[align=right]من أيام قلائل...
وجدته يحمرّ غضبا...
وعيناه تجحظ عصبية ....
ويداه ترتعشان ضربا....
رفع يده وأخذني بمجامع شعري...
سحبني على أرض وعرة...
قد قطعت مني الجسد...وأدمت الخلايا...
وحفرت الروح...
حتى وصلنا لمنظقة باردة..
موحشة ..
كالحة...
فإذا به يعطيني مجرافا...
وينهرني
قائلا: احفري.
لم تعد بي قدرة على الحراك..
وأحفر ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
رفعت يدين ضعيفتين...
وكفين مرتعشين...
ووجه يصبب عرقا...
وملامح مشوهة....
وسألت بضعف: أحفر ماذا؟؟؟؟؟؟
فإذا بصوته المرعب يجيب: قبرك...
لم؟
وإذا بصاعقه كفّه تنهال على وجنتي ويجيب: لا تعليق
تناولت المجراف,,,,
بدأت الحفر
يهزأ بي..
يضايقني...
يقذفني بحجارة اليأس
وحمم القهر...
أسقط وأعود لاكمل..
ارفع يدي لامسح عرقاً قد غشى عيني...
فيتلطخ وجهي ببقع تراب.. فأريد مسحها فإذا دموعي تبللها...
فتلتصق بوجنتي معلنة اعتراضها على مغادرة سحنتي...
ومن تعبي ...
اتركها...
حتى شعري قد تلبد...
مع غبار قد اختلط...
وبعرق بارد ومن شدة الخوف قد التصق....
فأرفع عيناي :
خائفة/ وجلة..
فلا تواجهني إلا أشجار باسقة.. تعانق ظلمة الليل مرتفعة...
وكأنها أشبح متناثرة بل موتي محيطون بي استعدادا لانتزاع روحي...
ورياح تعوي...
فتتهتز تلك الاشجار مقتربة أغصانها مني..
يااااااالله!!!!!!!!!!
فلما انتهيت
إذا بي منهارة بجانبه..
ساقطة على أرض موحلة..
قد غزا أرضها مطر الاحزان فأغرقني....
حتى أنها من شدة طوفانها وأدت قبري...
فلم أشعر إلا بأنامل قد غرست وجهي بذاك الطين...
قائلة لي: أعيدي ..
صراخ داخلي هزني..
لن أكمل...
أرجوك ابتعد عني ...
أيا قيداً حرمني السعادة والحب..
والعشق والود...
ابتعد
فوالذي نفسي بيده
مامن نفس قد تتحمل...
ولاروح قد تعيش...
حياتي أطفأت عينها....
وأغلقت برتاج ابتساماتها...
وأحييت بغلظة أوامرك وتسلط عليها...
وأدميت بأنيابك أحلامها....
وأنشبت بعنف ألمها...
[fot1]ألا يكفيك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/fot1]
ارحمني!!!!!!!!!!!!!
ولكن قلبك من صوان قد قُد....
ويدك من جلمود صخر انصب...
وعينيك من جمر أوقد...
وعقلك من صُلب قد أُرسخ...
فلا رحمة تكتنفك..
ولاشفقة تعتريك...
ولاحنان يدفئك...
فارحل بقيدك عني
رغم أني واثقة من تقييدك حتى لأنفاسي....[/align]