اليوم في الصباح وأنا أتجول في مكان عملي والذي امامه مساحات خضراء جميلة
لفت انتباهي أمرا عجيب اكتشفته لأول مرة في حياتي ربما كان ذلك غباءا مني
لكنني أردت أن اكتب ما لاحظته
لاحظت جمعا من النحل يتنزه بين أزهار الحديقة الصغيرة يحط هنا وهناك
التأمل فيهم يجعلُك تُحس أنهم مدركون تماما ما يقومون به وأيضا تشعر أنهم
مستمتعون في نزهتهم وكأن هناك تفاهم بينهم تَجِدُ نحلة أو اثنين هنا وأخرى هناك وهكذا
وكأن التنظيم هو شعارهم كنت أقف أتأمل المنظر من بعيد في مكان مضلل
في الوقت الذي كانت الحديقة تكتسحها الشمس توقفت أيضا عند أمر هام هو أن النحل
لا يقترب من المساحة المضللة وكأنه يراها مظلمة ربما هو تعود على ضوء الشمس
ونورها الساحر
التفت إلى جانبي فلمحت حشرة أخرى هي تشبه النحلة إلى حد ما لكن هيهات بين الاثنين
وجدت الذباب منتشر بكثافة في المنطقة المظللة أو فلْنَقُل المظلمة أيضا وجدته يحلق
في الفضاء بصورة عشوائية يفتقر للتنظيم في تحليقه أيضا هو يحط على أوسخ
الأشياء والأماكن وأقذرها وكأنه يفتقر لخاصية الذوق على عكس النحلة التي تتميز بذوق عالٍ
فهي لا تحط إلا على الأزهار و أية أزهارأجمل الأزهار
أيضا مسألة النور والظلام رأيت فيها مسألة مهمة للتمييز بين الاثنين
ببساطة هذا كل ما لاحظته
غيرت ناظري إلى من هم حولي وجدت اناس تأملت فيهم قليلا
لتتشابك الأفكار في رأسي لأربط بين ما شاهدته منذ قليل وما أشاهده الآن
وجدت وكأن هناك علاقة بين المنظرين
فسجلت بعض الاستنتاجات من خلالهم
رأيت اناس لا تستطيع التفريق بينهم فتيات شبيهات بشبان وشباب كأنهم فتيات
يمشون في فوضى لا يدركون إلى أين هم ذاهبون تارة هنا وتارة هناك يتلفتون حولهم
يبحثون عن المناطق المتخفية هربًا من نور الشمس سماهم في وجوهم ليس من أثر السجود بل من أثر الخبث
وجدتهم صورة طبق الأصل عن الذباب
لكن في الوقت ذاته رأيت اناس قمة في الأخلاق خطواتهم سديدة مسارهم مستقيم
لا يتلفتون كثيرا في مشيتهم يبتعدون عن الأماكن المشبوهة ،يتوقون إلى نور الشمس
حتى لباسهم أنيق ومحترم تماما مثل النحل ذوقهم رفيع
قلت في نفسي فلتترك يا
هذا
الناس جانبا وتدبر الأمر مع كل البشر
ألسنا نحن البشر فينا من يسلك سلوك النحلة وأيضا فينا من يسلك سلوك الذبابة ؟؟
أليس هناك من لا يرى إلا في الظلام ويرفض نور الشمس
وبالمقابل هناك من لا يرى إلا النور ويمقت كل ظلام ؟؟
أليس فينا من يفتقر للتنظيم في حياته فتجده يعيش في فوضى
وهناك من يرى التنظيم أساس لعجلة التنمية في حياته ؟؟
أليس فينا من لا يرى ولا يركض إلا وراء أقذر الأشياء والأشخاص ويتتبع عوراتهم
وفينا من لا تسقط عيناه إلا على أجمل ما في الحياة ويتمتع بها ويمتع غيره
إنهما النحلة والذبابة
فكل منَا عليه أن يرى نفسه وسلوكه هل هومثل النحلة أو مثل الذبابة ؟؟؟