[align=center]***
**
*[/align]
[align=center]أنـا
المَاحي لكلِّ قصيدةٍ ..[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
أمنْ طربٍ ينسابُ باللحن موكبُ = كأنَّ به معنى إلى الشعر يُنسبُ ؟
على هودجٍ يزهو بقافيةٍ غوتْ = توهَّجَ، منه، لاهجُ السِّحر يعذبُ
ومنْ أرجٍ كانَ الكلامُ حمامه = إلى أرجٍ ، والمنتهى يتطيبُ
ومنْ سُرجٍ مَسروجةٍ ببهائه = إلى لججٍ ممزوجةٍ تتقلبُ
ومنْ بهجٍ حرفٌ على سَرواته = إلى بلجٍ طيفٌ بها يتأهبُ
وحاذاه لمحًا ثمَّ لوحًا بيانُه = فقدحًا جمارَ القول جُرحًا توثَّبُ
وداناه سفحًا للدنان حييةً = ونادمه لفحًا فناداه يسكبُ
وعاطاه أقداحًا كأنّ قصيدةً = تدثرُها راحًا وللروح موكبُ
وعطله رؤيا ليكتبَ روْحه = وريحانَه، بينَ الرؤى، حينَ يكتبُ
وأسْرى به شعرًا كأنّ بُراقَه = يَرقّ شفوفًا حيثما هبّ غيهبُ
وأجرى عيونًا للبلاغةِ مطلبًا = تشرَّبَ منها ما البلاغة تطلبُ
وما يكتبُ الرائيُّ عند سُفوره = وإنْ تغشَّاه البيانُ المُحجَّبُ
وألقى ستارًا لا مكاشفةٌ له = كأنَّ إذا الواشي رأى ليسَ يرقبُ
وليسَ بسحَّابٍ ذيولَ عبارةٍ = إلى حيثما تلك الإشارةُ تسحبُ
فقالَ وما لانتْ قناةُ كلامِه = ومالَ وما كانتْ مدىً يتسرَّبُ
أمِنْ عجبٍ أمْ مُنتهى طربٍ به = أم الرُّطبُ اللمياءُ ثمة تعجبُ
وهذا قصيدٌ عابرٌ جنباتها = إلى واحةٍ للقافياتِ يُرتِّبُ
وهذا أنا والباءُ ليسَ تدَّني = كأني بها تلهو بما يتعتَّبُ
تضمُّ عليَّ الماءَ من شَرقٍ به = وللضمِّ ألهوبٌ يُطلّ ويغربُ
ويُرهمُ حينا ثمَّ يوهمُ قادحًا = من الحلم أشباحًا ويوشكُ يهربُ
ويتهمُ ألواحًا كأنّ مدادَها = تسنمَّ أرواحًا إذا هو يكتبُ
فقلتُ: أنا الماحي لكلّ كتابةٍ = سوى نبيذِ الروح يسلو ويصخبُ
ويصعدُ أملودًا بكلّ سحابةٍ = إلى الكاتبِ الماحي ولا يتأوبُ
ويَنشدُ حرفا يسترقّ حبابَه = ليُنشدَه شعرًا يطولُ ويُطربُ
إذا ابنُ زيدونٍ يهشّ قصيدةً = ومِروحةٌ للحُبِّ ثمةَ تُسحبُ
وولادةٌ تخطو نسيمًا مُعنبرًا = وتعطو قسيمًا حالمًا يتطيَّبُ
وتسطو ولا حدٌّ لمغناج سطوةٍ = إذا ما وشاحٌ فائحٌ يتوثبُ
فكلّ قصيدٌ والقوافي غدوُّها = وكلٌّ عميدٌ ساهرٌ يتقلبُ
وكلٌّ يُريقُ العمرَ خمرًا لكأسِها = لترشفه ولادةٌ حينَ ترغَبُ
وولادةٌ تخطو بكلِّ شُموسِها = وأقمارها. لا أفقُها يتحدَّبُ
هوَ الألقُ الماسيُّ نورًا وكوكبًا = تأودَ غربيًّا فأشرقَ كوكبُ
هوَ العبقُ الآسيُّ. كلُّ خميلةٍ = مُوشحةٌ ميساءُ تسبي وتسلبُ
ترنحُها بالآهِ أندلسٌ رأتْ = بمشرقِها قلبًا فرفرفَ مغربُ
إذا ما صبا نجدٍ تأوه عاشقا = ترقىَّ له بالقافياتِ معذَّبُ
ولا رقيةٌ فالعاشقون مواكبٌ = بقرطبةٍ ما قامَ ثمةَ موكبُ
وللشعراءِ الواقفين مسافةً = حمامٌ تملاه كلامٌ مذهَّبُ
وأوردَه عندَ اللجَين رسالةً = إذا ابن زيدونٍ يقولُ ويكتبُ
فما للتنائي يَستحلّ مقالةً = وما للتداني لا يستهلُّ ويخطبُ
أحلَّ دمَ العُشاق بينٌ كأنَّه = طويسٌ وللأشواق بحرٌ ومركبُ
وكلٌّ غريقٌ حينَ لا جبلٌ هنا = سآوي إليه .. قالَ للماء مُغربُ
فقيلَ: ولكنْ أينَ منكَ عاصمٌ = إذا معصمٌ يأتي بأمرٍ ويذهبُ
تأولَ معْناك السَّريَّ إشارةً = تكادُ بكلِّ السَّارياتِ تُخضَّبُ
فيا ساريَ البرق السَّنيِّ ستارةً = ألا خفقةٌ لي كلما رقَّ مَذهبُ
لعلي أشقّ الليلَ نجمة شاعرٍ = تضمّ القوافي حيثما تتسرَّبُ
لعلي أراها الخيلَ تعلكُ ضوءَها = صعودًا إلى الرؤيا ولا تتصوبُ
لعلي أراها قولَ شاعرةِ الندى = شهودًا على الدنيا بقولٍ يهذَّبُ
لعلي أرى ولادةً بقصيدةٍ = مُسافرةٍ كالمَشرقيْن تُرتبُ
لعلّي أراني شاعرًا ثمّ ناثرًا = على بُسطٍ خضراءَ ما يَتوثبُ
لعلَّ شذى الأرواح تكتبُ لوحَها = مؤانسةً بائيةً حينَ تكتبُ
لأسألها عنْ قافياتي وكيفَ لي = أقولُ أنا والقافياتُ تسرُّبُ ؟[/poem]