[align=center]أحاديث من عوالم مختلفة[/align]
[align=center]كتبها : بدر.ح.ح [/align]
قال زيوس : في ساعات الغروب -الطويلة- يهب الناس للعراء ؛ ليتنفسوا الهليوم المنبعث في الفضاء مع ذرات النحاس المؤكسد .. يتنفسونه بعمق ونشوة ، ليسري كإكسير يمدهم بالحياة إلى يومهم التالي .
ثلاثة أقمار تطلع في كل وقت.. لكنها الآن.. وقد غربت آخر الشموس تبدو كثلاث جواري على المسرح .
يقول : الناس طيبون ...محبون للحياة . ولحظات الغروب الممتدة لثلاث وسبعين ساعة تجعلهم يضطربون كأواني تمتلئ بعصير الزئبق لأول مرة !.
كان رافعاً رأسه نحو السماء.. مصوباً نظرة نحو جهة محددة- فيها.
قال: ويستريحون على صعيد بنفسجي تختلط به عناصر المادة في أشكالها الثلاثة ؛ ليراقبوا الصغار وقد حركتهم البهجة ..وامتلأت أجسادهم بذرات من غازات مختلطة.
قال: وحينها يروي كبار السن للمتحلقين من الأهالي والصبية – على حد سواء – عن أساطير العوالم البعيدة ؛ عن كوكب أزرق.. تغمر المياه ثلاثة أربعه !! .. ويتنفس سكانه الأكسجين!!.. لكنهم لا يتقاسمون الأرغفة !!.
أخذت أراقب زيوس وقد عادته نوبة من الاضطراب.. وأخذت كلماته تتضاءل ثم تعود ، كموجات قادمة من مكان بعيد في السماء.
لكنه عاد ليقول بوضوح تام.. أدركته على نحو ما بحواسي الخمس: لكن يا سيدي !! كل هذا لايهم سوى : أن تعرف بأنه إذا تعانقت الأرواح وخفقت القلوب بطعم الحب يصبح الناس كلهم مبتسمين !.
دفعته ليعود إلى الحديث مرة أخرى: تلمع عيون الناس هناك.. كلما نظروا إلى أقمارهم الثلاثة بحب ودفء يكشف ما بداخلهم.. كل واحد على حدة!!..
نظرت إلى عينيه.. وكأنهما كرات بلورية الكترونية ، معقدة التفاصيل ، فيهما رموز لا أفهمها ؛غير أنها بدت لامعة أكثر من أي وقت مضى.
ردد بصوت حزين : نحن نصنع من أرواحنا خبزاً يأكله الجميع ؛ وبقايا الأيام نقتسمها معاً!!.
ظهرت على صدري خطوط متقاطعة شعرت بأني في قبضتها!!.. هذه المرة نظرت إليه.. ظننت أنه يدرك توسلي إليه .
كان يقول ويقول ...ثم يقول ويقول ؛ زيوس...
وكأن كلامه وقع قطرات مطر بارد على جسدي لو كان عارياً ؛ ليوقظ في داخلي ما يعجز عقلي عن فهمه.
كان لايزال ينظر إلى السماء وكأنه يستجدي شيئا منها.
مددت يدي بحنان لألمس أطراف أنامله ، ولما شعر بدفء أصابعي نظر إليّ .. واعتقدت أنه ابتسم !!