أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مَجْزَرَةُ الْحَوْلَةِ , وَبِدَعُ شَهْرِ رَجَبٍ 11/7/1433هـ
الْحَمْدُ للهِ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارَاً بِهِ وَتَوْحِيدًا , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً مزِيدَا .
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ وَمُرَاقَبَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ)
أَيُّهَا الإخْوَةُ : إِنَّنَا الآنَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ وَهُوَ شَهْرٌ مُعَظَّمٌ مُحْتَرَمٌ فِي الإسْلامِ , بَلْ وَحَتَّى عِنْد الْعَرَبِ قَبْلَ الإسْلامِ , لِأَنَّهُ أَحَدُ الأَشْهُرِ الأَرْبَعَةِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ حَرَاماً مُعَظَّمَةً مِنَ القِدَمِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)
قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ : يَقُولُ تَعَالَى { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ } أَيْ : فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ . { اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا } وَهِيَ هَذِهِ الشُّهُورُ الْمَعْرُوفَةُ , { فِي كِتَابِ اللَّهِ } أَيْ فِي حُكْمِهِ الْقَدَرِيِّ ، { يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ } وَأَجْرَى لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا ، وَقَدَّرَ أَوْقَاتَهَا فَقَسَمَهَا عَلَى هَذِهِ الشُّهُورِ الاثْنَي عَشَرَ شَهْرَاً { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } وَهِيَ : رَجَبُ الْفَرْدُ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَسُمِّيَتْ حُرُمَاً لِزِيَادَةِ حُرْمَتِهَا ، وَتَحْرِيمِ الْقِتَالِ فِيهَا ! انْتَهَى كَلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ .
إِذَنْ فَهَذَا الشَّهْرُ يَحْرُمُ فِيهِ ابْتِدَاءُ الْقِتَالِ , أَيْ الْجِهَادُ الإسْلامِيُّ الْحَقُّ , فَكَيْفَ إِذَا كَانَ قِتَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ فَحُرْمَتُهُ مِنْ بِابِ أَوْلَى .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّهُ قَدْ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا وَآلَمَ نُفُوسَنَا وَأَدْمَي قُلُوبَنَا تِلْكُمُ الْمَجْزَرَةُ الْبَشِعَةُ وَالْجَرِيمَةُ الْمُنْكَرَةُ وَالْفِعْلَةُ الآثِمَةُ , التِي حَصَلَتْ لإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي بَلْدَةِ الحَوْلَةِ فِي سُورِيَا فِي بِدَايَةِ شَهْرِ رَجَبٍ الْحَرَام , فَأَيُّ قُلُوبٍ هَذِهِ ؟ وَأَيُّ نُفُوسٍ تِلْكَ ؟ تَقْتِيلٌ وَتَمْثِيلٌ , وَذَبْحٌ وَتَنْكِيلٌ , أُسْلُوبٌ بَشِعٌ , وَعَمْلٌ مُوجِعٌ ! ذَبْحٌ لِلأَطْفَالِ بِالسَّكَاكِينِ , وَتَمْثِيلٌ بِجُثَثِهِمْ بِأَنْكَى الأَفَاعِيلِ ! وَاللهِ مَا سَمِعْنَا بِمِثْلِ هَذَا مِنْ قَبْلُ , وَلا أَظُنُّ ذَلِكَ عُرِفَ فِي التَّارِيخِ ! إِنَّ هَذِهِ الأَفْعَالَ تُذَكِّرُنَا بِمَا فَعَلَهُ النَّصَارَى الصَّلِيبِيُّونَ بِالْمُسْلِمينَ حِينَ احْتَلُّوا الْقُدْسَ بَعْدَ الْفَتْحِ الإسْلامِيِّ لَهَا فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه , فَفَعَلُوا بِالْمُسْلِمِينَ مَا لا يَتَصَوَّرُهُ الْعَقْلُ مِنَ الذَّبْحِ وَالتَّنْكِيلِ وَالإِجْرَامِ وَالتَّقْتِيلِ حَتَّى جَرَتْ دِمَاءُ الْمُسْلِمِينَ فِي الشَّوَارِعِ كَأَنَّها السُّيُول !
وَتُذَكِّرُنَا هَذِهِ الْحَادِثَةُ أَيْضَاً بِمَا فَعَلَهُ التَّتَارُ الْمَغُولِيُّونَ بِالْمُسْلِمِينَ حِينَ احْتَلُّوا بَغْدَادَ عَلَى يَدِ الطَّاغِيَةِ جَنْكِيزْ خَان , فَقَتَلُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ الآلافَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ !
