشلول ، وللزمن مذلول ، أنا وش فيني شي ناقص ؟ أنا أعمى و لكن لغيري عميق الشعور ، واسمع صوت العبور ، أنا وش فيني شي ناقص ؟ غير إني أخرس ولكني أشعر وأحس ، وبداخلي كلام كبير بصوتٍ مقهور ، أنا وش فيني شي ناقص ؟ غير إن ساقي مبتور ، بس أشوف واسمع وانطق ولي أقدام صناعية أنا عليها مجبور ، أنا وش فيني شي ناقص ؟ غير إني بصحة عالية لكن سمعي ثقيل بس المهم إني أسمع شي ، وتعبان من حالتي شوي ، أنا وش فيني شي ناقص ؟ غير إني من ذوي الإحتياجات الخاصة ، من هالفئة انتمي ، ولها احتوي ، وقبل ما أقول ترى أعماكم النسيان [ أنا انسان ، أنا كيان ، أنا وجود خذله الزمان ] أنا شعور ، أنا احساس مكسور ، أنا صوتٍ جهور ، بس ما احد يسمعني ، ما احد يرفق بي ، تراني شي ، وقلبي حي ، وعقلي ضي ، وافهموني شوي ، وبتلقوني وجود له شعورٍ حي ، ما احد يشعرني إني مثل غيري ! تراني تعبان يا ناس ، وانا مثلكم فيني شعور و احساس ، بس الفرق إني مبتلي ، وفي الجنة راح أكون مثلكم في صحتي ، اسمعوا صوتي ، و صرخة دمعتي ، وانا كذا باعيش في دنيتي ، بتكونون معي ولاّ تتركوني في غربتي ؟ ، ألين ما اموت واندفن في قبري ، وينكتب على قبري [ من أموات ذوي الإحتياجات الخاصة ] .
طرح ذو فكرة جديدة باللهجة العامية ، كتغيير وتجديد عن كثرة المطروح والمُتعارف عليه ، وبث عن طريقها شكل من أشكال الواقع المكلوم وصرخات مدوية مفقودة بين مساحة المجتمع ، طرحي تحدث بحروفه في غنى عن وضع الصور وأرجو أن تتأملوها و تتمعنوها جيداً ، و أتمنى من كل قلبي أن ينال طرحي إعجابكم و رضاكم ..
بقلم / دفا المشاعر نُقِش ذات يوم ..
دمتم أوفياء و أنقياء