أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ضمن حملة:" الصلاة الصلاة" جمعية العلماء المسلمين الجزائريين-شعبة باب الوادي-


يا أمة الله ..لماذا لم تصلي؟



(مذاكرة وتدريب للجواب على أول سؤال في الحساب).


الحساب
أختاه..يا من لا تصلين ..لا أشك أنك تؤمنين باليوم الآخر، وبموقف عظيم من ومواقف ذلك اليوم، إنه موقف الحساب، حين يقف كل واحد منا بين يدي ربه عز وجل، فيسأله عن جميع ما عمل، قال الله تعالى:"فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون".
أول سؤال..
وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فأول سؤال لتاركة الصلاة في موقف الحاسب هو:
لماذا لم تصلي؟
تدريب..
أختاه..الحساب امتحان، وكل امتحان يتطلب إعدادا وتدريبا، وها أنا ذا أساعدك في التحضير لهذا الامتحان، وليكن ما نتذاكره في هذه المقالة أول سؤال في امتحان يوم الحساب = "لماذا لا لم تصلي؟"، عارضا أجوبتك المحتملة عليه، مع مناقشتها وتقييمها، حتى إن قدر الله تعالى-ولا قدر!-أن تقفي بين يدي ربك عز وجل في موقف الحساب، وأنت لا تصلين، وفقت في الجواب.
إذا سألك ربك :"لماذا لم تصل فقولي..
1-أنا لم أصلي لأني لا ألبس الحجاب:
نعم..فبعض أخواتنا لا تصلي، لأنها لا تلبس الحجاب!! الذي هو اللباس الشرعي للمرأة في صلاتها، ومع الرجال من غير محارمها، وتظن ذلك عذرا مسوغا لترك الصلاة!!
لكن الإشكال في هذا الجواب، أننا نجد الله تعالى لم يعذر المؤمنين في ترك الصلاة وهو منهمكون..في أشق طاعة وأصعب عبادة: الجهاد في سبيل الله، قال الله تعالى:" وإذا كنت معهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك"، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعذر ذلك الصحابي المصاب بمرض مؤلم في ترك الصلاة، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: «صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب»
بمعنى أن جواب المجاهد إذا سئل عن الصلاة يوم القيامة:"لم أصل..لأني كنت أجاهد"، وأن جواب المريض إذا سئل عن الصلاة يوم القيامة،"لم أصل..لأني كنت مريضا" جواب غير موفق في امتحان الحساب بين يدي الله، فكيف بمن تعتذر بعدم لبس الحجاب (معصية!) لترك الصلاة.
تصحيح..
إذا، عدم لبس الحجاب ليس عذرا لترك الصلاة، بل ترك الصلاة عقوبة على ترك الحجاب، لأن من شؤم المعصية أنها "تهدي" إلى معصية أخرى، معصية ترك الحجاب "هدتكِ" إلى ترك الصلاة، فهل تساءلت يوما إلى أي معصية "تهديك" إليها معصية ترك الصلاة، بقيت معصية واحدة فقط أكبر من ترك الصلاة، إنها الكفر بالله تعالى! وشؤم أعظم من شؤم ترك الصلاة..إنه سوء الخاتمة!