وَلَكِنْ مَعَ هَذَا فَلَمْ نَسْمَعْ فِي التَّارِيخِ بِهَذِهِ الْبَشَاعَةِ فِي تَقْتِيلِ الأَطْفَالِ وَجَزْرِهِمْ بِالسَّكَاكِينِ , وَالْقَتْلِ الْمَسْعُورِ لِكُلِّ مَنْ يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ , وَكُلُّ يَوْمٍ تُطَالِعُنَا وَسَائِلُ الإعْلامِ بِمَذْبَحَةٍ جَدِيدَةٍ وَأَفْعَالٍ مُشِينَةٍ لِهَذَا النِّظَامِ الْخَبِيثِ , وَهَؤُلاءِ النُّصَيْرِيِّينَ , وَالرَّافِضَة ِالصَّفوِيِّينَ , وَالْكَفَرَةِ الْبَعْثِيِّينَ , وَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا حِقْدٌ دِينِيٌّ دَفِينٌ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ , وَعَدَاوَةٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ بِخُصُوصِهِمْ !
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : وَلا عَجَبَ مِمَّا يَفْعَلُهُ هَؤُلاءِ الأَعْدَاءُ بِالْمُسْلِمينَ , لِأَنَّهُمْ هَكَذَا هُمْ , وَلَكِنَّ الْعَجَبَ مِنَ الصَّمْتِ الْعَالَمِيِّ الرَّهِيبِ مِنَ الدُّولِ الْمُتَحَضِّرَةِ وَعَلَى رَأْسِهِمْ أَمْرِيكَا , فِي عَصْرٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ عَصْرُ التَآخِي وَالسَّلامِ وَالْوِئَامِ ! فَأَيْنَ تِلْكَ الْمُؤْتَمَرَاتُ الْعَالَمِيِّةُ ؟ وَأَيْنَ الْمُنَظَّمَاتُ الإنْسَانِيِّةُ التِي تُدَافِعُ عَنْ حُقُوقِ الإنْسَانِ ؟ بَلْ عَنْ حُقُوقِ الْحَيَوَانِ ؟ أيْنَ هُمْ مِمَّا يَحْصُلُ لإِخْوَانِنَا الْعُزَّلُ فِي سُورِيَا ؟ أَلَيْسَ لَهُمْ عُيُونٌ يَرَوْنَ بِهَا ؟ أَمْ لَيْسَ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ؟ أَيْنَ السَّلامُ الْمَزْعُومُ مِنْ دَوْلَةِ أَمْرِيكَا ؟ أَيْنَ زَئِيرُهَا عَلَى الْعِرَاقِ وَأَفْغَانِسْتَانَ ؟ بَلْ أَيْنَ ادِّعَاءَاتُهَا لِإِعْمَارِ الدَّوْلَةِ الْفُلانِيِّةِ وَرِعَايَتُهَا لِحُقُوقِ الشَّعْبِ الْفُلانِيِّ ؟ إِنَّ كُلَّ هَذَا السُّكُوتِ عَنْ مَجَازِرِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الشَّقِيقِ , بَلْ وَالتَآمُرِ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْقُوى الْعَالَمِيِّةِ الْكُبْرَى إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَجْلِ عُيُونِ الْيَهُودِ وَحِمَايَةٌ لِدَوْلَةِ الصَّهَايِنَةِ , وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا النِّظَامَ الْبَعْثِيَّ النُصَيْرِيَّ قَدَّمَ خَدَمَاتٍ عَلَى مَدَى أَرْبَعِينَ سَنَةٍ فِي تَأْمِينِ الْجِهَةِ الشَّرْقِيِّةِ لِدَوْلَةِ الاحْتِلالِ إسْرَائِيلَ , فَيَخْشَوْنَ إِنْ جَاءَ نِظَامٌ آخَرُ أَنْ لا يُوَفِّرَ تِلْكَ الْحِمَايَةَ , وَلِذَلِكَ فَهُمْ يُعْطُونَ هَذَا النِّظَامَ الْخَبِيثَ الْفُرْصَةَ بَعْدَ الأُخْرَى لِلْقَضَاءِ عَلَى انْتِفَاضَةِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الْحُرِّ , الذِي سَئِمَ الظُّلْمَ وَالاسْتِبْدَادَ وَالإذْلالَ وَالْكُفْرَ ! ... (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
أُمَّةَ الإسْلامِ : اعْرِفُوا مَا يُرَادُ بِكُمْ وَمَا يُحَاكُ خَلْفَ الْكَوَالِيسِ لَكُمْ , إِنَّكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مُسْتَهْدَفُونَ فِي عَقِيدَتِكُمْ وَفِي أَخْلاقِكُمْ وَفِي اقْتِصَادِكُمْ ! إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَسُوقُونَا كَقُطْعَانِ الْغَنَمِ خَلْفَهُمْ , وَيَوَدُّونَ أَنْ نَتْرُكَ دِينَنَا لِنَدْخُلَ فِي دِينِهِمْ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
وَإِنَّ نُصْرَةَ إِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي سُورِيَا أَمْرٌ وَاجِبٌ عَلَى الأُمَّةِ , كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِحَسْبِهِ وَقُدْرَتِهِ , وَأَقَلُّ مَا نُقَدِّمُ لَهُمُ الدُّعَاءُ !
