نمرابن عدوان
كتب – حسن مسرع الدوسري
ان .. قصته مع محبوبته " وضـحــــا " وكيف قتلها بيديه بتهو الشيخ نمر بن عدوان الصخري من شيوخ " بني صخر " قبيلةمواطنها الآن شرقي الأردن – اشتهر بنبلهه وسجاياه الحميدة ..
أما شاعريته : فهو شاعر عاطفي واقعي هزه الأسى وأضناه الوجد وعصره الألم .
نظم الشعر يشكو ما أصابه فتفاعلت الجماهير مع شعره في كل مكان فتعاطف
الناس معه وأحبوه وتابعوا أخباره التي سارت بها الركبان ...
أما حكايته فهي حكاية محزنة غريبة فقد توفيت زوجته " وضحا "
وهو في قمة السعادة معها فانفتق جرحه وأنشد شعره وكأنه قبل وفاتها لم يكن شاعرا !
ولكنه من فرط ما أصابه قد تفجرت بداخله ملكة الشعر وأظهر روائع الوجدانيات بالشعر النبطي ..
أما قصة وفاة وضحا فأغرب ما روي عنها أنها اعتادت حلب الناقة لنمر قبل عودته لبيته
من مجلسه بدقائق قليلة وذلك ليشرب حليب الناقة ساخنا .. وذات ليلة عاد نمر قبل موعده
الذي تعوّد أن يرجع فيه .. وفي طريقه إلى البيت لمح نمر خيالا بين أرجل الناقة فظنه
حائفا يريد سرقتها فضربه برمحه وأرداه قتيلا وإذا بالخيال " وضحــا " .....
يقول الرواة أن نمر بن عدوان تزوج بعد وضحا بتسع وتسعين ( وضـحا ) لعله يجد من
تحل محلها فلم يجد حتى أنهكه المرض وأعياه الوجد فلحق بوضحا في مطلع
القرن الثالث الهجري وهو لم يتجاوز الأربعين من عمره ...
وفيها يقول :
الـبـارحــه يـــــوم الـخــلايــق نـيــامــا
بيّـحـت مـــن كـثــر الـبـكـى كـــل مـكـنـون
قـمـت أتـوجّــد وأنـثــر الـمــا عـلــى مـــا
مــن مــوق عيـنـي دمـعـهـا كـــان مـخــزون
ولــي ونـــة ٍ مـــن سمـعَـهـا مـــا يـنـامـا
كـنــي صـويــب ٍ بـيــن الأضـــلاع مـطـعـون
و إلا كــمــا ونــــة كـســيــر الـسْــلامــا
خــلّــوه ربــعـــه لـلـمـعـاديـن مــديـــون
فـــي سـاعــة ٍ قــــل الــرجــا والـمـحـامـا
فـيـمـا يـطـالـع يـومـهــم عــنــه يـقـفــون
و إلا ف ونــــــة راعـــبـــيّ الـحـمــامــا
غــــاد ٍ ذكــرهــا و الـقـوانـيـص يــرمــون
تـسـمـع لـهــا بــيــن الـجـرايــد حـطـامــا
مـــن نـوحـهـا تـــدع ِ المـوالـيـف يـبـكــون
و إلا خـــلـــوج ٍ ســـابـــة ٍ للهيـــامــــا
عـلــى حـــوار ٍ ضـايــع ٍ فـــي ضحـىالـكـون
و إلا حــــوار ٍ نـشِّـقــوا لـــــه شـمــامــا
وهـــي تـطـالـع يــــوم جــــرّوه بـعـيــون
يــــردون مـثـلــه و الـضـوامــي صـيــامــا
تــرزّمــوا مـعـهــا و قــامـــوا يـحــنّــون
و إلا رضـــيـــع ٍ جـــرّعـــوه الـفـطــامــا
أمـــه غـــدت قــبــل أربـعـيـنـه يـتـمّــون
عـلـيـك يـالـلـي شـربــت كـــاس الـمـحـامـا
صــــرف ٍ بـتـقـديـر ٍ مــــن الله مـــــاذون
جــاه القـضـا مـــن بـعــد شـهــر الصـيـامـا
