كنتُ أفكر فيكِ ..
قالتها .. بصوتٍ رخيم هادئ ثلاثيّ الأبعاد ..
لـ قلبي و عقلي و روحي ..
لتهتز نفسي ..
و أردد : أنا ... ؟!
أجابتني و بسرعة : نعم .. أنتِ ..
أنتِ بدينك و عفتك ..
أنتِ بحسنكِ و طيبك ..
أنتِ بعلمك و أدبك ..
...
سكتت لبرهة ..
و أنا ما زلت في ذاك الذهول الغير عادي ..
و أنفاسي تتقطع .. و أفكر .. و أفكر ..
تلك هي نفسها التي اغتبتها في مجلسنا البارحة ..
و قلتُ أنني أبغضها و لا أحب الجلوس معها ..
ثم سرعان ما أتاني صوتها فيه صدقٌ و حب .. قائلة :
أختي .. قد لا نعرف بعضنا .. و قد يحمل كلاً منا ما يحمل من مشاعر .. لكن يبقى رابطٌ يجمعنا .. هو دينٌ فيه تناصح و إخاء .. و والله لم أنم ليلتي البارحة جيداً خوفاً عليك .. و أنا أفكر فيكِ ..
فقلت : ماذا بي ؟
قالت : أرأيتِ لو أنكِ أذنبتِ في حق السلطان أمراً فعفا عنكِ .. أكنتِ تشكرينه ؟ أم ترجعين لعصيانه و الخروج عن أمره ؟
فقلت : أحبه فكيف أعصيه .. و كيف لي بمعصيته بعد عفوه ..!!
قالت و بنبرة حادة : فكيف بكِ و أنتِ مسلمة تحبين الله .. تطلبين الخروج من رحمته ؟!
هنااا .. دمعت عيناي ..
و فهمتُ إلى ما ترمي إليه ..
و تحشرجت أنفاسي المتقطعة ..
فشعرت هي بذلك و قالت : أختاه .. هذا ما أسهرني البارحة .. و أنا أتخيل وجهكِ الجميل الذي أعطاكِ إياه الخالق .. ( أحسن تقويم ) .. و أرى عِظم الذنب و طيلة الغفلة ..
.. سقطت من بين يدي سماعة الهاتف .. و أنا ألتفت إلى مرآتي ..
و لساني حالي يقول : ماذا فعلت ؟!
تذكرت عِظم ذنوبي فوق ظهري .. من معاصي أقع بها ..
لِـ أُكمله بنتف حاجبيَّ ..
.
.
و أنا أتلمسهم...!
أخذت أبكي كطفلٍ صغير ضاع بزحمة الناس ثم فجأةً وجد أمّه ..
.
.
مخرج (( تأخر الهدهد عن سليمان فتوعده و هدده ، فيا من أطلتِ الغيبة عن باب التوبة .. أما آن لكِ من عودة إلى الله ؟؟!! ))
منقول