جلس الـ(ماجد) ذات يوم في غرفته ....

يقلب القنوات الفضائية ويتابع البـرامـج الريـاضيــة ,,,,

تفاجأ الـ(ماجد) بأن وجـد إسمه يتصدر البـرامج الرياضية ,,,,,

بدأ يصغي إلى البـرامــج بحمــاس وتلهـف ,,,

ماللذي يجعل ابن الخمسين ربيعا يتصدر المشهد الرياضي

وهو اللاعب المعتزل منذ 14 عام ...


هل حصل على لقـب معين ؟؟؟


هل تصـدر إسمه قوائـم الفيفــا ؟؟؟


لم يحدث شيء من هذا كلـه ...

بل كان الصخب والأضواء التي تلاحقه

والإطراء اللذي حصل عليه بسبب حلقـة للاعب الـ(سـامي) ...


إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,



تأمل الـ(مـاجد) في غرفـته الصغيرة ,,,

نظر إلى اليمين

فوجد دولابه الملىء بشرائط الفيديو للمباريات التي لعبها وأبدع فيها


نظر إلى اليسار قليلا

فوجد دواليب أخرى تكتظ بقصاصات الجرائد التي كتبت عنه في مدحه والثنـاء على موهبته وحسن خلقه ,,,,


جلس الـ(ماجد) عـلى مكتبه الصغير وبدأ يقلب في ألبوم الصور


يستعيد الذكريات ,,, عاد بالذاكرة 30 سنه إلى الوراء


في نفس الغرفـة ,,

كان الشاب الأسمر جالسا ,,,

نفس الدواليب الموجودة في الغرفة كانت فارغه

إلا من مجموعة كتب وأفلام أجنبيه وغيرها ...

بدأ الشاب في مزاولة كرة القدم إلتحق بالنادي العاصمي....

بدأ في نثر إبداعاته.....


وأصبح اللاعب الفذ ....


السهم الملتهب كما كان يطلق عليه


بدأ بتخزين شرائط الفيديو الخاصة بإبداعاته ومهاراته


كانت شرائط الفيديو تتزايد

ويتزايد معها عدد قصاصات الجرائد في مدح الجوهرة السوداء


كلما أبدع الـ(ماجد) ازدادت الأضواء تطارده

,,, وازدادت القصاصات في مدحه ,,,


صال وجال الأسمراني في ربوع اسيا ..


وشرف منتخب بلاده أيما تشريف ...


فكان لايرى في البلد إلا هذا الولد


لم يكن موجودا إلا الاسمراني ....


حصل على لقب هداف الدوري مرات عديدة لعدم وجود منافسين له


كان الوحيد والأوحد في ذلك الزمـان ....


مع بداية التسعينات ...


بدأ نجم الـ(ماجد) في الأفول ....

وأصابه ماأصاب غيره من النجوم ...

لم يعد ذلك اللاعب الفذ الماهر اللذي يجندل الخصوم

ويسجل الأهداف بسهولة وبثقة


إنها سنة الحياة التي ادركها النجم الأسمر


وادرك انه حان الوقت ليأخذ غيره مكانه



جلس الماجد في غرفته الصغيرة


ينظر إلى الدواليب التي اكتظت بشرائط الفيديو وقصاصات الجرائد


وهو يدرك انها ستقل في القريب العاجل حتى تتوقف تماما


فنجوميته في الملعب هي التي كانت تجلب له الأضواء


أخبره أصدقائه بان نجما شابا يافعا بدأ في البروز في الفريق المنافس


حصل هذا الشاب على لقب الهداف لأول مرة ,,,


إنه الشـاب الملقب بالـ(سامـي)...


ادرك الـ(ماجد) أنها النهاية ,,

وأنه سيسلم الرايـة لغيره ,,,



تفاجأ الـ(ماجـد) بعد نهاية ذلك الموسم


بأن الأضواء لازالت تطارده بل وأكثر مما سبق


تفاجأ بأنهم لازالوا يراهنون عليه ويصفونه بأنه الأفضل ,,,,



تفاجأ بالمقالات التي تسهب في مدحه وتضخيمه ,,,,


كان يمرر الكرة بصورة عادية فيجد الأشعار والقصائد لهذه التمريرة



كان يسجل الأهداف بطريقة متواضعه احيانا


فيسمع من الوصف لأهدافه مايجعله يتعجب !!!


