معدن الفضة
نعرف جميعا ان معدن الفضة معدن ثمين، وعريق في الاصالة ظهرت استخداماته من عهود العصر القديم وعلى مختلف اصعدة الحضارات والتي تبدوا في مقدمتها الحضارة الفرعونية. فقد استخدم المصريون القدماء هذا المعدن الابيض اللون في تصنيع الحلى والاواني المختلفة، ولكن بصورة تقل في قيمتها عن معدن الزهذ. كما عرف العرب والصينيون القدماء نفس استخدامات معدن الفضة في صنع الحلي وغير ذلك من ادوات ثمينة.
ارتباط معدن الفضة بمعدن الذهب
ياتي معدن معدن الفضة في منزلة الوصيف لمعدن معدن الذهب، فهو يأتي من بعد معدن الذهب في القيمة والاختيار، لدرجة ان البعض قد ذهب الى تسمية معدن الفضة على انها " ذهب الرجل الفقير". كما ان معدن الفضة ترتبط في اسعارها هبوطا ونزولا باسعار معدن الذهب ولكن في اتجاة معاكس. فكلما ارتفع اسعار معدن الذهب كلما شهدت معدن الفضة رواجا اكثر، حيث يعتبرها العديدين البديل الامثل للذهب. كما ان اسعار معدن الفضة ترتبط ارتباطا وثيقا بالحالة المالية- سواء المحلية او العالمية- فهي تدخل في التصنيع بصورة اوسع واكبر فقد قدر الماليون ان اجمالي المستخدم في التصنيع من انتاج معدن الفضة والذي يستخدم يصل الى حوالي 55% من اجمالي الانتاج العالمي، حيث تدخل معدن الفضة بصورة مباشرة في تصنيع الكهرباء والاجهزة الالكترونية، بالاضافة لتصنيع الحلى والمجوهرات الفضية. وتعتبر هذه الانشطة الصناعية احد اكبر العومال التي ترفع محفظة معدن الفضة الاستثمارية.
كما ان قطاعا عريضا من المتداولين سواء الافراد والشركات يرى في معدن الفضة استثمارا آمنا، وملاذا مضمونا متى دتهورت الاحوال المالية او حدث تضخم مالى بفضل قيمتة المنخفضة نسبيا وهو ما يعطي نسبة مرونة جيدة تجعله اكثر تداولا.
كما يعتبر معدن الفضة مجالا جيدا للاستثمار يختاره العديد من الاشخاص والكيانات المالية، وتاتي معظم اوجه الاستثمار في معدن الفضة في صورة سبائك او ميداليات فضية، فضلا عن الاستثمار في اسهم مناجم استخراج معدن الفضة، بجانب تداول اسهم معدن الفضة من خلال العقود الاجلة وعقود التسوية (cfd).
انتاج معدن الفضة عالميا
تعتبر بيرو والمكسيك واستراليا والتشيلي هي اشهر الدول المنتجة والمصدرة للفضة، ويمثل انتاج المناجم من معدن الفضة حوالى 76% من اجمالي انتاج العالم من معدن الفضة، بينما الجزء المتبقي يأتي من اعادة سبك بقايا معدن الفضة المصنعة سابقا.
الأمور المؤثرة في اسعار معدن الفضة
ترتبط معدن الفضة في اسعارها هبوطا وصعودا بعدة عوامل اهمها على الاطلاق اسعار معدن الذهب التي ترتبط بدورها باسعار الدولار وتتناسب معه تناسبا عكسيا، فكلما ارتفع الدولار كلما هبط سعر معدن الذهب ( وبالتالي معدن الفضة) وكلما انخفض الدولار كلما ارتفع معدن الذهب.
كما ان سعر معدن الفضة واسواق التداول الخاصة بها ترتبط ارتباطا وثيقا بالتصريحات الحكومية التي تحوي تقارير الانتاج المحلى ومؤشرات الاستهلاك الشهرية، واسعار المنتجين الموسمية ، وغيرها من التقارير التي تبين الحالة المالية للبلاد. وتعد الاوضاع المالية هي العامل الرئيسي في تحديد سعر معدن الفضة في الاسواق- سواء المحلية او العالمية- اعتمادا على عاملين مهمين هما كون معدن الفضة احد المعادن الثمينة, والثاني كونها معدن او سلعة صناعية ذات قيمة عالية.
