[align=center]
من المعلوم أن الله-جلَّ وعلا-أسبغ علينا نعمًا كثيرة
ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم.
والشكر قيد النعم، إذا شُكِرَت النعم؛ اتسعت، وبارك الله فيها، وعَظُم الانتفاع بها،,,
ومتى كُفِرَت النعم؛ زالت، وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة.
فالنعم أنواع منوعة:
* نعمة الصحة في البدن والسمع والبصر والعقل وجميع الأعضاء.
* وأعظم من ذلك وأكبر: نعمة الدين والثبات عليها والعناية بها والتفقُّه فيها،
قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا}[المائدة: 3]
وقد أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب حتى أبان لعباده دينه العظيم، ووضحه لهم
ثم وفقك أيها المسلم وهداك حتى كنت من أهله.
فهذه النعمة العظيمة التي يجب أن نشكر الله عليها غاية الشكر.
وإنما يعرف قدرها وعظمتها من نظر في حال العالم وما نزل بهم من أنواع الكفر والشرك
والضلال وما ظهر بين العالم من أنواع الفساد والانحراف وإيثار العاجلة والزهد في الآجلة.
وإنما تُعْرَف النعم وعِظَم شأنها وما لأهلها من الخير عندما يعرف ضدها في هذه الشرور
الكثيرة وما لأهلها من العواقب الوخيمة.
فمن فكَّر في هذا الأمر وعرف نعمة الله عليه؛ فإن الواجب عليه أن يشكر هذه النعمة
بالثبات عليها، وسؤال الله سبحانه أن يوفِّقه للاستمرار عليها حتى الموت ،,,
والحفاظ عليها بطاعة الله وترك معصيته، والتعوذ بالله من أسباب الضلال
والفتن ومن أسباب زوال النعم.
وعليه أيضا شكر النعم الأخرى غير نعمة الإسلام؛ مما يحصل للعبد من الصحة والعافية
وغير ذلك من نعم الله عز وجل الكثيرة، كالأمن في الوطن والأهل والمال.
وقد يكون سوقها إليك أيها العبد من أسباب إسلامك وإيمانك بالله ,,,
وقد يكون ذلك ابتلاءً وامتحانًا مع كفرك وضلالك.
قد تمتحن بوجودك في محل آمن وصحة وعافية ومال كثير،,,
وأنت مع ذلك منحرف عن الله وعن طاعته، فهذا يكون من الابتلاء والامتحان
وإقامة الحجة عليك ليزيد في عذابك يوم القيامة إذا مت على هذه الحالة السيئة.
فالشكر حقيقته أن تقابل نعم الله بالإيمان به وبرسله ومحبته-عزَّ وجل-،
والاعتراف بإنعامه وشكره على ذلك بالقول الصالح والثناء الحسن،,
والمحبة للمنعم، وخوفه ورجائه، والشوق إليه، والدعوة إلى سبيله، والقيام بحقه.
منقول ...
دمتم بخير وعافية .
[/align]