السلام عليكم
قال الشيخ: ذات يوم اتصل بي أحدهم، وأخبرني أن لديه مبلغاً من المال، ويريد أن يصرفه في
أحد أوجه الخير. فقلت له: أمهلني يوماً لأبحث لك. وكان بعض الإخوة يريدون أن ينشئوا موقعاً
إسلامياً على الإنترنت. في اليوم التالي اتصل بي، فأخبرته عن ذلك ثم اتفقنا على أن يودع المال
في حسابٍ ما. وفي نهاية المكالمة شكرني ثم قال لي: يا شيخ تراني مني مطوّع!؟ "
توجد فكرة شائعة بين كثير من الناس، وربّما بشكل خاص في السعودية. هي أن تكون ملتزماً أو
لا تكون أي أبيض أو أسود.
الناس بتطبيق هذه الفكرة يحرمون أنفسهم خيراً كثيراً. فقد يتراجع شخص عن فعل أمر خيّر لأنه
يقول في نفسه: آه أنا مني مطوّع.
الصحيح أن هنالك منطقة رمادية واسعة أو أن هنالك خط يبدأ باللون الأسود ويتدرّج إلى أن يصل
في نهايته إلى اللون الأبيض.
معظم الناس عندما (يلتزمون) يكون ذلك بقفزة واحدة - ربّما يكون في القفزة تراجع وتذبذب إلى أن
يحصل الثبوت- لكن هدفي من الموضوع أن هذا لا يمنع أن الشخص إذا لم يكن ملتزماً فإنه لا
يستطيع أن يعمل الطاعات من أجل أن يرتقي، وقد تكون هي طريقنا إلى الالتزام.
ويبقى الالتزام هو الشيء الأهم إذ أنه علينا ألاّ تجعلنا هذه الطاعات نكتفي بها بدلاً من الالتزام.
منقووول