أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


حديث موت موسى وفوائده

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه – قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ –(في رواية مسلم: فَقَالَ لَهُ أَجِبْ رَبَّكَ) فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ.

(في رواية مسلم: فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا).
فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِى إِلَى عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ .
قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ .
قَالَ: أَىْ رَبِّ ، ثُمَّ مَاذَا؟
قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ .
قَالَ: فَالآنَ .
قَالَ: فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ » .


تخريج الحديث:
رواه البخاري: 3226 ، ومسلم: 6298 .

غريب الحديث:
صكه: لطمه.
متن: ظهر.
يدنيه: يقربه .
رمية بحجر: أي بحيث لو رمى رام حجر من الموضع لوصل إلى بيت المقدس .
ثم: هناك .
الكثيب: الرمل المجتمع.
تعليقات البغا على صحيح البخاري: 1/ 449 .


فوائد الحديث
1- الأنبياء يخيرون عند موتهم بين البقاء والموت ، وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى.
2- قدرة الملائكة على التشكل بصورة بشر.
3- الظاهر أن موسى لم يكن يعلم أنه ملك من عند الله ، وظنه رجل يريد قتله .
4- تعامل موسى مع ملك الموت بقسوة يدل على مدى العناء الذي كان يعانيه مع بني إسرائيل ، لدرجة أنه كان يظل منفعلا من سوء تصرفاتهم.
5- عين ملك الموت التي فقأها موسى عليه السلام هي العين البشرية التي تمثل بها ملك الموت ، إذ موسى لا يستطيع أن يفقأ عين ملك الموت الحقيقية.
6- مكانة موسى عند الله حيث فقأ عين ملك الموت ، ولولا كرامة موسى على الله لعاقبه على فعلته.
7- يختار الصالحون الموت على كدر هذه الدنيا لما يعلمون ما لهم عند الله من الكرامة.
8- الموت نهاية كل حي فلا يبقى إلا وجه الله.
9- كان موسى يتمنى أن يدخل الأرض المقدسة ، ولكن الجيل المرذول من بني إسرائيل رفضوا جهاد القوم الجبارين ، فتاهوا في سيناء أربعين عاما عقوبة من الله لهم.
10- لشدة شوق موسى للأرض المقدسة طلب من ربه أن يكون موته وقبره قريبا من الأرض المقدسة.
11- استجابة الله لدعوة الأنبياء والصالحين ، فقد استجاب لموسى فقبض وقبر حيث طلب.
12- موسى مدفون خارج الأرض المقدسة (بدلالة رمية الحجر) فيه دلالة على أن الأرض المقدسة لها حدود عند الله مضبوطة ، يرجح العلماء أنها بلاد الشام.
13- كون موسى مدفون خارج الأرض المقدسة يقطع مزاعم اليهود في كون موسى دخل الأرض المقدسة ودفن فيها ، وكذا من يزعم مقام النبي موسى في أريحا.
14- فضيلة بلاد الشام والأرض المقدسة حيث تمنى أن يموت فيها الأنبياء ، وهي مهبط وحي السماء للعديد من الأنبياء والمرسلين.