يقول أوجين يونوسكو
{كل أدب جديد هوعدائي: والعدائية تمتزج بالأصالة
وهي تقلق ماأعتاد عليه الناس من أفكار}
في واقعنا كثيرآ ماكان يتردد علينا مقولات بدأت تتلاشي شيئآ فشيئآ
كقول
فلان أصيل بطبعه
هذا ثقافته عربية أصيلة
الشخص الذي أمامك من البادية الأصيلة حقآ
هذا الصرح شامخ لأنه أصيل
ومع مرور الزمن وفي ظل
التطور السريع العلمي والتقني وانفتاح الثقافات
والتغيرات السلبية والأجابية التي تبعته وتغلغل هذه التغيرات في أجيالنا جيلآ بعد جيل
زادت الهوة الثقافية وأصبحنامجرد مقلدين لكل
ماهو وافد علينا
كشلة الدجاج في قصيدة
أحمد شوقي
التي فتحت أبوابها لديك هندي وبعد حين أصبح هو الأمر والناهي في
ذلك البيت
فما لاشك فيه أن الأصالة
كالنهرالجاري المتحرك الذي
لايعتريه السكون ولايتوقف عن التدفق
وهي النبض الذي لايستجيب لروح العصر
وهي النبات الذي لايتردد
في امتصاص العناصر التي تحثه علي الأستمرار
والتحسن والنمو
فإذا صار جمد وركد أصبح
مستنقعآ متعفنآ
وإذا كف عن الأمتصاص أصبح هشيمآ تذروه الرياح
فنحن أصبحنا مجرد مستقبلين نستقبل كل ماهو
وافد دون أن نقف لننهض
بأصالتنا الإسلامية التي لازالت
هي الحاجز الوحيد في حمايتنا من الأندماج في الأخر
فهي الحد الذي يحجز طغيان تلك الأثار
وهي القاعدة الأساسية الراسخة في بناء مجتمعنا
وهي التربة الخصبه التي تنتج الأجيال ثمارآ ليشربو من مقوماتها
فقد كانت أصالتنا منبع الحضارات ودليل العالم
في كيفية السير فكانت نعم الأصالة عربيآ وثقافيآ ومعماريآ
أصالة شاملة كامله متكاملة
وأصبح هذا الأصاص الصلب والأرضية الثابتة
التي تنطلق بنا نحو التجديد والتحديث المقنن
الذي لايخالف الشريعة
وصائنآ لحياة المجتمع
يتلاشي تدريجيآ في واقعنا
المعاصر وأصبح الصراع
بين الأصالة والعصرنة قويآ جدآ
حتي لامس التغير جدران بناءاتنا وأستبدلنا بيوت الشعرالتي تبعث الراحة
والأستجمام بالجدار السميك
والنوافذ ذات اللون الأسود
الذي يبعث الحرارة وضيقة الصدر
ونسينا شواهد أصالتنا الثابته الي الآن
في وجه عوامل التعرية
كقبة الصخرة ومدينة البتراء
ومدينة بابل وغيرها من الشواهد الأثرية
ننظرإليها بتعجب كأي زائرآ
أجنبيآ يبهره مايراه
ولانفكر بالنهوض بها
وأعادة ترميمها من جديد
لنعيد ترميم أصالتنا ونبدع
كما أبدعو ونتعلم لو الشئ
اليسير من أبداعاتهم
فشتان بين أن نطور ونبدع
وبين أن نقلد وننقل الفيروسات
وماأكثرناقلي الفيروسات في زمن العولمة
فلاشك بأننا نحتاج الي وقفة
حتي نعيد التمسك بأصالتنا من جديد
ونجمع بين الأصالة الراسخة المستديمة
والتجديد والتحديث الإيجابي
بطرق سليمة وخطي واضحة تجعلنا أكثر ابداعآ
ووفاء
والأهم أن نغربل كل ماهو وافدآ وحديثآ علينا
من الثقافات المختلفة
فالذهب الأصيل لايعرض
للشغوفين به إلا بعد تمحيصه وتنقيته من الشوائب
الأصالة تنادينا
بقلم أختكم في الله:
دمعة خشوع
12/10/2011