أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن أكثر تقاسيم التوحيد هي تقاسيم ثنائية تحصر ( توحيد الربوبية - توحيد الأسماء والصفات ) في قسم واحد و ( توحيد الألوهية ) في قسم مستقل .
وذلك أن قسمي توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات متعلق بالتوحيد العلمي وتوحيد المعرفة والإثبات ومتعلق بأسماء الله وصفاته وأفعاله .
بينما توحيد الألوهية متعلق بأفعال العباد .
ولكن :
هل توحيد الربوبية متفرع من توحيد الأسماء والصفات أم العكس ؟!
من المعلوم أن ركن ( الإيمان بالقدر ) متفرع من ( توحيد الربوبية ) ، توحيد الربوبية متعلق بفعل الله ، وهو إفراد الله بأفعاله ، والقدر من فعل .
ولكن نعود للسؤال السابق ، فأقول :
إن توحيد الربوبية متفرع من توحيد الأسماء والصفات ، وتوحيد الأسماء والصفات هو أصل توحيد الربوبية .
حيث أن أفعال الله مشتقة ، من صفاته ، وصفاته مشتقة من أسمائه .
وإن كان أئمة أهل السنة المتأخرين قد جعلوا توحيد الأسماء والصفات مستقلاً عن توحيد الربوبية لأسباب منها :
رحمةً بأهل البدع النفاة لصفات الله الأختيارية ( أفعال الله ) .
حيث أننا لو قلنا أنهم أنكروا توحيد الربوبية كما أنكر المشركون توحيد الألوهية ، فإن هذا يلزم منه تكفيرهم .
وإن كان بعض النفاة كالجهمية والمعتزلة قد صرح العلماء بتكفيرهم لنفي الجهمية للأسماء والصفات وقول المعتزلة بخلق القرآن .
ولكن يوجد من النفاة كالكلابية ومن تفرع عنهم كالأشاعرة والماتريدية من قال بإثبات الأسماء وتأويل الصفات .
ولكن الخلل في الربوبية لم يوجد إلا طوائف قليلة مثل الدهرية الملاحدة وفرعون والنمرود .
فلو قلنا أن الخلل عند أهل البدع المعطلة النفاة المؤولة في باب الأسماء والصفات لكان صواباً .
ولكن لو جعلنا التقسيم ثنائياً ، فقلنا أن أهل البدع عندهم الخلل في باب ( المعرفة والإثبات والعلم ) الذي يحتوي على ( الربوبية ) و ( الأسماء والصفات ) .
لظن الناس أن الخلل عند أهل البدع النفاة هو في باب ( الربوبية ) .
والله أعلم .