تقترب ملامحك ياسيدتي تتوهج في ناظري.. تنساب ضوءا إلى أعماقي ..تحتضنك شغافي لتمتزجين بنبضات قلبي ..تلونينها بألوان الطيف وتدفئينها ... تحيلين العتمة ضياءاّ ... لست أدري كم من الأزمنة قبعت في محطات الإنتظار؟؟ حتى ملني الإنتظار ... أتيت على غفلة من الزمن المغدق علي تعاسته ... لم يلحظك عندماعبرت محطات الإنتظار وإلا فهو متربص بي . لن يجعلك تصلين إلي!!! أنتظرتك آلاف السنيين في محطات غربتي. . لم يأت منذ الزمن الغابر إلا بعض من الصقيع الذي يبس أوراق عمري .. لم أصدق عندما رأيت ملامحك تدنو وتقترب
كحلم يعبر مقلتي وينأى قبل أن تكتحل به العين .... أشباح
الأماني تأتي مخيفة تنمو ليلا بين الأجفان كعوسجة الليل
وينضجها السهد لتحترق قبل طلوع الفجر.. وأغسل تلك المحرقة
بدمعة تنساب من عيني..... أرأيت من يبكي عوسج الأجفان
غيري؟؟؟ أتيت فأمتزج بعبقك المكان وتحول العوسج إلى ورد و
أضأت كل ماحولي تحولت عتمة اليأس إلى أضواء خافتة لشموع
توقد ها الأمنيات ... ملأت روحي اخضرارا . أتأمل ملامحك
وأنسجها على مرآة الألم المثبتة على جدران قلبي لتذيب بعض
مواجعي... تضعين روحي بعد الصقيع على نار هادئة تدفأ شيئا
فشيئا تتسلل همساتك الجمرية إلى أعماق الجليد فتذيبه... تأتي
همستك كنغمة ناي أتعبته المسافة, لكنها تحيل أوراق الخريف
المصفرة ربيعا ... من ملامحك يشتف الربيع لون أوراقه
وزهوره. تحلق آمالي كفراشة مجنحة حول اخضرار الأماني ...
تتبرعمين رغم شح الغيث على ضفاف أوردتي تغوص جذورك
في شراييني حباً.... تتشعب حتى تستولي على كل الخلايا. لم
يبق ليء شيء أمتلكه إلا بعض من نفس أردده وهو يمتزج بك...
أتمنى لوأن لي في كل جارحة فم ويد وعين لتقبل وتحضنك وتراك.... تتسلطين على قلبي بفلسفة الحب الخطرة.. أمتزج بك لحد التناسخ أراك في كل شيء حولي .. أجدك قوة جدلية تتعامل مع العقل والروح . أقرأ ملامحك ياسيدتي وأتفحص عينيك المثقلتين بالحزن فأجد نفسي حزينا عليك لا على نفسي لأني بلغت مرحلة التناسخ . أجدك جنونا جمالا إنقلابا ..تأتين محمولة على التيار الشعوري واللا شعوري. أكسرحواجزك النفسية فتعودين لبنائها بصخور لاءاتك المتكررة. تنهارين في لحظة من ندم تهرقين دمعة أكفكفها وأغسل فيها إبتسامتي أربت على كتفيك فأنتزع بل أزرع إبتسامة مشرقة مل ء عينيك فهما وطني الذي أفقد كل شيء بدونه وأعيش شريداً ...وطني الذي صنعته أحلامي المجنونة .وطن عروشه من الكادي تمتد فيه حقول القمح وعصافير البوح تعانق تلك السنابل على أهداب وطني يتهادى الغيم ليظللها هكذا أنت فهل يوقظني ألم التشرد ذات دمع ؟؟ ربما فقد أنتظرتك شهورا أين أنت أيها الراحلة أجدك ولاأراك أجدك بين جوانحي فهل تتوهجين ذات مساء؟؟