نعيذك بالله تعالى..
نعيذك بالله تعالى-يا أختنا- أن تكوني ممن "يُعفَى" من امتحان الحساب، كما "أعفيت" نفسك من الصلاة ومن لبس الحجاب، ونعيذك بالله تعالى أن تكوني ممن يحشر إلى جهنم من غير سؤال وحساب، قال الله تعالى:"احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم"
أختاه.. أنت أذكى وأعقل من أن تجيبي بهذا الجواب، لأنك تعلمين أن الحجاب فرض من الله تعالى، وأن من بركاته أنه يعين على أداء الصلاة وييسرها، وأنت من الذكاء والفطنة بحيث تسعين إلى تقليل الأضرار وتقليص الأخطار، فحتى وإن لم ينعم الله تعالى عليك بالهداية للحجاب (إلى الآن!!)، فإنك لن تغفلي أبدا، أن تجعلي في حقيبتك اليدوية أو في مكان عملك أو دراستك لباس الصلاة، وأنك ستتضرعينإلى ربك في كل صلاة أن يشرح قلبك للبس الحجاب.
إذا الجواب الأول غير سديد، فإلى الجواب الثاني.
2-أنا لم أصل لأن الوضوء يذهب زينتي (الماكياج):
بعض أخواتنا لا يصلين لأن الوضوء أو الغسل يذهب الزينة والمساحيق التي زينَّ وجوههن، والزينة والمساحيق ثمنها كبير، والوقت الذي تستغرقه غير قصير، أو لأنها لا تقدر على إزالة طلاء الأظافر مما يمنع الماء من الوصول إليها، فيكون الحل ..في ترك الصلاة.
أختاه..أدعك تحكمين على صحة هذا الجواب المعد ليوم الحساب بين يدي رب الأرباب، بعد تلاوتك لهذه الآية: "قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
فهل زينتك ومساحيقك و"ماكياجك" أحب إليك من الله ورسوله، وأحب إليك من الصلاة قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا على فرض كون الزينة "المانعة"!! من الصلاة مباحة، كتزينك لزوجك، فكيف إذا كانت زينة محرمة، لفتنة الرجال في الطرقات؟ «ظلمات بعضها فوق بعض»!!.
إذا الجواب الثاني غير سديد، فإلى الجواب الثالث
3-أنا لم أصل لكثرة الأشغال:
أختاه..إذا سألكِ ربك: لماذا لم تصل، فقولي: لكثرة الأشغال! أنا تلميذة نجيبة، أدرس ما يقارب الثماني ساعات في اليوم، فإذا عدت إلى بيتي عكفت على الكراريس مراجعة وحفظا، فمتى أصلي يارب؟ أو أنا عاملة نشيطة، يومي بين مزاحمة في الحافلات، ودوام في الإدارات، فإذا رجعت إلى البيت، انطرحت على الفراش تعبا، فمتى أصلي يا رب؟ أو أنا ربة بيت ماهرة، يومي كله طبخ وغسيل، وصراخ وعويل (على أطفالي "الأشقياء")، فمتى أصلي يارب؟
لمعرفة صحة هذا الجواب من خطئه، أطرح عليك سؤالا آخر= هل أنت أرحم من الله تعالى بعباده؟ لا أشك طرفة عين أنك تبادرين إلى الإجابة: كلا، فهو سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، وسع كل شيء رحمة وعلما! فكيف أكون أرحم منه، فأقول لك: إذا كان الله تعالى أرحم الراحمين، وأرحم بك من نفسك، فهل يكلفك ما لا طاقة لك به؟ لو علم أن وقتك "الثمين"، لا يتسع لخمس صلوات في اليوم والليلة (تستغرق-كلها- ما لا يزيد عن ساعة!) فلماذا كلفك بها، ولماذا خفف الله تعالى عنا الصلاة ليلة الإسراء من خمسين إلى خمس!
الصلاة شغل..
إذا كانت الدراسة والعمل والأبناء والزوج شغل، أليس الصلاة شغلا، لماذا لا نترك الصلاة للعمل، ولا نترك العمل للصلاة..قال الله تعالى:"بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى"، نعم الآخرة خير وأبقى، فاختاري-رعاك الله تعالى-.
إذا الجواب الثالث غير سديد، فإلى الجواب الرابع
4-أنا لم أصل لأني لا أعرف أحكام الطهارة والصلاة
إذا سألك ربك لماذا لم تصل؟ فأجيبي: أنا لم أصل-يارب-لأني لا أعلم أحكام الطهارة والصلاة، سمعتهم يقولون حيض ونفاس، ومبتدأة ومعتادة، ومستحاضة وطاهرة، وركن وشرط، وقضاء وأداء،...فكيف أصلي وأنا لا أفهم ما يقولون، ولا أعي ما حوله يدندنون؟
أختي الكريمة، هلمي نعرض جوابك هذا على القضايا الآتية:
هل تذكرين قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إنا أمة أمية" بمعنى أن شرائع ديننا (كالصلاة والصيام...) يمكن أن يفهمها جميع الناس، الحضري والأعرابي، المهندس والفلاح، العربي والعجمي...
هل تذكرين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، فطلب العلم الذي يكون به معرفة الله تعالى، ومعرفة كيفية عبادة الله عز وجل ككيفية الطهارة والصلاة واجب فرض على كل مسلم ..ومسلمة!
هل تعلمين أن أحكام الطهارة، ومنها أحكام الحيض والنفاس، أحكام الصلاة سهلة ميسورة جدا، يمكنك تعلمها في وقت قصير، وبجهد يسير! في درس أو من كتاب، أو قرص...
إذا هل جوابك بين يدي الله تعالى إذا سألك:"لماذا لم تصل" قائلة: لا أعرف أحكام الطهارة والصلاة" صواب أو سراب؟
خلاصة القول..
أختاه..إذا دمت على حالك هذا – لا قدر الله تعالى-، غير مقيمة للصلاة، فسترسبين في هذا السؤال يوم القيامة مهما كان جوابك، وإنا لأخشى عليك أشد الخشية، وأشفق عليك أشد الشفقة أن تلهمي الجواب عن سؤال آخر، كما في قول الله تعالى:" ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين"...
أختاه..طالما أنت تقرئين هذه المقالة، فأنت حية ترزقين، وذلك الباب العظيم الذي بين المشرق والمغرب المسمى باب التوبة، ما يزال مفتوحا مشرعا، وربك يناديك مع من يناديه عباده المسرفين:"يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
فأنيبي إلى ربك واسجدي واقتربي...