[align=center]من الجاني ومن الضحية في جريمة الشرائع
ناصر تخلص من قيوده وباغت والده برصاصة الموت
تركي السويهري (مكة المكرمة)-تصوير: صالح باهبري
وضع ابن (عاق) الفصل الاخير لسيناريو قسوة والده تجاهه وتجاه اشقائه على مدار السنوات الماضية.
ولم تتوقع (عكاظ) التي نشرت قبل 20 يوما حادثة بعنوان (القبض على اب قام بتعذيب ابنه) ان تكون هذه الواقعة بداية لجريمة قتل هي نتاج تراكمات عدة سنوات حيث اردى الابن والده قتيلا في منزلهم بالشرائع بمكة المكرمة, مختتما بذلك (على طريقته وحسب تفكيره) مسلسل العذاب متناسيا ان الرصاصات التي قتلت اباه فتحت ملفا داميا حول العقوق قبل ان تودعه السجن انتظارا لحكم العدالة.
بداية السيناريو
وامس نشرت (عكاظ) تفاصيل جريمة القتل بعنوان (ابن يقتل والده رميا بالرصاص) وتعود خيوط القضية الى 23 رجب الماضي حينما نشرت (عكاظ) تفاصيل قصة اعتداء قام بها الاب على احد ابنائه (ضيف الله -17 عاما) بدعوى تربيته لتغيبه عن المنزل حيث ربطه بالسلاسل في مؤخرة سيارته وتوجه بها الى وادي المغمس بمكة المكرمة, وهنا أجبر ابنه الثاني الاصغر (بندر) على قيادة السيارة, فيما انشغل الاب بجلد ضيف الله ضربا مبرحا بسلك معدني حتى تسببت جروحه في رأسه واقدامه بتعرضه لاغماءة, ليضعه الاب في صندوق السيارة الخلفي ويوثقه بالسلاسل مجددا, وسرعان ما ضبطته دوريات امن الطرق, لتنقذ حياة الابن المصاب الذي تم نقله الى مستشفى الملك فيصل واسعافه, وهنا خضع لعناية طبية فائقة, اما الاب فتم تسليمه لشرطة المعابدة التي أخذت تعهدا عليه بعدم تكرار الاعتداء. ويبدو ان اقرار الاب على محضر الشرطة والتعهد كان (حبرا على ورق) اذ عاود تصرفاته التي مارسها بحق ابنائه منذ سنوات وعقب طلاق زوجته التي اقامت في الكويت, وتعذيب ابنيه ضيف الله وبندر (15 عاما), عكف على استدراج ابنيه الآخرين , منصور (23 عاما) و ناصر (21 عاما) للحضور الى المنزل بعدما اقاما لدى بعض الاقارب في القصيم.
وما ان نجح في خطته وطالت يداه الابنين حتى حاول تعويض ما فاتهما من تعذيب وقساوة اذ وثقهما بالسلاسل وتفنن في ضربهما بالاسلاك مرة والخيزران مرات اخرى, ولا يفك قيودهما الا وقت الصلاة حيث يسمح لهما بتأديتها داخل المنزل وتهديدهما بسلاحه (الربع) بقلتهما ان حاولا الفرار.
ورغبة في تكريس العذاب مارس ضد الاخوين طريقة تسليط كل منهما على الآخر.
التخطيط للجريمة
ولم يتحمل (ناصر) قساوة الاب, وسرعان ما ملأه كيد الشيطان بعدما سلم له عقله, واصبح همه الاكبر في كيفية التخلص النهائي من هذا الاب, دون التفكير في اي شيء, واستعان بشقيقه (ضيف الله), وبيتا النية بقتله بمسدسه الذي لطالما سلطه على رؤوسهما وشقيقيهما صباح مساء.
ومع الصباح (السادسة وخمس واربعين دقيقة) بدأ الشقيقان في تنفيذ سيناريو اليوم الاخير لقساوة الاب الذي تدبراه جيدا طيلة مساء الاثنين الماضي.
فتسلل ضيف الله الى سيارة الاب لعلمه المسبق باحتفاظه بالمسدس في درجها وهشم نافذة السيارة وتناول المسدس وعاد به الى المنزل.
وهناك كان شقيقه (ناصر) قد تمكن من فك قيوده التي اعتاد على النوم بها وتلقف المسدس من اخيه.
اما الاب فكان يغط في نوم عميق ولم يدر في خلده ان ابناءه يكيدون له شرا وكعادته استيقظ في العاشرة صباحا وفور خروجه من غرفته متجها الى غرفهم, فوجئ بابنه (ناصر) يواجهه بالمسدس ويطلق نحوه رصاصة اخترقت رأسه (بين العينين) ليلفظ انفاسه في الحال.
ولم يحتمل الابن القاتل دماء والده, وابلغ الاجهزة الامنية مدعيا شرف قتله والده.
وعلى الفور باشرت الجهات الامنية الحادثة بقيادة كل من مساعد مدير شرطة العاصمة المقدسة للامن الجنائي العميد مساعد الهباش, مدير التحقيقات الجنائية العميد تركي القناوي,
مدير قسم شرطة الشرائع العقيد صالح المحياني رئيس وحدة البحث بقسم شرطة الشرائع الرائد سعد بن عبدالعزيز الزهراني, ضابط التحقيق الرائد عبدالله الزهراني, خبير مسرح حادث بالادلة الجنائية النقيب محمد الاحمدي, من بحث شرطة الشرائع الرقيب مطلق المطرفي.
آراء الجيران
استيقظ سكان حي الشرائع على الحادثة ولسان حالهم يقول (ماذا حدث?), فالاسرة التي جاورتهم منذ نحو ثلاثة اشهر, لم تكشف عما يدور داخل جدران منازلهم حيث كان الاب (القتيل) حريصا على عدم تسرب اي انباء حول تصرفاته تجاه الابناء الذين ملأهم الخوف من انتقامه فأخفوا علامات تعذيبهم.
وقال حامد القرشي انه لم يتوقع ان تكون تلك الدماء والجروح التي رآها بعينيه في قدم الابن ضيف الله هي نتاج لتعذيب, وما بدد اي اعتقاد (والحديث للقرشي) اجابات الابن حيث افاده بأن الجرح الذي تتقاطر منه الدماء نجم عن سقوطه.
واضاف القرشي.. ان (بندر وضيف الله) كانا حريصين على الصلاة في المسجد وتميزا بالتعاون والاخلاق.
واتفق معه امام مسجد الحي الشيخ سعيد الغامدي الذي اكد ان الابناء لطالما تسابقوا على الصلاة في الصف الاول واصفا الحادثة بأنها فاجعة لم تكن نعرف فصولها الخفية.
واوضح متعب العتيبي انه تابع الابناء وهم يرتادون حلقة الخضار والفاكهة في الثالثة فجرا للبيع والشراء وقال: علمت ان الاب حدد لهم حصة يومية يجب ان يوفروها من خلال عملهم وتصل الى 600ريال حتى ان الابناء احيانا كثيرة يستدينون من الجيران لاكمال المخصصات الاجبارية خوفا من انتقام الاب. [/align]