أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال ابن القيم في ـ الإعلام ـ وقد ذكر المثبتين والنافين للقياس

(.....فانظر إلى هذين البحرين اللذين قد تلاطمت أمواجهما ، والحزبين اللذين قد ارتفع في معترك الحرب عجاجهما ، فجر كل منهما جيشا من الحجج لا تقوم له الجبال ، وتتضاءل له شجاعة الأبطال ، وأتى كل واحد منهما من الكتاب والسنة والآثار بما خضعت له الرقاب ، وذلت له الصعاب ، وانقاد له علم كل عالم ، ونفذ حكمه كل حاكم ، وكان نهاية قدم الفاضل النحرير الراسخ في العلم أن يفهم عنهما ما قالاه ، ويحيط علما بما أصلاه وفصلاه ؛ فليعرف الناظر في هذا المقام قدره ، ولا يتعدى طوره ، وليعلم أن وراء سويقته بحارا طامية ، وفوق مرتبته في العلم مراتب فوق السهى عالية ، فإن وثق من نفسه أنه من فرسان هذا الميدان ، وجملة هؤلاء الأقران ، فليجلس مجلس الحكم بين الفريقين ، ويحكم بما يرضي الله ورسوله بين هذين الحزبين ، فإن الدين كله لله ، وإن الحكم إلا لله ، ولا ينفع في هذا المقام : قاعدة المذهب كيت وكيت ، وقطع به جمهور من الأصحاب ، وتحصل لنا في المسألة كذا وكذا وجها ، وصحح هذا القول خمسة عشر ، وصحح الآخر سبعة ، وإن علا نسب علمه قال " نص عليه " فانقطع النزاع ، ولزم ذلك النص في قرن الإجماع ، والله المستعان وعليه التكلان ).