عندما تتراقص النساء لدينا على نيران شهوات الرجال
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8- مارس)
نلاحظ دائما ... وخاصة في مجتمعاتنا ... هوس الرجال بالنساء ...
وخاصة عندما يكون هنالك نقد ..
فكثير من النساء في شتى المجالات ... ولنذكر المجال الادبي على سبيل المثال ..
لا يحصلوا على النقد البناء الفعلي ... بل يغلب عليه التصفيق ... والمدح ... على حساب كل شي ... وعلى عكس الرجل ... الذي دائما يكون محل الانتقاد والقدح في بعض الاحيان ...
لماذا لا تتم معاملة النساء لدينا ...
بدون رياء او نفاق .. فمالذي سنجنيه عندما نمتدحها.. وهي لا تستحق المديح فعـــــــلاً ..؟!
الم يكفي بأن النساء لدينا اقل درجة في الثقافة والعلم ... وعندما تواجه الحياة الحقيقية تصبح مثل فقاعة رغوة الصابون ... لا تستطيع المواجهة ... لأنها اعتادت على المديح والتصفيق ... وأوهمها الرجال بأنها خرافة زمانها ..
لماذا لا نشعر بقوة علم النساء لدينا "لا تقولوا لي بسبب سلب حقوقها وكبتها اجتماعيا.. لأن الامثلة كثيرة على النساء اللواتي حصلت على فرصهم ولم يغتنموها"... وزعزعة ثقتنا بهم ... فلم اشاهد يوما امرأة فعلا استطاعت الاستحواذ على اعجابي في أي مجال حتى في تصميم الملابس النسائية الا القليل منهم .. يكاد ان يعدو على الاصابع العشر ..
فعندما تذهب الى المستشفى ... فانك لا تثق بالطبيبة ... اذا كنت فعلا تريد العلاج لا للترويح عن الروح ومداعبة الجنس اللطيف بعيناك ... طبعا هذا بالنسبة للرجال ... والنساء ايضا كذلك ... الكثيرات يعترفون بانهم لا يثقون بالطبيبة نهائيا او جزئيا ... وترتاح للرجل لاحساسهم بتمكنه من مجال تخصصه ..
وعلى ذلك تستطيع ان تقارن في شتى المجالات ايضا وليس المجالات لطبي فقط ...
سؤالي هو ... لماذا ..؟!
صور عديدة لقصور نجاح المرأة عند توليها لزمام الأمور:
- الخدمة المدنية - الفرع النسائي: اسألوا اي امرأة احتاجت يوما بأن تراجع الفرع النسائي وكيف تكون المعاملة فاترة "غالبا" والتهميش دائما واي استفسار او سؤال من النادر ان تجد من يشبع تساؤلاتها .. وكم تتمنى المراجعة ان تكون الخدمة المدنية بيد الرجال !
- المستشفيات : من النادر ان تثق المريضة بأن تعالجها طبيبة .. وتشك في قدراتها.. وايضا لاغلب من يعملن في القطاع الصحي تكون الثقة من قبل المراجع او المراجعة ينتابه الكثير من الشك .. فكيف يثق المريض/المريضة في شخص يحمل زينة كاملة ومكياج صارخ ومن ثم يدعي بأنه انسان علمي "ماشفت الشي هذا الا عندنا وفي لبنان فقط ..في امريكا بتكون مسخرة لو وحده تسوي مثل اللي عندنا من لبس ومكياج وعطور صارخة"
- الكليات: غالبا ما يلجأن الطالبات الى الذكور في انهاء مراجعاتهن .. ويدعون ربهم بأن يكون المسؤول ذكر لا امرأة .. لماذا ؟
- المسؤولين: عندما تكون امرأة مسؤولة عن النساء كأن تكون رئيسة قسم او ما شابهه ..دائما ما تكون المعاملة غريبة وقاسية ضد المرأة .. لماذا ؟
- .....الخ
لماذا احترق فهرا عندما اشاهد بنت بلدي في الخارج تخرج ابداعاتهاوتنافس نساء الأرض وتكون فعلا ناضجة وامرأة حقا وليس كالمراهقات المتحررات لدينا .. حيث يصبحن في الخارج لا يهمهن الا العلم وان يكوتوا فقط انسان كامل .. يتمتع بثقة كاملة ويفرض احترامه على الجميع في المعاملة وليس كما هو حاصل لدينا..لماذا لا يحصل الا في الخارج وليس لدينا .. ما ذنب حرمان الكثيرات مما يحصل من هبة الحياة لمن سافروا للخارج !
هل السبب انها "الأنثى" خرجت من عزلة التصفيق والمدح والخداع الى عالم يتعامل مع كلا الجنسين كإنسان فقط .. بغض النظر عن جنسه/جنسها .. عالم ينظر من خلال عقله الباطني لا اهواءه وملذاته.
مجتمعاتنا منقسم الى قسمين .. قسم محافظ "بغض النظر عن مذاهبهم" وقسم متحرر عن التقاليد والدين .. فالقسم الأول معظمهم يخشى على نساءه من القسم الثاني الذي يريد الثمالة بأنوثة المجتمع والتمتع بمعالم التحرر الذي سيضمن له العيش في مجتمع لا يكبح غرائزه الهائجة .. بل يهيجها ويزيد من لوعتها اكثر فأكثر.
تحرير المرأة يبدأ من تحرير النساء من غول شهواتنا وغرائزنا .. واعطائها احترامها الأنثوي العفوي .. وحينها سنجد ما تحلم به كل إمرأة ناضجة تعيش في مجتمع صحي ناضج انهى فترة مراهقته.
رد مع اقتباس