صـافــي الجـبـيـن بـثـانـي الـعـيـد مــدفــون
كـسـوه مــن عــرض الـخــرق ثـــوب خـامــا
و قـامــوا عـلـيـه مـــن الـتـرايـب يـهـلّــون
راحـــوا بـهــا حـــروة صــــلاة الـيِـمـامـا
عـنــد الـدفــن قـامــوا لــهــا الله يــدعــون
بــرضــاه والـجـنــه و حــســن الـخـتـامــا
و دمـــوع عـيـنـي فـــوق خـــدي يـهـلّــون
حـطّــوه فـــي قــبــر ٍ عــســاه الـهـيـامـا
فــي مهـمـة ٍ مــن عـــد الأمـــوات مـسـكـون
يـــا حـفــرة ٍ يـسـقــي ثــــراك الـغـمـامـا
مـــزن ٍ مـــن الـرحـمـه علـيـهـا يـصـبّــون
جــعــل الـبـخَـتـري و الـنـفــل والـخـزامــى
ينـبـت عـلــى قـبــر ٍ هـــو فـيــه مـدفــون
مـرحــوم يـالـلـي مـــا مــشــى بـالـمـلامـا
جـيــران بـيـتـه راح مـــا مــنــه يـشـكــون
و ا وســـع عـــذري و ان هــجــرت الـمـنـامـا
و رافـقـت مــن عـقـب العـقـل كـــل مـجـنـون
أخـــذت انــــا ويّــــاه سـبـعــة عــوامــا
مــع مثلـهـن فــي كيـفـة ٍ مــا لـهــا لـــون
والله كـنـهـا يـــا عـــرب صــــرف عــامــا
يـــا عـونــة الله صـــرف الأيـــام وشـلــون ؟
و أكـبــر هـمـومـي مـــن بــــزور ٍ يـتـامــا
و إن شـفـتـهـم قــــدام وجــهــي يـبــكّــون
و ان قــلــت لا تـبـكــون قــالــوا عــلامــا ؟
نـبـكـي ويـبـكـي مـثـلـنـا كــــل مــحــزون
قـلــت الـسـبـب تـبـكـون؟ قــالــوا يـتـامــا
قـلــت اليـتـيـم أيـــاي وانــتــم تـسـجّــون
مـــع الــبــزور وكــــل جــــرح ٍ يــلامــا
إلا جــــروح بـخـاطــري مــــا يـطـيـبــون
جـرحــي عـمـيـق ٍ مـثــل كـســر الـسـلامــا
الـــى مـكَــن.. عـنــه الأطــبّــا يـعـجــزون
قـمــت اتـشـكّـى عــنــد ربــــع ٍ عــذامــا
جـونــي عـلــى فـرقــا خـلـيـلـي يــعــزّون
قـالــوا تـجــوّز وانــــس لامــــه بــلامــا
بـعــض الـعــذارى عـــن بعـضـهـن يـسـلّـون
قـلــت انــهــا لــــي وفّــقــت بـالـولامــا
و لـــو جمـعـتـوا نصـفـهـن مـــا يــســدّون
مـــا ظـنّـتــي تـلـقــون مـثـلــه حــرامــا
أيـضــا و لا فـيـهـن عـلــى الـســر مـامــون
و أخـــاف انـــا مـــن غــاديــات الـذمـامــا
الـلـي عـلــى ضـيــم الـدهــر مـــا يـتـاقـون
أو خـبـلــة ٍ مـــــا عـقـلـهــا بـالـتـمـامـا
تضـحـك و هــي تـلـدغ عـلـى الـكـبـد بـالـهـون
تــــوذي عـيـالــي بـالـنـهــر و الـكــلامــا
و أنـــا تجـرّعـنـي مـــن الـمــر بـصـحــون
و الله يــــا لــــولا هـالـصـغــار الـيـتـامــا
و أخـشـى مـــن الـسـكّـه علـيـهـم يضـيـعـون
لا أقـــول كـــل الـبـيـض عـقـبــه حــرامــا
و أصـبـر كـمـا يصـبـر عـلـى الحـبـس مسـجـون
عـلـيــه مــنــي كــــل يــــوم ٍ ســلامــا
عـــدّت حـجـيـج الـبـيـت والـلــي يـطـوفــون