أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أنيسي كتاب الله
كتبتُ هذه القصيدة (أنيسي كتاب الله) معارضاً معلقة امرىءِ القيس المشهورة، وكأني به حضر في هذه الأيام ورأى إقبال الناس على تعلم القرآن الكريم في الحلْقات؛ فالتحق بها، وأعاد النظر في معلقته .

أنيسي كتابُ الله في كلِّ منزلِ *** سعدْتُ بآياتِ الكتابِ الْمُنَزَّلِ
هو النورُ والبرهانُ في كلِّ حلْقةٍ *** بسِقْطِ اللِّوى بين (الدَّخول) و(حوملِ)
فيا حافظَ القرآنِ عشتَ مكرّماً *** سعيداً؛ فلا تهلِكْ أسىً وتجمّلِ
وإن شفائي آيةٌ من سطورهِ *** فذا فرحي فيه، عليهِ مُعوَّلي
تضوّعَ منه المسكُ والطيبُ والشذا *** وروضاتُهُ جاءت بريّا القرنفلِ
وفاضتْ دموعُ العينِ مني صبابةً *** عليهِ إلى أن بلّ دمعيَ مِحْمَلي
ألا رُبّ يومٍ للتحَلُّقِ صالحٍ *** ولا سيّما يومٍ كذا ضمّ محفلي
ألا فأعينوني على سُبُلِ الهدى *** ولا تبعدوني عن جناه المُعلّلِ
قلوبُ محبي الذكرِ بيضاءُ كالصفا *** جوانبُها مصقولةٌ كالسجنجلِ
لها في مقامِ العزِّ كلُّ فضيلةٍ *** غذاها نميرُ الماءِ غيرُ محلّلِ
فأهلُ كتاب الله أهلٌ له كما *** بذا أخبر الهادي الأمينُ فرتلِ
كما رتلوا القرآن وارقَ رقيَّهم *** وعـند خطاب الله قف وتأملِ
فهم أهل إحسانٍ وخيرٍ ورحمةٍ *** وأخلاقهم من هدي أفضل مرسلِ
أضاؤوا ظلاماً في العشاءِ كأنهم *** منارةُ مُمسى راهبٍ متبتّلِ
إلى مثلِهم يرنو الحليمُ صبابةً *** فهم قدوةٌ مثلى لأهل التعـقلِ
وهم في قيامِ الليلِ يُفنون عمرَهم *** ألا أيها الليلُ القصيرُ ألا: (طُلِ)
وإن جاءَ طمّاعٌ فقل: إن شأنَنا *** قليلُ الغنى إن كنتَ لمّا تموّلِ