هل سجل هذا النوع من الأهداف,,,,


لقد كان في السابق يسجل أهدافا أروع

ولم يسمع من الإطراء مايسمعه الان ,,,,


كان يراوغ اللاعب فيقولون بانه راوغ لاعبين ,,,


جلس يوما في غرفته الصغيرة ,,


فرأى شرائط الفيديو لم تزد عن السابق إلا قليلا


بينما قصاصات الجرائد تزداد يوما بعد يوم ,,,,


لم يفهم الأسمراني ماللذي حصل !!!

وكيف بدأت الأضواء تزدتد عندما بدأ نجمه يخفت !!


لكنه كان دائما مايرى داخل المدح امورا عجيبه


فلايكاد يخلو مقال في يتحدث عنه وعن مهاراته


إلا وفيه إسقاط مباشر وغير مباشر عن الـ(ســامي)


فكانت دائما مايرتبط تمجيده بالإسائه للـ(سـامي) ,,,,


إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,


هذا كان ديدن معظم المقالات


لم يكترث كثيرا في ذلك الوقت ...


فقد كانت السعادة تغمره بأنه مايزال في الأضواء

ومايزال يوصف بأنه الأفضل والأوحد


وصل المنتخب لكأس العالم 94 بفضـل جهود الـ(سـامي) وزملائه


تصور الـ(مـاجد) بأن الـ(سامي) بدأ يسحب البساط من تحته


فهاهو يساهم في تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم 94

وهو ماعجز عنه الـ(ماجد)..


فتفاجأ بان التأهل ينسب له هو شخصيا !!

رغم انه لم يشارك في التصفيات النهائية ..!!


سجل سعيد العويران هدفا في بلجيكا ,,,

فتفاجا الماجد بالجميع ينسب له دورا كبيرا في الهدف بحجة تحركه (الذكي) ....


لم يعتد الـ(ماجد) على هذا المشهد الغريب ...


فقد كان المدح والثناء يوجه له بسبب تألقه وإبداعاته ...


إنتهى كأس العالم ولم يسجل الـ(ماجد) وسجل الـ(سامي) ...


لعب الـ(ماجد) بعدها سنوات قليلة

كانت مشاركاته تقتصر على بعض المباريات


وبدأ يدرك بأن النهاية قريبة لا محالة ...


وأخذ الـ(سامي) مكان الـ(ماجد) في المنتخب وحمل الرقم 9 من بعده



مع الـ(سـامي)

حقق المنتخب كأس الخليج التي لم يستطع الـ(ماجد) تحقيقها

ذهب المنتخب لكأس اسيا 96 وحققها

ذهب المنتخب لكاس العالم 98



بدأ الماجد يدرك بأن هذا الـشاب سينسي الجميع ,,

الجوهرة السوداء السعودية ..



وأن إعتزاله اللذي بات وشيكا ...


سيجعله في طي النسيان

فقد نسيت الناس عباقرة كرة القدم في العالم,,,,

إنها سنة الحياة ,,,,

التي يجب أن ينال الـ(ماجد) منها نصيبه



كان دائما مايسمع أصواتا كثيرة تنصحه بعدم الاعتزال


وتصفه بانه لايزال الأفضل في الساحة


وأنه أفضل من الـ(سـامي) ...


فيستمر ,,,


فيصطدم بلحظة الحقيقة في داخل المستطيل الأخضر ....



يذهب إلى غرفته الصغيرة فيجد قصاصات الجرائد تتزايد بصورة غريبة...

إعتزل الـ(ماجد) وترك كرة القدم بعد أن أيقن بأنه لايقوى على الإستمرار

إعتزل وذهب إلى غرفته ينظر من حوله ودموعه تحاصره..

إنها النهاية الحتمية لا أضواء ولاشهرة ولا معجبين ولا عشاق ...

