ملاحظة الموضوع منقول من اطروحة دكتوراه نوقشت هذا العام
منذ السبعينات من هذا القرن لقيت كلمة ( البيئة ) بين المتحدثين بالعربية وغيرها من اللغات الأخرى رواجاً وانتشاراً ، وأصبحت السّنة العامة والخاصة تلهج بها في التعبير عن مفاهيمها إذ ما تحدثوا عن التلوث والنظافة ، بل أن المولعين بالإثارة اتخذوا من موضوع البيئة ومشكلاتها مجالاً للكتابة في الصحف أو الحديث في الإذاعة ( مجلة التربية 1988 ص94) وكأنما أقتصر موضوع البيئة على ما يتحدثون عنه من مخاطر وأمراض ووبال يحيق بالإنسان 0 ولعل الرجوع إلى الأصل العربي لكلمة البيئة ييسر الوصول إلى التعرف على مفهومها فكلمة البيئة مشتقة من (بوأ) ويقال تبوأت منزلاً ، أي نزلته ، وبؤات الرجل منزلاً ، وبوأته منزلاً بمعنى هيأته ومكنت له فيه والمباءه منزل القوم في كل موضع 0 ويسمى كناس الظبي والثور الوحشي ( وهو موضعه في الشجر يكنن فيه ويستقر مباؤه وكذلك معاطن الإبل (مباركها عند الماء) والغنم (مرابطها حول الماء) مباءه 0 فالبيئة على هذا النحو هي المنزل والمكان الذي ينزل فيه الإنسان والحيوان كما أنها تعبيرا أيضاً عن الحالة فيقال هو بيئته سوء ، أي بحالة سوء ، وأنه لحسن البيئة وبذلك يمكن القول أن البيئة لغة يقصد بها المكان أو الحالة التي عليها الكائن الناجمة عما يكتنفه من ظروف (كمال الدين 1987 ص30) 0
أما مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الذي عقد عام 1972 في استوكهولم بالسويد تحت شعار ( نحن لا نملك إلا كرة أرض واحدة ) فقد عرف (البيئة) بأنها رصيد الموارد المائية والاجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مكان ما لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته (صباريني 1984 ص28) 0
لقد كان مفهوم البيئة ينظر إليه على أنه منظومة تتألف من مكونات مادية غير حيه ومكونات حيه والعلاقة بين هذه المكونات المادية والبيولوجية ، لكن الأمر قد أختلف الآن كثيراً بعد أن أخذ البعد البشري في الاعتبار ذلك لأن هذا البعد أفسد كثيراً من توازنات البيئة ، وتسبب في تلوثها واختلال مكوناتها الطبيعية التي خلقها الله عليها 0 وقد تزايدت أهمية العامل البشري عند مناقشة مفهوم وقضايا