منذ الرنين الأول لجرس الهاتف تعرفت ُ على صوتك ِ , ذاك الصوت الفاتن , تلك الـ الووو الناعمة الرقيقة ,
وذاك النفس المتعاقب السريع , وتلك الرجفة البادرة من صوت السماعة , وتسارع النبض , كل تلك العوامل
تذكرني بك ِ, ها هل مازلت ِ بخير ,
مازلت ُ كما أنا أحاول أن استعيد السيطرة على عالمي الوحيد الحزين بدونك ِ , ما زلت ُ طامع بالمستحيل ,
مازلت ُ طامع بوجودك ِ في حياتي من جديد , تلك التنهيدة اشتقتها , وذاك الرحيق , واحمر الشفاه , وعطرك ِ الذي أهديته لك ِ آخر مرة , وعرضُك ِ الشامل لستة من الخيارات الشهية , وهمسك ِ الفاتن ماذا تريد يا أنت مني .؟
لا شيء كنت أقولها لك ِومازلت ارددها , ما رأيك ِ بإجابتي لا , لا تقولي مازلت ُ جبان , تافه ,
لا يمكنه أن يظفر من أنثى تمتلك الكثير من المقومات , لا تقولي ذلك لأني بدأت أتصنع العكس تماما ً ,
حتى شمس هذا اليوم الذي قررت فيه أن اروي لنفسي كيف أنا تغيرت , تبدلت , من تلك الحالة , من ذاك الجمود ,
من تلك السذاجة المفرطة , ومن ذاك الخجل القاتل , لقد بدأت ُ بمكالمتي الغير معهودة لك ِ , لأن تلك المكالمة كانت حرة وخاصة ,ولو كانت لمجرد طمأنة ضميري , ها اخبريني كيف تنظرين أليا اليوم , بالنسبة إلي كانت بداية حياة جديدة , في سن يكون فيه معظم الشباب الذين في سني قد تجاوزوا مرحلة المراهقة التي بدأت معي من جديد ,
لا تقلقي يا صغيرتي فما زلتي المرأة الأكثر جمال والأفضل موهبة من بين كل من عرفتهن من النساء على الإطلاق ,
أتعلمين أنّي الآن اعشق القراءة والعزف والكتابة ,ولكني لا أمتلكُ موهبة الروائي ولا ميزته , وأجهل تماما ً قوانين العزف , وإذا كُنت ُ قد ورطت ُ نفسي بهذا العشق , فقد تورطت ُ بعشقك ِ من قبل , واجهل كيف أتعامل معه ,
واجهل كيف أكتب ,كيف اعبر , بل إني بت ُ شخص مجنون ينتظر وحي من السماء من اجل أن يعبر , من اجل أن يخط , من اجل أن لا تضيع فرصته بالحياة بدون الظفر بحبك ِ ,
ها .. هل مازلت الأخلاق عائق بيني وبينك , أرجوك ِ لا تتحججي بها ولا بتلك التي يطلق عليها عادات وتقاليد ,
فأنا أعرفك ِ كنت ِ تضربين بها عرض الحائط , لا تقولي أني تغيرت , فأنا كما أنا ذاك الخجول , الجبان , الذي يخشى أن يبدأ مغامرة جديدة مع أي أنثى , وقد فشلت معك ِ من قبل , هي محاولة جديدة جريئة مني هل لك ِ ان ترفعي سماعة الهاتف من جديد !