الاثنين, 19 أكتوبر 2009
فاطمة مشهور ـ جدة
إن زيارة واحدة لإحدى المحاكم تكشف لك حكايا وخفايا تقشعر منها الأبدان ، فبعد أن تستحيل العشرة يقسم أحدهم أن زوجته لن ترى الطلاق قبل العمى.. وأنه يفضل أن يتركها هكذا معلّقة بين السماء والارض لان ذلك يرضى غروره على كل حال . ويزداد الزوج تعنتًا وعنجهية بالزواج من ثانية وثالثة مصرّا على إبقاء وضع الراغبة في الطلاق كما هو رغم تدخل الاقارب والاصدقاء حتى يمنّ عليها بالطلاق .
تزايدت في السنوات الأخيرة قضايا المعلّقات نتيجة تعنت الازواج الأمر الذى فاقم من معاناتهن في ظل احجام الزوج عن الانفاق على أسرته وصعوبة حصولها على راتب من الضمان الاجتماعي يساعدها في الصرف على ابنائها.
من ينصفني
تصف مريم نفسها بأنها ضحية لزوج قاسي الطباع وظالم، ألحق بها الضرر وحينما طالبت بحقوقها والطلاق منه كان مصيرها أن ذهبت إلى منزل أسرتها ودخلت في نفق المعلقات المظلم لتجد نفسها هي وأبناءها الثلاثة في دوامة من ضنك العيش لفقر أسرتها ومرض والدها . وتقول ظللت لثماني سنوات أطالب بحقوقي ولكن دون جدوى في نفس الوقت الذي تزوج فيه زوجي بثلاث زوجات أخريات ولم تبق في ذمته سوى واحدة منهن بينما الأخريات لحقن بي فهل يعقل ذلك . وتطالب بسرعة معالجة قضيتها مشيرة أنها عندما تقدمت للضمان الاجتماعي للحصول على حقها من نفقة الدولة باعتبارها بلا عائل وفي حكم المطلقة تم رفض طلبها بدعوى ضرورة احضار صك من المحكمة بهجران زوجها لها وبأنها معلقة فيما المحكمة ترفض إعطائي هذا الصك إلا بإحضار زوجي ولا تكتفي بالشهود !!.
أما هنادي ح والتي تبلغ 26عاما وتعاني من نفس المشكلة فتقول :لازلت معلقة منذ أربعة أعوام بينما زوجي تزوج بأخرى وحينما تقدمت طالبة الطلاق منه رفض وطلب إرجاع مهره الذي قدمه لي. وتساءلت هنادي : لماذا كل تلك العقوبات القاسية جدا بحقي وماذنبي في ذلك وأين حقوقي ؟ . وتتساءل لماذا لا يكمن الحل في أمرين لا ثالث لهما أن تمنح المرأة الطلاق فورا من زوجها وبكامل حقوقها وفي حال علّقها ، على الزوج أن يتحمّل الانفاق عليها هى وابناؤها أو تكتفي بإحضار شاهدين للمحكمة يثبتان أنها ليس لها معيل وأن زوجها تخلّى عنها وهجرها لتستطيع الاستفادة من نفقة الدولة “الضمان الاجتماعي “
وتضيف أن الشرع الحنيف كفل كرامة المرأة وصيانة حقوقها ورفض كل أنواع الظلم والقسوة بحقها داعية الى اعادة النظر في قضايا آلاف المعلقات مثلها حتى لا يضيع عمرهن في الوقت الذي يسرح فيه الرجل ويمرح ويتزوج ويطلق !!!!!!.
وتصف سلمى ع ب قضيتها بأنها مأساوية وتقول :منذ سبعة أعوام وأنا معلقة .. وليت الأمر يخصّني فقط بل تركني زوجي وكبلني بطفلين ومنذ ذلك الوقت لم نعد نراه !!!! أو يسأل عنا في الوقت الذي إرتبط فيه بامرأة أخرى كما سبق له أن تزوج مرتين وكان مصيرهن مثلي !! معلّقات . وتساءلت: هل يجوز ذلك ثم أليست هناك قائمة سوداء بذلك .
وإذا كان أمر العقوبة يتعلق بالزوجة فقط فكيف للزوج أن يثبت ذلك ؟ .
وأضافت أن قضايا المعلقات آخذة في الإزدياد والتضاعف وهي قضية تمثل تهديدا اجتماعيا كبيرا ولابد من سرعة وضع حلول لها وفيما يتعلق أيضا بضمان حصولنا على نفقة من الدولة . وذكرت أن عدم وضع حدّ لهذه القضية يسهم في تشجيع الزوج على تكرار مثل ذلك فنحن اليوم نشاهد رجالا دأبوا على الزواج والطلاق بكثرة وضحاياهم من المطلقات والمعلقات يتزايد في المجتمع!! .
وتكمل : اضطررت للعمل في أحد المستشفيات حتى أتمكن من مواجهة أعباء المعيشة .
المـصـدر : صـحـيـفـة المـديـنـة المـنـورة