معدن الفضة في عام 2013
في مجال المعادن الثمينة، احتل معدن الذهب الصدارة واصبح يحظى بمعظم الاهتمام. ولكن الملاحظ والمتابع للاسواق العالمية في الماضي القريب، يمكنه ان يرى ان معدن الفضة اتجهت لتكون أكثر تقلبا من معدن الذهب، حتى بالنسة لأولئك الذين بحثون على الثراء والاستثمار في مجال المعادن الثمينة بصفة عامة ويركزون على سوق معدن الفضة في محاولة منهم لزيادة ارباحهم ، للاسف لم يحقق هذا السلوك النتيجة المرجوه في عام 2013. فقد اتجهت اسعار معدن الفضة ومؤشراتها في الهبوط المتزايد في عام 2013 بصورة عملت ضد المستثمرين في معدن الفضة لهذا العام، حيث وصل هبوط سعر معدن الفضة في عام 2013 لرقم لم يصل اليه من قبل لمدة طويلة، فقد تهاوى لينزل الى ما دون الـ 11 دولارا للاوقية (الاونصة)، اي بإنخافاض وصل الى 36٪ . دعونا نلقي نظرة على الاسباب التى دفعت معدن الفضة الى الهبوط في عام 2013 لنتعرف على الايجابيات والتوقعات المحتملة للعام الحالى 2014.
لماذا هبطت اسعار معدن الفضة في عام 2013 ؟.
على عكس معدن الذهب الذي ظل محققا نوبات صعود متتالية على مدار 12 عام وحتى 2013 فقد عانت بالفعل اسواق معدن الفضة هبوطا حادا قبل عام 2013. ففي اوائل عام 2011، ارتفعت أسعار معدن الفضة إلى ما يقرب من 50 دولارا للاوقية (الاونص)، ولكن هذه المكاسب لم تدم طويلا، فبحلول نهاية عام 2011، انخفض سعر معدن الفضة ليغلق عند مستوى اقل مما كان في نهاية العم السابق. ليأتي عام 2012 وتشهد اسواق معدن الفضة انتعاشا ملحوظا الى حد ما، ومع العديد من التحليلات وربط اسعار معدن الفضة مع الاحتياطي الفيدرالي توقع الكثيرين ان تستعيد معدن الفضة ارتفاعاتها، وغن ظلت التوقعات لعام 2013 غير واضحة المعالم .
ومع بدايات عام 2013 اتجهت معدن الفضة في الصعود بصورة اقوى من معدن الذهب، متفوقة بذلك على المعدن الأصفر كما كان يتوقع خبراء الاسواق العالمية، على خلفية الاعتماد على العلاقة والارتباط الوثيق بين معدن الذهب ومعدن الفضة، وهو ما تحقق بالفعل بصعود اسعار معدن الذهب في عام 2011. ولكن هذا الارتباط ادى الى تهاوي سعر معدن الفضة عندما انخفض سعر معدن الذهب خلال يومين فقط في شهر ابريل لعام 2013 ليصل الى 200 دولار للاوقية (الاونصة)، وهو ما جعل سعر معدن الفضة ينخفض على اساس النسبة المئوية بين سعرها وسعر معدن الذهب ليتراجع سعر معدن الفضة 4 4 دولارات للاوقية (الاونصة) ليهبط سعر معدن الفضة الى ما دون 25 دولار أمريكي للأونصة لاول مرة منذ عام 2010.
وان كانت معدن الفضة لديها استخدامات الصناعية متعددة بعكس معدن الذهبا، فهذا يخلق نوعا من التفاوت الواضح في الاسعار والارتفاعات طبقا للظروف المالية. ولكن الكثير من الاسواق الصاعدة تعتمد اسعار كل من معدن الذهب ومعدن الفضة على السياسات النقدية التيسيرية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقد اثر هبوط سعر معدن الفضة في عام 2013 على العديد من الكيانات المالية الكبيرة، خاصة في الاسواق المنتجة للفضة، حيث تهاوت ارباح عمال المناجم ووصلت الى صورة يصعب معها الاستمرار في اعمال الكشف والتعدين عن المعدن. في حين ظلت ماليات قوية مثل السلفادور في الحفاظ على مخزونها الاستراتيجي من معدن الفضة على امل ان بيعاود المعدن الثمين الارتفاع مرة اخرى.
ما سيحدث في المستقبل للفضة؟
نفس التحديات التى مرت بها معدن الفضة بعام 2013 هي نفس ما تمر به في عامنا الحالي، والعامل الرئيسي يتوقف على اتجاه البنك الفيدرالي الامريكي في تحديد سياسته النقدية والسندات التى ينوي توجيه قراراته نحوها، فضلا عن اتجاهات اسواق معدن الذهب واداء الدولار القوي المتصاعد بجانب موقف الصين والهند وسياستها في اعمال الاستيراد للمعدن الابيض خاصة انهما يمثلان اكبر مستهلك على مستوى العالم للمعدن الثمين.
كل هذا يجعل الاراء او التوقعات غير واضحة بصورة كاملة ولكنها تتأرجح ما بين الصعود والهبوط، ليبقي العمل المؤثر هو السندات والعقود بجانب اداء الدولار وتوجهات البنك الفيدرالى.