بسم الله والصــلاة والســلام على رسول الله ..
إنّ كلماتنا ..ستبقى ميتة أعراسا من الشموع لاحراك فيها جــامدة ..
حتى إذا متنـــــــا من أجلها ..
انتفضت حيّــــــة ..وعاشت بين الأحيـــــاء ...
أبومحمد .. الشيخ عبدالله عزّام
أحبتنا في الله ...
هذه كلمــات ..قد صرخ بها لسان الشيخ المجــاهد عليه رحمة الله ..
فعلم وأراد ان يعلمنــا ..بأنّ الكلمــات لاقيمة لها ان لم تحققها في حياتك ..
لانزال نتكلّم ..ولانزال نصرخ بأعلى صوتنــا ..
بقلوب محترقه ..وأعين باكية على حال أمّتنـــا ..
تنتفض أجسامنا غيرة على تلك الأمّة ..
فتطلق قلوبنا كلمات حارقة خرجت من عمق براكين ثائرة ..
نخرجها ..علّها تصل الى تلك النفوس الخاوية فتنهض للذود عن حماها وتشاركنا همومنا ...
ولانزال نكتب ..ولانزال نتكلّم ..
ولكن أين من يستمع ؟
وأين من ينهض ليلبّي ؟
(أم على قلوب أقفالها ) نسأل الله الســلامة والعافية
لاتزال تلك النفوس غارقة في سباتها ..
قد حفظت من كلمــاتنا الكثير ..
ترددها كالببغاوات دون ان تعي حقيقتها ..
وان زدت في الكلام قيل لك قد سمعناه من قبل وحفظناه فأت لنا بغيره ..!
سبحــان الله ..
ومن هنــا انطلقت تلك الكلمــات لتقول لك ..
امضي على هــدفك ..
وسر على دربــك ...
وواصل دعوتك وحديثك وكتاباتك ...
فسيحفظها الحافظون ..
ولكن ..لن يدركوا قيمتها إلاّ بعدما يرونك قد سبقتهم الى تطبيقها ..
لن يدركوا قيمتها ..
إلاّ بعدمــا يرونك منطرحا على الأرض ..مسجّا بدمائك النقيّه ..
قد متّ ثابتا على تلك المباديء ..مضحيّا لأجلها ..
سيدركونها ..
عندما يراجعوا تلك الكلمــات مرّة أخرى ..
فيربطوا بين صورتك وقد غطتك الدمــاء ..وبين اللهيب في معاني تلك الكلمــات ..
نعم إخواننا في الله ..
تلك الأمّـــة ..لاتريد منك ان تكثر الحديث والدعوة ولازلت قاعدا على أرجوحتك وكأنّك قد أديت كما أدى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ..!
تريد منك ..ان صرخت بــ ( ســـابقـــــوا ) تكن أوّل السبّاقين ولسان حالك يقول : ألحــــــــقوا بي..
لاأن تقول( اسبقوا ) وسآتي لاحقــا ..!!
حتى إذا متنــــا من أجلها انتفضت حيّة وعاشت بين الأحيــاء ..
وثق ..
أنّك مادمت قد أخرجتها من قلب صادق غيور فلن تضييع مع الريح ..
قد تظلّ مكبوته لزمن ..لكنّ مصيرها أن تخرج ..
سواء كنت حيّا فترى آثارها ..أم قد سبقت فخلّفت لأمّتك شمعة تنير لمن خلفك الدرب ..
وأخيرا ..
الى كلّ غيور على أمّته ..عازما على نصرة دينه ..
هذا هو الدرب ..
وهذا هو الطريق ..
طريق البـــذل في سبيل الله ...
قد يكون شاقّا ..ولكنّ روعته تسبق الى القلوب فتخفف عنها مصائبه ..
قال تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من سنتظر ومابدّلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم )
فالنصــدق مع الله ..
ولنبذل في سبيل الله ..
ولنرخص الدنيــــا كلّها وننصب أعيننا نحو هدف إعلاء كلمة الله ..
حينها سيجزي الله الصادقين بصدقهم ..
وسيجعل كلماتهم تلك نورا يضيء للسالكين في عتمة الليل بإذن منه ورحمه ..