لن تزيد شرائط الفيديو ابدا بعد الان


وحتما ستتوقف قصاصات الجرائد التي تتحدث عنه


إنتهت قصة 20 سنه من الإبداع ...


لكن أيا من هذا لم يحدث ...


بإستثناء توقف شرائط الفيديو


إستمر الـ(ماجد) في الأضواء ,,,

واستمرت المقالات التي تصفه وتمجد فيه وتتذكر إبداعاته في التزايد


فرح الماجد فرحا كبيرا ,,,

فالناس لاتزال تحبه وتعشقه ولم تنسى ماقدمه للمنتخب

رغم وجود الكثير من المبدعين ,,, على رأسهم الـ(سـامي)

ولكنه لايزال في قلوب الجميع ...

صحيح أن كل من يذكره ويذكر سيرته لابد من مقارنتها بالـ(سـامي)


إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,


ولكن المهم عند الـ(ماجد) أن يبقى إسمه خالدا ماجدا في الساحة الكروية ...


كان الـ(ماجد) ينتظر منهم أن يكرموه بحفل إعتزال ...


لم يحدث هذا ,,,


تفاجأ الـ(ماجد) رغم مقدار الحب اللذي يحملونه له

إلا أنهم ليسوا مستعدين لإقامة حفل إعتزال ....



ذهب المنتخب لكأس اسيا 2000 بقيادة الـ(سامي)

وصلوا إلى النهائي وفشلوا

بعد الفشل زادت الأضواء والحديث عن الـ(ماجد) ,,,



وكما هي العادة
إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,



فرح المـاجد فرحا شديدا

وأدرك بأن سبب تذكر الناس له هو شعورهم بحاجتهم له عند الخسارة .....


تأهل المنتخب لكأس العالم 2002

فعادت الديباجة

إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,


حققوا كأس الخليج فامتدحوا الـ(ماجد)

خسروا بالـثمانية فامتدحوا الـ(ماجد)

تأهلوا لكأس العالم 2006 إمتدحوه أيضا

فلم يفهم المـاجد المعادلة أبدا

في الإخفاقات ,,, يمتدحوه ويهاجموا الـ(سامي)

وفي الإنجازات,,,, يمتدحوه ويهاجموا الـ(سامي)

يشتم الـ(سامي) فيطرأ ذكر الـ(ماجد) ...

يحترف في اوربا فيتحدثون عن الـ(ماجد) ...

يزور جمعيات خيرية فيمتدحون أخلاق الـ(ماجد)

الـرابط الوحيد

هو انه مع كل إطراء له تجد إنتقاصا للـ(سامي) ...



إعتزل الـ(سامي) بعد مباراة الثمانية الشهيرة دوليا


وفي كاس اسيا 2004 لم يشارك السامي مع المنتخب


فخسر المنتخب من الدور الأول بمستويات هزيلة


فلم يظهر من يمتدح الـ(ماجد)....

فلاإطراء على الـ(ماجد) ولا هجوم على الـ(سامي) ...


تعجب الماجد

لماذا لم يطرأ إسمه هذه المرة ولم يتم تمجيده كما هي العادة ....


ولماذا عندما إعتزل الـ(سامي) دوليا توقف الجميع عن ذكر إسمه


ذهب إلى غرفته الصغيرة


وبدأ يقلب في قصاصات الصحف والجرائد التي كتبت فيه بعد إعتزاله

فتفاجأ بأن كل مقاله تتحدث عنه لابد أن تحمل في طياتها ذكر الـ(سامي) ...


كلها تاتي في سياق واحد


إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,


أدرك الـ(مـاجد) حقيقة الحب الزائف اللذي يحمله له عشاقه


فالحب هنا مرتبط بكرههم للـ(سامي) نجم الفريق المنـافس


إذا اعتزل هذا الـ(سامي) كرة القدم

فإنها النهـاية الحتمية لأسطورة ظلت حديث الشارع على مدى 25 عاما ..

عاد الـ(سامي) للمنتخب في 2006 وقاده إلا كأس العالم ...

فعاد الـ(ماجد) للأضواء مجددا ...


