أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


كتاب الدعوة إلى الإصلاح للشيخ محمد الخضر حسين (ت 1377هـ )
الشيخ التونسي محمد الخضر حسين المصري إقامة ، تولى مشيخة الأزهر يكتب بأسلوب أدبي رائع ، ومن ضمن كتبه كتابه المذكور اعلاه وهذه نبذة (منقولة ) بتعديل وزيادة وحذف:

جاء الكتاب في مقدمة وثلاثة عشر فصلا موزعة على أربع وثمانين صفحة.
مقدمة الكتاب تبين الغاية التي من أجلها قام مؤلفه بوضع كتابه فقد ورد بها أن الكتاب “يبحث في العلل التي لبست الأمم الإسلامية وقعدت بها في خمول حتى ضربت عليها الدول الغربية بهذا السلطة الغاشمة ويوردون في نتيجة بحثهم أسبابا شتى الشيخ بأن التهاون بتعاليم الشريعة وما يدعو إليه القرآن الكريم من وجوه الإصلاح ووسائل المنعة هو السبب الحق الذي أدى بالأمم الإسلامية إلى الوقوع فريسة بين يدي الدول الأجنبية، وهذا التهاون مرده التقصير في الدعوة إلى الحق وعدم استقامة الرؤساء على طريقة الدعوة والإرشاد.
يتمحور الكتاب حول قضية الدعوة في الإسلام: شروطها، ومن الذي يقوم بها، ومناهجها وآدابها وقد عرضها الشيخ عرضاً واقعياً توشك أن تضع كل فقرة على موضعها مما تشاهده في واقعك المعاصر بأسلوب أدبي قرآني رفيع.
أكد فيه على أن دعاوى الإصلاح المجتمعية لابد أن تسترشد بالمصدر الإلهي الغيبي ولا تستقل بالاعتماد على العقل كمصدر وحيد يرسم خطى الإصلاح.
ومن القضايا الهامة التي يناقشها مسألة انتشار المذاهب والدعايات الفكرية المناهضة للإسلام داخل الأمة الإسلامية والتي تبثها فئة استمالها الأعداء فهي تسعى إلى مناهضة الإسلام والطعن في شريعته تحت ستار من الأكاذيب حول القديم والجديد وأنصار الجديد الذين يجابهون دعاة التقليد والحفاظ على القديم. وهؤلاء يرومون إلى التشكيك في صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان كما يرومون إلى صرف همة المصلحين عن وجوه الإصلاح في الأمة إلى التصدي لكشف ضلالتهم وزيف ادعاءاتهم.
وبالنظر إلى اتساع ضرر هذه المذاهب يرى الخضر حسين أن التصدي للدعايات الإلحادية ومروجيها يعد واجبا من أهم الواجبات التي يتوجب على الدعاة مواجهتها، عبر اتخاذ أدوات دعوية محدثة مثل افتتاح نواد لإلقاء المحاضرات وإنشاء صحف أو مساعدة صحف تظاهر الدعوة بإخلاص.
وتحدث فيه عن الإنكار على الولاية والظلمة عموماً ، ومتى يباح للمرء ترك الدعوة.
وينتقل من هذا لمناقشة مسألة امتلاك السلطة أدوات القهر والبطش وتمتعها بنوازع استبدادية يخشى منها المصلح أن توقعه في الضرر والبلاء بطرق كثيرة أهمها العزل من المنصب، وفي هذا يقول الخضر حسين “أفلا يليق بأهل التوحيد الخالص ماداموا يستيقنون أن الله يرزق الداعي إلى الإصلاح من حيث لا يحتسب أن يكونوا أزهد الناس في المنصب الذي يطوي ألسنتهم عن قول الحق أو يحملهم على مجاراة رئيس لا ينهى النفس عن الهوى.
ذكر ما يزيد على عشرة أسباب تدعو المرء إلى ترك الدعوة ، وذكر لكل سبب دواءه الناجع ، بعبارات رشيقة.
وتحت عنوان “ما يدعى إلى إصلاحه” يدرج الخضر حسين قضية اكتساب الوسائل الكفيلة بنهضة الأمة من الصناعات الحديثة والعلوم النظرية والطبيعية باعتبارها من أهم ما ينبغي أن يشدد في الدعوة إليه، وذلك لأن عظم مصلحتها والخطر الذي ينشأ عن إهمالها دليل واضح على أنها فيما تأمرنا الشريعة بالمسابقة إليه، وإذا كان غير المسلمين قد أفلحوا في إنتاج بعض نظم مدنية ومعارف وصناعات حديثة فإنه “لا حرج على إخوان الإسلام أن يحاكوا غير المسلمين ويعملوا على مثالهم فيما يحسن في نظرهم من هذه النظم والفنون، فإن إحجامنا عن أخذ ما بأيدي المخالفين من المعارف والنظم المفيدة في هذه الحياة يُفضي بنا -كما قال أبو حامد الغزالي – إلى أن نحرم من كل صالح سبقونا إليه”
فمن واجب دعاة الإصلاح أن يبحثوا في أحوال الأمم الأخرى المتقدمة عما يصلح للاقتباس منها ويلائم أوضاع أمتهم وينقلوه إليها، كما يتعين عليهم أن يعرفوا أسباب ارتقاء الأمم وعلل سقوطها ليهتدوا بها.
طبع الكتاب أول مرة في القاهرة عام 1346 هـ ثم طبعه علي حسن عبدالحميد في دار الراية عام 1417هـ ثم طبعته دار النوادر عام 1431هـ ضمن المجموعة الكاملة لأعمال الشيخ رحمه الله.
رابط الكتاب:
https://archive.org/details/azhar_797