الشرف الطموح
عصيٌّ نزفُ حرفك لا يبوحُ ؟ = أم اغتالت عزيمتَه القروحُ؟
يقول .. وما درى .. مليونُ جرحٍ = هنا تقتاتُ .. في خلدي تسيحُ
أنا من آهتي غذَّيت شعري = ومن دمعي ارتوى حرفي الفصيحُ
سأجمعُ نارَ حقدِهمُ وآتي =بها ورداً بطيبتنا يفوحُ
سأرشدُ ضِيْقَ جهلهمُ لبابٍ = على أعتابِهِ الأفقُ الفسيحُ
إذا ما العقلُ غابَ فكلُّ حسنٍ = لدى من كان غيَّبَهُ قبيحُ
كفعلِ مريدِ طمسِ الشمسِ لما = يمدُّ ذراعهُ وبها يُشيحُ
ينوحُ على المُغَيَّبِ كلَّ حينٍ = وإن شُتم الرسولُ فلا ينوحُ
سأحدو البرَّ يا أمي حروفاً = لها من ذكركِ الميمونِ روحُ
أأمَّ المؤمنين أيا جبالاً = تعالتْ ما لقمتها سفوحُ
بحبِّك يا ابنة الصديق جهراً= رسولُ الله للدنيا يبوحُ
فأنت أحبُّ خلق الله طراً =إليه بذاك قد وردَ الصحيحُ
رَبيتِ بحجره فنهلتِ فضلاً = لطيبِ شذاهُ قد شَرُفَ المديحُ
وكنت سروره إن عَنَّ همٌ = وكنت مَراحهُ إذ يستريحُ
تقلَّدتِ البراءة وحيَ ربٍ = وساماً هابَ بارقَهُ الفَضُوحُ
وأقرأك السلامَ أمينُ وحيٍ= شهادةَ رفعةٍ ولها وضوحُ
وفي الأخرى لك البشرى بفوزٍ = حداك لنيله العملُ الربيحُ
رَوِيْتِ من الهدى فغدوتِ صرحاً = تفيئُ ببردِ ظُّلتهِ الصروحُ
فأنت الفقهُ إذ ما قيل فقهٌ = وأنت الشعرُ إن هطلَ القريحُ
وأنت العقلُ إن ناءت بحملٍ = عقولٌ فالحكيمُ به بَلوحُ
وأنت إلى النساءِ كما ثريدٍ = إلى طُعمٍ وذا فضلٌ صريحُ
أأم المؤنين وكيف تحصى = نجومٌ في سما العليا تلوحٌ
وهل يحتاجُ شرحَ الصبحِ إلا = عميُّ القلبِ مسجدُه الضريحُ
شياطينٌ إلى النيرانِ تهدي = ثعابينٌ تغولُ لها فحيحُ
فيا أهلَ النُّهى عودوا إليها = فإن النفسَ عادُتها الجنوحُ
ذروا طلابَ دنياً ليس إلا = عليهمْ من جهالتِهمْ مُسوحُ
يسوق لآل أحمدَ كلَّ طهرٍ = وقذفَ حبيبةِ الهادي يُبيحُ
وهل للطَّيبِ المحمودِ إلا = بطيبةٍ لها شرفٌ طموحُ