سجل الـ(سامي) في كأس العالم هدفه الثالث

فعاد الـ(ماجد) للأضواء


إعتزل الـ(سامي) كرة القدم

فكان أكثر من حزن على إعتزاله هو زميله الأسمراني

اللذي كان يمني النفس بأن يستمر الـ(سامي) في ممارسة كرة القدم إلا أن يشاء الله ,,,,

حتى يظل اسمه خالدا في ذاكرة الناس...


بعد إعتزال السامي

ذهب الـماجد إلى غرفته الصغيرة ....

فوجد دولاب شرائط الفيديو كما هو منذ إعتزاله كرة القدم

ونظر إلى الدواليب الأخرى التي تحتوي قصاصات الجرائد
فوجدها على حالها منذ إعتزال الـ(سامي)..

أدرك الـ(ماجد) بأن الحب الزائف قد إنتهى بنهاية الـ(سامي)

فلم يكن هو سوى مجرد أداة يستخدمها كارهوا الـ(سامي) لمحاربته بها ...

والدليل أنهم لم يقيموا له حفل إعتزال تكريما له ....


بعد شهور قليلة بدأ الحديث عن حفل إعتزال للـ(سـامي)

فحزن الـ(ماجد) حزنا شديدا

وقال ياليت قومي يقتدون بهؤلاء القوم في حبهم الحقيقي لنجمهم


وماهي إلا شهور قليلة بعد إعتزال الـ(سامي) في ليلة لاتنسى


إلا وظهر محبوا الـ(ماجد) وأعلنوا عن إقامة حفل إعتزاله وعاد للأضواء مجددا


تعجب الماجـد ,,,

حتى حفل إعتزاله ارتبط ارتباطا شديدا بحفل إعتزال السامي ,,,


فلهذا الـسامي على الـماجد أفضال جمه ...


حتى حفل الإعتزال اللذي تأخر 9 سنوات
لم يقم إلا بعد إعتزال الـ(سامي) !!


وامتلأ الملعب بالجماهير الغفيرة وكان الحفل ناجحا بكل المقاييس

ولم يخلوا من المقارنات مع حفل إعتزال الـ(سامي)


إنتهى حفل الإعتزال


وظن المـاجد بنهايته ان الأمور قد انتهت فعليا


فعاد الـ(سامي) ليعمل إداريا مع فريقه

ومازالت الأضواء تطارد الـ(ماجد) ...

ترك الـ(سامي) إدارة كرة القدم

وذهب إلا فرنسا لمدة عام كامل ابتعد فيه عن الرياضة السعودية

فدخل الماجد على غرفته فوجد شباك العنكبوت على دواليبه التي لم تتغير منذ رحيل الـ(سامي) عن المملكة ...

فلاحديث ولاكلام عن إنجازاته وعن مهاراته التي ظلوا يتحدثون عنها طوال الـ30 سنه الماضيه ....

فأدرك انها النهاية ...

مع عودة سامي الجابر للتدريب في المملكة ,,,

عاد الـ(ماجد) للأضواء مجددا

وهاهو الان يقف ويتأمل داخل غرفته جالسا على مكتبه يقلب في البوم الصور ...

ويتابع برامج التلفزيون التي تتحدث عنه وتصفه بانه أسطورة كرة القدم السعودية

ولايخلو ذلك من الإسائات للـ(سـامي) كما جرت العادة


إطراء للـ(مـاجد) وإسـائه للـ(سـامي),,,,


نهــض الـ(مـاجد) من سريره وأمسك بجواله وقام بإرسال رسالة

للـ(سامي) كتب فيها ,,,,

-----------------------------------------------
لولا الله ثم وجودك في الرياضة السعودية ,,,,

لكنت الان في عداد المنسيين ,,,,,

أرجوك لاتترك الكرة وإستمر في المجال الرياضي ,,,,,

إستمرارك هو إستمرار لسيرتي في الرياضة السعودية ,,,,

ورحيلك يعني أنني سألحق من سبقوني في قائمة المنسيين ,,,,

تحمل واستمر من أجلي ,,,,


شــكـــرا يا أعـــز صديـــق ,,,,