البنات والجامعة
لا أعرف ما إذا كانت هناك سياسات تعليمية غير معلنة تفرضها الظروف الوظيفية والاجتماعية الراهنة حتمت بعض الإجراءات التي قللت من نسبة قبول الطالبات عكس ما هو عليه الوضع مع الطلبة..
لكن ما أعرفه جيداً هو أن رسالة من القارئة «ريم سليمان.ف» تقول فيها بأن خبراً قد نشر في جريدة «الرياض» بتاريخ 16 شوال وحدد النسبة للطلاب الذين يحق لهم التقدم للدخول ب (73٪) فما فوق، أما البنات فقد تم تحديد نسبة (90,5٪) فما فوق، وهي ترى بذلك ظلماً صارخاً وإقصاءً للبنات عن الحصول على التأهيل الجامعي ثم الدراسات العليا.. في مثل هذه الحالة ربما يكون المقصود صرفهن لنيل دبلومات تخص علوماً ذات علاقة باهتمامات الحياة الاجتماعية..
هذا مجرد افتراض تلغيه تماماً رسالة أخرى من القارئة «زهراء عبدالمحسن.ف» وتذكر أنها تخرجت عام 1425ه وحصلت على معدل عام قدره (96,61٪) وكانت أمنيتها أن تدخل تخصصاً طبياً ولكن نظراً لتضارب مواعيد التقديم والامتحان (لماذا؟) لم تستطع أن تتقدم لجامعة الملك فيصل أو جامعة الملك عبدالعزيز لكنها تقدمت لعدة جهات منها جامعة الملك سعود - الكليات الصحية.. وقد اجتازت امتحان القدرات لدخول المقابلة ولكن للأسف لم يتم ترشيح اسمها للمقابلة.. مما اضطر صاحبة النسبة (96,61٪) إلى التقدم لبكالوريوس التمريض لكن أيضاً لم يتم ترشيح اسمها ونفس الشيء حدث لها مع الحرس الوطني..
تقول إنها أصيبت بدهشة.. وتتساءل: كيف نطالب بنسب عالية ثم لا يتم الاهتمام بها؟.. وتتساءل أيضاً: لماذا سهرت سنوات طويلة.. هل كي تجلس في البيت أو تبحث عن وظيفة بالأجر الشهري؟.. تساؤلات معقولة..
الطالبة «ريم سليمان.ف» تتساءل: لماذا ترسيخ ظاهرة اختلاف التعامل بين الفئتين البنت والولد؟.. وأليست منها تبدأ مسألة الاهتمام بحقوق المرأة؟.. تقول: لقد حفيت أقدامنا كثيراً، تعبنا، سهرنا، فماذا تريدوننا أن نفعل كي تلتفتوا إلينا؟..
أجزم أن مشكلة الطالبتين ليست هي الوحيدة فهناك كثيرات وكثيرون أيضاً من الطلبة يتحدثون عن الخلل في مجالات القبول.. وهناك من يشير إلى ظاهرتين استفحلتا في هذا الشأن.. الواسطة.. التي تلغي مقاييس التقييم، وأيضاً الاستقطاب السلوكي عند بعض المتشددين الذين يفضلون فئة من نوعيتهم على أخرى أكثر تفوقاً.. وهي ظاهرة موجودة أيضاً في بعض مستشفياتنا..
منقووووووول من جريدة الرياض