أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تأملات نفسيه في حِدَّة ابن حِزم وابن تيميَّه

في زُبر الحق وطلائعه تتكشف حقائق العلوم وتنقشع تزييفاتُ الخراصين .وأصالة العلم تكمن في التميِّيز بين صحيحه وسقيمه وحقيقه ودخيله . والاغتراف من التأريخ بلا تبصُّر ولا روية : مزلة أقدام ومكسبة آثام . ومن أعلام التأريخ النابهين وجهابذة الفقه المبرِّزين :" علي بن أحمد الاندلسي " المشهور بابن جزم (ت:456 هـ ) و" أحمد بن عبد الحليم الحراني " المشهور بابن تيمية (ت: 728 هـ) رحمهما الله تعالى .

وبين الشام والأندلس موطن الشيخين ،مفاوز تطويها وتقرِّبها صفة مشتركة، أطبقت عليها مصنفات التراجم وطبقات الفقهاء ،وهي عند كثيرٍ: مغمزٌ قادح ،ومطعونٌ فاضح ،يتشبثُ بها الطاعنون ويتمسك بها اللائمون، وهي بلية من البلايا ورزية من الرزايا التى لاكتها الالسنةُ ،على حدِّ وصف " صالح بن عبد القدوس "( ت:160 هـ) :احفظ لسانك أن تقول فتُبتلى إن البلاء موكل بالمنطقِ .

رُمي الشيخان بالجفاء وحدة الطبع وقساوة المعشر . يقول الذهبي(ت: 748هـ) رحمه الله تعالى ، واصفاً ابن تيمية :" تعتريه حِدة في البحث وغضب وصدمة للخصوم ،تزرع له عداوة في النفوس ، وإلا لو لاطف خصوم