قد لا تكون الأمور منضبطة داخل الكثير من أسوار الأندية على رغم حدة التنافس الكبير في مباريات الدوري. وعلى رغم الصرف المهول على كرة القدم وعقود اللاعبين المرتفعة إلا ان ثمة ثغرة مازالت قائمة تتمثل في أعمال الأندية لموضوع حراسة المرمى.
وحارس المرمى نصف الفريق، ومعظم الأندية السعودية تعاني من ضعف هذا المركز بما لا يتناسب مع حالات الاستنفار التي تجري يومياً من اجل تكريس مفهوم الفوز، ولكنها في الأخير تصطدم بهشاشة القاعدة وصولاً الى تقديم حراس هم مجرد تكملة عدد، فالدوري على رغم ارتفاع المنافسة فيه يعاني من هذه الظاهرة منذ زمن طويل، ومواهب اللاعبين في هذه الخانة قد تكون مفقودة، بل لا تلقى مجرد الاعتراف بأنها ظاهرة، ما زاد في تفاقمها حتى ان المنتخب السعودي لم يجد حارس مرمى يمكن ان يعوض عدم الرغبة في استدعاء الحارس محمد الدعيع، الذي مازال يحفظ ماء وجه الحراسة السعودية بكل اقتدار على رغم الأصوات التي حاولت النيل منه مراراً، لتأكيد مفهوم غير صحيح عن انه لم يعد كما كان.
باستعراضنا فرق الممتاز لا نجد اكثر من حارسين او ثلاثة على اكثر تقدير، يتقدمهم الدعيع ومن ثم آل نتيف، وربما نضع معهما حارس الوطني سلطان البلوي، أما البقية فلم ينجح احد، وهذا هو الواقع بكل مرارته، في وقت طالبنا بأهمية درس إمكان استعانة الأندية بحراس مرمى غير سعوديين، لكن المبرر الذي يمنع الاستعانة بهم مازال قائماً، ولن تتعدل الحال إلا بتحرك منظم من الأندية، برعاية من يلعبون في هذا المركز، من خلال استقدام مدربين على مستوى عال من القدرة والكفاءة، على عكس ما يحدث الآن.
فريق يؤدي باقتدار داخل الملعب ويتلقى مرماه هدفاً ويستطيع ان يعدل النتيجة، في وهلة ولمحة بصر يخرج من المباراة خاسراً بخمسة أهداف، بسبب بلاهة وضعف حارس المرمى، والغريب ان الحارس على رغم هول النتيجة يخرج المنتصر الوحيد في الفريق كونه منع عدداً آخر من الأهداف، حارس مرمى يقف في مرماه من دون حراك في كرة عرضية، فيُسجل هدف لا يسجل في مباريات الحواري، فيحول المنظرون الأسباب الى ضعف خط الدفاع.
الحراسة في خطر، وإذا لم تستطع الأندية تعويض الدعيع فاننا سنجد أنفسنا مرغمين على السماح للأجانب بحراسة المرمى، فلماذا لا نشرع من الآن؟