وَأَقُولُ هَهُنَا : اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ، يَا فَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ ، نَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ التِي لا تُرَامُ ، وَبِقُوَّتِكَ التِي لا تُضَامُ ، أَنْ تَنْصُرَ إخْوَانَنَا فِي سُورِيَا نَصْراً مِنْ عِنْدِكَ يُغْنِيهِمْ عَنْ مَنْ سِوَاكَ , اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ عَوْنَاً وَنَصِيرَاً , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَوْتَاهُمْ وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ وَآمِنْ خَوْفَهُم وَاحْمِ أَعْرَاضَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ , اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَهُمْ ! اللَّهُمَّ اخْذُلْ عَدُوَّهُمْ وَأَرِنَا فِيهِمْ عَجَائِبَ قُدْرَتِكَ , اللَّهُمَّ أَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَك الذِي لا يُرَدُّ عَنِ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ! وَالْحمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا , قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا , وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْهَادِي الْبَشِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين .
أَمَّا بَعْدُ : فِإِنَّ هَذَا الشَّهْرَ هُوَ رَجَبٌ , وَهُوَ شَهْرٌ حَرَامٌ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْخُطْبَةِ الأُولَى , وَإِنَّ بَعْضَ النَّاسِ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ قَدْ أَحْدَثُوا فِيهِ بِدَعَاً مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ , وَقَدْ قاَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَفِي رِوَايِةٍ لِمُسْلِمٍ (مَنْ عَمِلَ عَمْلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فُهُوَ رَدٌّ)
فَالْبِدَعُ لا تَزِيدُ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدَاً , وَلا يَنْتَفِعُ مِنْهَا صَاحِبُهَا إِلَّا تَعَبَاً وَنَصَبَاً , وَأَمَّا هِيَ فَمَرْدُودَةٌ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ , وَالوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَلْتَزِمَ بِكِتَابِ اللهِ وَبِسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَتَعَدَّاهُمَا , فَهُمَا النَّجَاةُ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا ما إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا : كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ) قَالَ الأَلْبَانِيُّ : رَوَاهُ مَالِكٌ بَلاغاً وَالْحَاكِمُ مَوْصُولاً بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَمِمَّا أَحْدَثَهُ النَّاسُ فِي هَذَا الشَّهْرِ تَخْصِيصُهُ بِصَلاةٍ يُسَمُّونَهَا صَلاةَ الرَّغَائِبِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا لَيْلَةُ الإسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ فَيَقُومُونَ لَيْلَتَهَا وَيَصُومُونَ يَوْمَهَا وَهَذَا كُلُّهُ بَاطِلُّ فَاسِدُّ مَرْدُودٌ.
قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ : تَخْصِيصُ رَجَبٍ بِصَلاةِ الرَّغَائِبِ أَوِ الاحْتِفَالِ بِلَيْلَةِ (27) مِنْهُ , يَزْعُمُونَ أَنَّهَا لَيْلَةَ الإسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ كُلُّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ لا يَجُوزُ ، وَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرْعِ ، وَقَدْ نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَقَدْ كَتَبْنَا فِي ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَأَوْضَحْنَا لِلنَّاسِ أَنَّ صَلاةَ الرَّغَائِبِ بِدْعَةٌ ، وَهِيَ مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ فِي أَوَّلِ لَيْلَةِ جُمْعَةٍ مِنْ رَجَبَ ، وَهَكَذَا الاحْتِفَالُ بِلَيْلَةِ (27) اعْتِقَادَاً أَنَّهَا لَيْلَةُ الإسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ ، كُلُّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ لا أَصْلَ لَهُ فِي الشَّرْعِ ، وَلَيْلَةُ الإسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ لَمْ تُعْلَمْ عَيْنُهَا ، وَلَوْ عُلِمَتْ لَمْ يَجُزِ الاحْتِفَالُ بِهَا لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَحْتَفْلِ بِهَا ، وَهَكَذَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ وَبَقِيَّةُ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ سُنَّةً لَسَبَقُونَا إِلَيْهَا .
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِهِمْ وَالسَّيْرِ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ ... فَالْوَاجِبُ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ وَالاسْتِقَامَةُ عَلَيْهَا وَالتَّوَاصِي بِهَا وَالْحَذَرِ مِنَ الْبِدَعِ ! انْتَهَى كَلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ .
عِبَادَ الله ِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: (مَجْزَرَةُ الْحَوْلَةِ , وَبِدَعُ شَهْرِ رَجَبٍ).pdf&rlm;
: 221.4 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf