امرؤ القيس
التعريف بالشاعر :
هو الملك الضليل , امرؤ القيس بن حجر الكندي , كان أبوه حجر ملكا على قبيلو بني أسد , وكان ظالما فضاق بنو أسد بحكمه , فوثبوا عليه وقتلوه , ووصل النعي إلى ولده امرئ القيس وهو في رحلة قنص مع بعض رفاقه في واد معشب بحضرموت يقال له ( دمون) , فكان ذلك الحدث حدا فاصلا بين مرحلة اللهو و الجد في حياة الشاعر , إذ هب من اليوم الثاني للمطالبة بثأر أبيه , و أقسم ألا يكتفي بأقل من قتل مئة رجل وجز نواصي مئة أخرين من بني الأسد . وقد ناصره أول الأمر قبائل من بكر وتغلب و قحطان . ولكنهم سئموا منه لعناده فتفرقو عنه , فسافر إلى القسطنطينية يطلب النصر من ملك بيزنطية ( جستنيان) لكن رحلته بائت بالفشل , فعاد كاسفا حزينا مات مسموما بأنقرة في رحلة عودته
ويعد امرؤ القيس رأس فحول شعراء الجاهلية حيث أجاد في الوصف و امتاز بدقة التصوير وسعة الخيال أما عباراته و ألفاظه فهي متأثرة بالبيئة في خشونتها .
قِفَا نَبك من ذِكرَى حَبيبٍ ومَنزِل بِسِقطِ الِّلوى بَينَ الدَّخولفَحَوملِ
2) كَأنِّي غَدَاةَ البَينِ يَومَتَحمَّلُـــــوا لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُحّنظَلِ
3) وُقُوفًا بِهَا صَحبي عَليَّمَطيِّهُم يَقُولُون لا تَهلِك أسًى وتَجمّلِ
4) وَليلٍ كَمَوجِ البَحرِ أرخَىسُدُولَه عَلَيَّ بأَنوَاع الهُمُومِلِيَبتَلِي
5)فَقُلتُ لَهُ لما تَمَطَّى بِصُلــــــــــبِهوأَردَفَ أعجَازاً وَنَاءَ بِكَلكَلِ
6) ألا أيُّها اللَّيلُ الطويل ألاانجَلِ بِصُبحٍ ومًا الإصبَاحُ مِنكَ بِأمثَلِ
7) وقَد أغتَدِي والطَّير في وُكُنَاتِهَا بِمنجَردٍقَيدٍ الأوابِدِ هَيكَلِ
8) مِكَرٍّمَفَرٍّ مُقبِل مُدبِرٍ معًا كَجُلمُودِ صَخرٍ حَطَّه السَّيلُ مَنعَلِ
9) لَهُ أيطَلاَ ظَبيٍ وَسَاقَانَعَامَةٍ وإرخَاءُ سِرحَانٍ وتَقريبُ تَتفُلِ
10) فَعَنَّ لنَا سِربٌ كَأنَّ نِعَةٍعَذارَى دوَارٍ في الملاءِ المُذيّلِ
11) فَعَادَى عِدَاءً بَينَ ثَورٍونَعجَةٍ دِرَاكًا ولم يُنضَجٍ بِمَاءٍفَيُغسَلٍ
12) وَظلَّ طُهاةٌ اللّحم ما بَينَمُنضِجٍ صَفِيفَ شِواءٍ أو قدِيرٍ مُعَجَّلِ
المفرداتاللغويه :
سقط اللوى والدخول وحمول : أسماء أماكن بنجد
غداة البين : صبيحة الفراق .
تحملو :رحلو .السمر:شجر صحراويمعروف.
الحنظل:الشري وهو شديد المراره على شكل كرات يكس لاستخراج حبهويسيل الدموع .
تجمل :اصبرسدوله:أستارهتمطى:تمددصلبه:ظهره
الأعجاز:المؤخرهناء بكلكل:رفع صدره بتثاقل
أمثل:أفضلأغتدي:أسير في الغداه وهي الصبح
وكناتها:أعشاشهامنجرد:حصان قصيرالشعل
قيد الأوابد:يقيد الوحوش بسرعتههيكل:ضخم
مكر مفر :يجيد الهجوم والفرارالأيطل:الخاصره
الإرخاء والتقريب:نوعان من عدو الخيل
سرحان:الذئبتتفل :ثعلبعن:عرض
سرب:قطيع من بقر الوحشدوار:اسمصنم
ملاء مذيل:ملاءات ذات أذيالسوداء
عادى:لاحق وطارددراكا:متتاليهتباعا
ماء:يقصد العرققدير:لحم مطبوخفيقدر
اذا غشى الليلُ الكون، تكوَّر على صحراء العرب الهائلة كأنه فوقها خيمة كبرى تغطيالصحراء من كل الانحاء والجهات.
وصحراء العرب - التي لم يكن فيها كهرباء - لها رهبة عظيمة في دجى الليل البهيم،خاصة في الليلة العذراء التي غاب قمرها، وتغورت نجومها، وتراكمت قطع الظلمات فوقها،ومن حولها، وفي كُلِّ جوانبها فهي ظُلُماتٌ بعضها فوق بعض.
وقد وصف الشعراء ليل الصحراء الرهيب، وخاصة في الشتاء حيث يطول على المريضوالمُؤَرَّق والمهموم.
يقول الملك الضلِّيل امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سُدُولَهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فُقلتُ له لمّا تمطَّى بصُلْبه
وأردف أعجازاً وناءَ بَكْلكَل
ألا أيُّها الليلُ الطويلُ ألاَ انجلي
بصُبْح وما الإصباحُ منكَ بأَمْثَل
فيالكَ من ليل كأنَّ نجومَهُ
بكُلِّ مُغَار الفَتْل شُدَّتْ بيذْبُل
كأنَّ الثَّريا عُلِّقَتْ في مَصَامها
بأَمراس كتّان إلى صُمِّ جَنْدَل
فهو يشبه الليل ببحر لا مُتَناه وأمواجه تفيض على الشاعر بالهموم فوق ما هومهموم، كأنَّما الليلُ يصيبه بجَهْد البلاء.. وهذا الليل يتمطَّى كأنه جملٌ هائل قدناخ عليه بكلكله «صدره» وناخ على الأرض كلها.. فلا يبرح ولا يتزحزح ولا يريم.
وبعد أن يُشَخِّص الليل يصرخ به: ألا أيَّها الليل الطويلُ ألا انجلي!.. ولكنهاصرخة تضيع في الصحراء التي غشاها الليل، والليل أصم.. الليل أيضاً بلا قلب.. ويبدوأنه بلا قدمين فهو لا يسير.. حتى نجومه لا تتحرك من مواقعها ولو قليلاً فامرؤ القيسيراقبها ويراها وتومض ولكن بلا حركة.. كأنما رُبطت هذه النجوم بأشد الحبال إلى جبليذبل الذي يمنعها من الحركة، ويمنع الليل من المسير.
إن الليل أطول ما يكون على مهموم في صحراء موحشة، وفي وحدة مُطبْقة، قلبُهُ قدفاضت عليه أنواع الهموم، وطردت النوم، والليل قد أطبق عليه بظلماته وطوله من كلالجهات.
1تقسيم النص:
إذا نظرنا إلى هذا النص وجدناه ينقسم إلى قسمين رئيسين هما: وصف الليل وطوله، والثاني وصف رحلة صيد على حصان أصيل، ويمكن أن نقسم وصف رحلة الصيد إلى قسمين:
القسم الأول يختص بالحصان، والقسم الثاني يختص بالصيد. وإن كان القسم المختص بالصيد يشتمل على وصف للحصان أيضاً، فأقسام النص إذن ثلاثة:
1- وصف الليل وطوله ويبدأ بالبيت الأول: (وليل كموج البحر) وينتهي بالبيت الخامس (كأن الثريا).
2- وصف الحصان ويبدأ بالبيت السادس (وقد أغتدي) وينتهي بالبيت الحادي عشر (له أيطلا ظبي).
3- وصف معركة الصيد بها فيها بقر الوحشي والحصان؛ في بقية النص.
2- دراسة الأفكار:
يشتمل النص على فكرتين رئيستين: الأولى وصف الليل وطوله، والثانية وصف الحصان ومطاردته الوحش، وبما أن امرأ القيس هو أول شاعر عربي يضع منهج الشعر ويجوده فإننا نعتبر هاتين الفكرتين من الأفكار الجيدة التي سبق الشاعر إليها وأبرزها للناس في صورة شعرية.
وإذا نظرنا في الفكرة الأولى وجدنا أن الشاعر أصاب كبد الحقيقة، فالشاعر واحد من الناس يطول عليه الليل عندما تتكالب عليه الهموم حتى يظن أن النجوم لا تبرح أماكنها، فهو صادق فيما قال، فمثل ذلك الموقف يحدث للكثيرين من الناس، وأما أفكاره التي عبر بها عن إعجابه بحصانه، فهو وإن بالغ بعض الشيء في وصف الحصان إلا أن الناس يتقبلون تلك المبالغات لأنها تعبر عن إعجاب امرئ القيس بحصانه، فهو في بعض أفكاره في وصفه للحصان يبتعد عن الحقيقة ولكنه صادق من الناحية الفنية.
ولأفكار امرئ القيس أثر فعال في المجتمع؛ فالناس يعجبون بها، والشعراء يقلدونه فيما قال على مر العصور؛ فالنابغة الذبياني وهو من كبار شعراء العصر الجاهلي اتبع طريقة امرئ القيس في وصف الليل وطوله، وزهير بن أبي سلمى وهو شاعر الصنعة المعروف تأثر بأفكار امرئ القيس في وصف الفرس كما تأثر به أيضاً كثير من الشعراء.
