صدر عن دار أثر للنشر والتوزيع الكتاب الثالث للشاعرة والكاتبة السعودية سهام محمد بعنوان"أصيرُ عدماً" وهو عبارة عن مجموعة نصوص شعرية(قصائد نثر)في 112 صفحة من القطع المتوسط لوحة الغلاف الفنانة التشكيلية مشاعل الكليب وصمم الغلاف الفنان مهدي عبده,من عناوين النصوص"في تعريف العالم,لايتوقف عن الركض,الولد الشيوعي,انتحار مشترك,سين ميم,البنت المخبولة,إلى رفيق اشتراكي,بارانويا,تخاطر القدر,الحب يلتقط صورنا التذكارية,يرقص السالسا"والعديد من النصوص,كتب على الغلاف الخلفي للكتاب الشاعر السعودي علي الحازمي:بلغة شعرية جديدة تنبض بالحياة تستثمر الشاعرة سهام محمد معطيات لحظتها الراهنة لتطل علينا في هذا العمل الشعري اللافت.في هذه المجموعة الشعرية نحن إزاء إحساس عالٍ بالشعر وصيرورته في الوجدان والمخيلة. سيجد القارئ نفسه في أوقات كثيرة أنه أمام نهر متدفق من الدهشة والجمال.لغة شابة طازجة،قاسية و طرية،نزقة وحكيمة،فرحة ومتألمة،تفصح في تجليات أحلامها وآلامها عن نكهة شعرية مختلفة.تجهد في العثور على فضاء فريد بحساسية عالية تجاه ذاتها والعالم تطرح سهام محمد في هذا العمل مقترحات شعرية جديدة ناجزة،للخلاص من ظلال مصاحبة يفرضها إيقاع اليوميات المضنية.إنها قدرة الشعر،في أبهي صوره الممكنة،على مقاومة قبح هذا العالم.

من النصوص:

-في تعريف العالم

العالم : عجوز مصاب بالزهايمر .

حاوية قمامة .

شاعرٌ مجنون.

العالم : تفاحة يأكلها الدود .

لحمة نتنة يقضمها كلب .

جثة على الرصيف .

العالم : ضرس ينخره السوس .

قطة مدهوسة .

داء عضال .

العالم : رصاصة في قلب شهيد .

راهب شاذ .

يد جزار.

العالم : عين مسخ .

كومة خراب .

كوكب من القبح

و الدمامة .

العالم : فيلم مرعب يُعرض الاَن في شاشة السينما

وأنا المتفرج الوحيد الذي سئمت قدماه

من الوقوف الطويل ولم يعثر على كرسي ..


-البنت المخبولة

هذه البنت التي تطاردك

في الأزقة

و المقاهي

و القصائد

و الكتُب.

البنت التي تمثل

دور الشجرة

أمام بابك.

ودور الصديقة

في حياتك.

هذه البنت

الغريبة

المجنونة


المخبولة

بداخلي

تُحبكَ بِنَزِق الجاهلية ورب الحياة ..


-جثتي

جثتي

المبللة بدم الغياب

وشعراء ما بعد الحداثة

جثتي العالقة

في مقبرة ما

تتلصص عليك

من نافذة القبر

لو أنك عبرتَ أمامها الاَن

وقلت لها : اشتقت إليكِ .

ستبعثُ على قدمين

لتقول لك : أحيا بك ..


-كُنت تُحبني

كنت تُحبني و كانت الحياة

كقصائد الفونسينا

كروايات دوستويفسكي

كجنون فوكو

و كمعلقات الجاهلية ..

كنت تُحبني و كانت الحياة

تحتسي القهوة برفقتي

نلعب الغميمة

ونعيش لحظات أكثر من جميلة ..

كنت تحبني وكانت الحياة

متصالحة معي

تحتويني بين ذراعيها

وتغني لي

الآن الحياة تعبرُ من جانبي

ولا تبادلني حتى التحية ..