هذه العادة أو العرف نشأت لهدف حميد وهو مساعدة المتزوجين وخصوصاً ذوي القدرات المالية المتدنية الذين أوضاعهم لا تساعدهم على الإقدام على الزواج ...
( وهو ما تسعى إليه الآن الجمعيات في بعض مناطق المملكة والتي تساعد المتزوجين وتدفع بعضاً من تكاليف زواجهم , أو بجعل الزواج جماعياً بحيث تقل تكاليف الزواج )
ولأن في بلادنا تتحول بعض الأمور ذات الأهداف الحميدة إلى عادات يعمل بها إلزامياً , يجبر عليها كل فرد من أفراد المجتمع , فقد تحول الهدف الرئيسي من ( القود أو العانية في الزواج ) , إلى عادة إلزامية تدفع للمحتاج وغير المحتاج , والقادر وغير القادر , وابتعدت كثيراً عن جوهرها الذي اختفى تحت قشور البهرجة والبذخ,,
فنرى الآن تلك الأموال النقدية وغير النقدية التي تساق إلى كل متزوج تحت مسمى ( القود أو العانية ) وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا المسمى , لأن من يدفعها وإن كان قصده شريف إلا أنه بذلها في غير وجهها الحقيقي , فما الفائدة أن يعان شخص يملك من الأموال الكثير , ويترك شخص لا يستطيع أن يسكن بيتاً متواضعاً ...
ولنأخذ الأمر من جهة اخرى بعيدة عن حاجة المتزوج للإعانة والمساعدة ... ولنطرح على أنفسنا بعض الأسئلة ...
ما الفائدة من مساعدة شخص على الزواج , وإجباره على إعادة تلك الأموال في أقرب فرصة زواج ؟!!
أين الهدف الحقيقي من المساعدة ؟ إن كنا ننتظر القود أو العانية ممن ساعدناه في وقت سابق ؟
لقد أصبح القود عادة .. وهذا بحد ذاته خطأ .. لأن جعله عادة يصوره على أنه إجباري.. وهو في الأصل نفل لا واجب ..
فمن أراد أن يعين بنفس طيبة وعن طيبة خاطر دون انتظار رد الكرم بمثله .. فهو والله أمر حسن ..
أما من يعين متزوجاً .. وهو منتظر لرد ما قام به ... فهو والله فعل الخائبين قليلي المروؤة ..!!
وكلنا يعلم أن هناك ( سجلات أو دفاتر ) توضع في بعض الزواجات ,, ليسجّل فيها كل من دفع مالاً ( من ريال وحتى المليون ) .. والهدف منها معروف .. وهو ردها له في أي زواج له يلوح في الأفق .. !!
إنني أتعجب من تلك الأفعال .. وهل تندرج تحت مسمى ( النخوة والسخاء ) ؟!!!