3- الأسلوب:
إذا نظرنا إلى تقدم زمن امرئ القيس عذرناه في قوة أسلوبه وانتقاء الألفاظ الغريبة التي تحتاج منا في عصرنا هذا إلى إن نبحث عنها في المعاجم مثل (تمطى، جوزه، كلكل، مغار، مصامها، وكناتها، الصفواء، أيطل، تتفل، صرة) وامرؤ القيس يستعمل الألفاظ الغليظة أحياناً مثل (تمطى، كلكل، هيكل، مرجل، أيطلا) ولكن مهارة الشاعر في حسن استعمال هذه الألفاظ أخفت الجفاء الذي يتوقعه القارئ أو السامع منها؛ حيث مزجها بالألفاظ السهلة والرقيقة فكون لنا تراكيب متينة متقنة الصنع؛ فقوله: (وأردف أعجازاً وناء بكلكل) متكون من تركيبين ربط بينهما بالواو ربطاً قوياً فقبلت كلمة (كلكل) لأن الكلمات الأخرى ليست في قوتها وغلظتها فجاءت مقبولة وأدت دورها في قوة التركيب ومن ثم في قوة الأسلوب.
وتراكيب الشاعر خالية من التعقيد أو الضعف الذي ينشأ من حشو البيت بتراكيب تتممه، فالشاعر لا يأتي بالتركيب إلا والحاجة إليه ماسة، ولذلك فإن ألفاظ الشاعر وتراكيبه تبدو عليها الأصالة، والشاعر يستخدم التشبيه كثيراً في أسلوبه مثل قوله: (وليل كموج البحر)، وقوله:
كجلمود صخر حطه السيل من العل
مكر مفر مقبل مذبر معاً
وغير ذلك كثير، وهو يهدف إلى تقريب معانيه إلى المستمع عن طريق التشبيه؛ فالتشبيه يوضح الصورة التي يريدها الشاعر ويقربها، وامرؤ القيس ماهر في صنع الصور الخيالية؛ فالليل صوره في صورة حيوان وهمي؛ له ظهر وعجز وكلكل، وحصانه قطعة حجر دحرجها السيل من عل، والخلاصة: أن أسلوب امرئ القيس هو الأسلوب الرائد للشعراء؛ فقد اقتفوا سبيله واتبعوا طريقه ولولا تمكن الشاعر من فنه لما اقتفاه الشعراء وقلّدوه في أسلوبه
س1: بماذا امتاز امرؤ القيس بالنسبة لشعره ؟
:
ج1: 1/دقة التصوير
2/سعة الخيال
3/عباراته متأثرة بالبيئة البدوية .
س2: لماذا تعد معلقته من عيون الشعر الجاهلي ؟
ج2: 1/قوة أسلوبها
2/تنوع أغراضها
3/روعة خيالها
4/صدق تصويرها للبيئة الجاهلية .
س3: بم شبه نفسه يوم الفراق ؟ ولماذا ؟
ج3: بمن يدق ثمر الحنظل فتسيل دموعه .. لغزارة دموعه .
س4: بم شبه الليل في رهبته ؟
ج4: بموج البحر وقد أرخى على الشاعر ستائره السوداء ليختبر صبره .
س5: بم شبه الليل عندما خاطبه في ضجر ؟
ج5: بالبعير حين ينهض من مرقده يتحرك ثلاث حركات (يمد ظهره ، يرفع مؤخرته ، ينهض بصدره) .
س6: إلى ماذا تميل الألفاظ في مجموعها ؟
ج6: الخشونة والفخامة .
س7: اشرح : أول من وقف واستوقف وبكى واستبكى .
ج7: أنه وقف على الأطلال واستوقف صاحباه ، وبكى على الأحبة والديار واستبكى صاحباه .
س8: كيف بالغ في وصف حصانه ؟
ج8: وصفه بصفات متناقضة .
س9: اشتملت أبياته على ثلاثة أفكار رئيسية ، ما هي ؟
ج9: 1/الوقوف على الأطلال
2/وصف الليل
3/وصف الخيل ورحلة الصيد .
س10: في البيت التاسع تشبيه . ما هو ؟
ج10: خاصرة الحصان بخاصرة الظبي (ضمور) .. ساقيه بساقي النعامة (طول) .. ركضه كجري الذئب تارة وعدو الثعلب تارة أخرى .
س11: بين نوع العاطفة : في الأبيات الثلاثة الأول : حزن ، الثالثة الثانية : خوف وضجر ، آخر ستة : فخر .
س12: اذكر الأبيات التي وصف فيها الليل والخيل .
ج12: وليل كموج البحر أرخى سدولـه علي بأنواع الهموم لـيـبـتـلـي
فقلت له لما تمطى بصلبـــــه وأردف إعجـازا وناء بكـلـكـل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجــل بصبح و ما الإصـباح منك بأمثـل
و قد أغتدي و الطير في وكناتـها بمنجرد قيـد الأوابــد هيكــل
مكر مفـر مقبـل مدبـر مـعا كجلمود صخر حطه السيل من عـل
له أيطـلا ظـبي وسـاقا نعامـة وإرخاء سرحان وتقريب تتفـــل
منقول
دعواتكِ